تركيا من أكثر الدول الإقليمية غير الأفريقية التي ترغب في بسط نفوذها في القارة الأفريقية لاسيما بعد تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم منذ عام 2002 إلي الوقت الحالي حيث زاد إهتمامها أكثر بالأجندة الأفريقية وخاصةً بعد عدم قدرتها للإنضمام للإتحاد الأوروبي إلي الآن .
ومع وصول حزب الحرية والعدالة لسدة الحكم قامت تركيا بالتركيز علي القارة السمراء وتنشيط علاقتها مع الدول الأفريقية بتقديم المساعدات الإنسانية و الإقتصادية والإجتماعية والتي تقع في إطار إستراتيجية القوة الناعمة لإحياء طموحات سياسية خبيثة في القارة .
وتقوم أنقرة حاليا باستخدام أدواتها الناعمة ممثلة في المساعدات الإنسانية والمدارس والمنح الدراسية وبناء المساجد ومنظمات الإغاثة ، ففي تشاد افتتحت جمعية الهلال الأحمر التركي ثلاثة آبار مياه في ضواحي العاصمة التشادية انجمينا وشارك السفير التركي لدى انجمينا في حفل تدشين الآبار التي تعمل بالطاقة الشمسية .
صحيفة ليبراسيون الفرنسية حذرت من التوغل التركي في الدول الأفريقية ولفتت إلى أن تركيا تحشد وكلاء لها عبر 20 مكتبا في أنحاء القارة مما أدي إلى تطور تواجدها في السنوات الأخيرة زاعمة أن وجودها في القارة السمراء عادلاً أكثر من الدول الغربية وأقل صرامة من الدول الأخرى التي تستثمر في أفريقيا إلا أنه في حقيقة الأمر توغل له نوايا استعمارية قديمة .
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن تركيا تروج عبر أذرعها الإعلامية التنديد بالقوى الاستعمارية السابقة والزعم بأن هذه الدول تأتي لأفريقيا لاستنزافها وهو ما تفعله تركيا بالضبط مع أفريقيا باستغلال الموارد الطبيعية والثروات الأفريقية مدللة على ذلك بما فعلته أنقرة مع السودان والصومال .
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الدول خاصة في القرن الأفريقي أعربت عن قلقها من تهديد أمنها الإقليمي بعدما حصلت أنقرة على عقد إيجار لجزيرة سواكن السودانية المطلة على البحر الأحمر لمدة 99 سنة في ديسمبر 2017 .
وذكرت الصحيفة أنه بموجب الاتفاق الذي بلغ قيمته 4 مليارات دولار دفعتها قطر بدلاً عن تركيا التي تمر بأزمة اقتصادية ، تقوم أنقرة بتطوير الميناء واستغلاله الأمر الذي أثار قلق ومخاوف دول المنطقة من التهديدات التركية في هذا الموقع الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر خشية استغلال هذا الموقع عسكريا .
مراقبون يرون أن من يدعم الإرهاب ويستبيح دماء الشعب السوري والليبى ويتاجر بقضايا المنكوبين والمستضعفين تحت ستار المساعدات الإنسانية ويؤجج الصراعات والنزاعات من أجل وهم استعادة امبراطورية بائدة لن يتمكن أبدا من إقناع العالم بأن السم قد يتحول إلى عسل .
0 Comments: