الثلاثاء، 23 مارس 2021

الإنسحاب التكتيكى لإخوان ليبيا


بينما لا يزال الليبيون يدققون في السير الذاتية المتاحة لوزراء حكومة الوحدة الوطنية التي تسلمت مهامها أخيراً يستاءل باحثون وسياسيون عن دلالات تواري جماعة الإخوان الإرهابية عن المشهد الراهن بعد محاولات لتعضيد نفوذها في البلاد بعد تراجع شعبيتهم وفقدان تأييد الليبيين لهم .

ويرى مراقبون للشأن الليبي بأنه مع تراجع أسهم الإخوان في الشارع الليبي في السنوات الأخيرة اضطرت قيادات الجماعة لتغيير أسلوب عملها والدفع بشخصيات من الصفوف الثانية والثالثة من غير معروفين للشارع الليبي في سيناريو مرحلي وانسحاب تكتيكي .

ويرى محللون إن جماعة الإخوان تمتلك القدرة على التلون بحسب المراحل لذلك هي تعمل حاليا على تفادي ما حدث لها سابقا حين منيت بخسارة فادحة في انتخابات يونيو 2014 وتعمل حاليا على التغلغل في المؤسسات إما بشخصيات إخوانية مستترة أو موالية لهم .

وقال الخبراء فى الجماعات الإسلامية الجماعة أن قطاعا كبيرا من الليبيين يحمل الجماعة مسؤولية أغلب الأزمات التي مرت بها البلاد في السنوات الماضية وبالتالي فانهم يحاولون الآن احتلال مواقع في عدة لجان منبثقة عن الحوار السياسي وسيعملون على إيجاد نظام برلماني أو نصف برلماني يضمن لهم ولو هامشا بسيطا من المشاركة ثم يسيطرون بواسطة المال على استمالة أغلبية لهم لتمرير ما يريدون .

ومن ناحية أخرى أكد خبراء قانونيين أنه لا يمكن الارتكان إلى أن الجماعة لا تملك حاضنة في ليبيا بل أن لديها عدة أدوات ستوظفها لإفساد المشهد السياسى وعرقلة أي إنجاز وإثارة التذمر بالمجتمع أملا بأن يؤدي ذلك لتعزيز فرصها بالعودة للسلطة .

وأوضح الخبراء الجالي أنهم يعملون الآن بشكل قوي على التغلغل في الأعراق الموجودة في ليبيا سواء تبو أو طوارق أو أمازيغ ويعملون على توظيف مطالب بعض الشخصيات من هذه الأقليات لصالح أهداف جماعتهم السياسية .

المرحلة الحالية بالنسبة للإخوان هي مرحلة انتقالية خصوصا أن عمر السلطة الحالية أقل من 10 شهور لذلك تحاول الجماعة تجاهل هذه المرحلة المؤقتة وتعمل بتركيز على التواجد في مرحلة ما بعد أكتوبر القادم .

ويتوقع كثيرون تضاؤل فرص الإخوان في الحصول على نسبة تتوافق وطموحاتهم بالانتخابات المقبلة خاصة وأنهم لم يتمكنوا من حشد الدعم لقائمة عقيلة صالح وباشاغا ، وحتى تركيا التي تعد دعم الإخوان جزءاً من مصالحها قد تنفتح بالوقت نفسه وبدرجة أكبر على الأطراف الأخرى وذلك في ظل البراجماتية المعهودة للحزب الحاكم في تركيا .







0 Comments: