الخميس، 16 سبتمبر 2021

التحالف التركى القطرى يهدد أفغانستان


بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان عملت تركيا على أن تصبح أحد أبرز اللاعبين في البلاد ، لاسيما بعد ظهور الملحق العسكري التركي في أفغانستان وهو يرتدي الزي المحلي وبجانبه مصحف وصورة لمؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك .

وأكد موقع "نورديك مونيتور" السويدى أن الصورة التي نشرها الكولونيل السابق والملحق العسكري هاليس تونش عبر "تويتر" التقطت بعد سيطرة طالبان على البلاد في أغسطس الماضى .

وفى الماضى كان الضباط الأتراك يرون فى التقاط صورهم ومعهم أغراض دينية نهاية مسيرتهم المهنية بالجيش ، لكن بعد سيطرة أردوغان على الجيش بسبب حملة التطهير التي تم شنها بعد محاولة الانقلاب عام 2016 بدأ عدد كبير من صغار وكبار الضباط استخدام رموز دينية وسياسية بشكل متكرر .

وطبقًا لـ"نورديك مونيتور" تم تسريب معلومات تفيد بأن تركيا وقطر تتفاوضان مع طالبان على إعادة فتح مطار كابول وأنه يمكنه لتركيا أن تكون الطرف الذي يضمن الأمان حال الاتفاق ليس من خلال الجيش التركي ولكن من خلال شركة "صادت" الموالية لأردوغان .

وكانت الشركة قد شاركت سابقا بالعمليات العسكرية في ليبيا وسوريا بما في ذلك نقل مرتزقة أجانب إلى البلدين .

ويرى محللون ان دخول طالبان المبكر والمفاجئ العاصمة كابول في 14 أغسطس وإصرارها على خروج جميع القوات الأجنبية بحلول نهاية شهر أغسطس جعل أنقرة تلجأ للتفاوض مع حركة طالبان عبر الوسيط القطري من أجل الإبقاء على قواتها في المطار بحجة حمايته وإدارته ، لكن طالبان رفضت هذا الطلب التركي واشترطت لبدء أي تعاون مع أنقرة خروج قواتها بالكامل من أفغانستان ومطاره .

ويبدو واضحاً ان الاهتمام التركي بالبقاء في أفغانستان سواء من خلال وجود عسكري أو من خلال الوجود لتقديم الدعم الفني والاقتصادي يمثل بوابة لنسج علاقات قوية مع حركة طالبان والسيطرة على مقدرات أفغانستان .

كما يبدو أن الرئيس أردوغان مقتنعاً بإمكانية إقامة علاقات جيدة مع حركة طالبان مستفيداً من سياساته الإسلاموية وعلاقات الحركة مع دولة قطر الحليفة لتركيا .

وقد امتد التعاون التركي القطرى في الآونة الأخيرة إلى إنشاء علاقات قوية مع حركة طالبان بهدف تحقيق أنقرة لأهدافها الخبيثة فى أفغانستان من خلال المفاوضات الحالية مع طالبان والتى تقودها الدوحة بالإنابة .

وتراهن أنقرة فى الوقت الحالى على حاجة طالبان إلى بقاء مطار كابول مفتوحاً من أجل تواصل أفغانستان مع العالم وعدم تعرضها لحصار دولي بعد سيطرتها على الحكم ، وأن وجود قوات تركية أو فنيين ومهندسين أتراك سيبقي خط تواصل طالبان مع الغرب مفتوحاً وسيساعد طالبان على استمرار تدفق المساعدات الدولية عبر المطار .

ويشير الخبراء الى ان أنقرة تحاول طمأنة المنافسين الإقليمين فى أفغانستان من خلال تقديم نفسها كداعم للاستقرار في أفغانستان وليس وصياً أو بديلاً من الولايات المتحدة أو الناتو هناك لكن تجارب تركيا السابقة في السعي لمساعدة الحركات الإسلامية على تولي الحكم فى عدد من دول المنطقة أثار الشكوك حول نوايا التحالف التركى القطرى فى أفغانستان .

مشروع الإسلام المعتدل الذي تقدمه تركيا وقطر والذى يجمع بين الإسلام السياسي والديمقراطية فشل في تحقيق أهدافه وتحول الى مشاريع هيمنة وسيطرة تركية قطرية بحتة على مناطق جغرافية في المنطقة .









0 Comments: