الاثنين، 21 مارس 2022

هل تقرر تركيا إغلاق مكاتب حماس أو ترحيل قادتها ؟


تعيش حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة حالة من القلق والتوجس بعد التقارب الأخير في العلاقات التركية الإسرائيلية الذى ترجم إلى زيارة قام بها الأسبوع الماضي الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ إلى تركيا .

وتنظر حماس الى تركيا بإعتبارها حليفا استراتيجيا هاما لكن زيارة الرئيس الإسرائيلى الى انقرة التى إنتقدتها حماس على استحياء جاءت لتمثل تهديدا لعناصر حماس وقياداتها المتواجدين في تركيا .

ويقيم في تركيا منذ عقد عدد من قادة حماس أبرزهم نائب رئيس الحركة صالح العاروري ويتردد رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية ورئيسها في الخارج خالد مشعل على إسطنبول بانتظام كما تتفاخر الحركة بمواقف الرئيس التركي الذي يحاول تقديم نفسه على أنه مناصر بقوة للقضية الفلسطينية .

ويرى محللون أن تعزيز العلاقات التركية الإسرائيلية سينعكس سلبا على العلاقة بين أنقرة وحماس وأن تحسن العلاقات التركية الإسرائيلية قد يؤدى الى إلى فرض قيود على حماس وعناصرها المقيمين في تركيا .

وبالرغم من تردد أقاويل حول قيام مسؤولين أتراك بطرح مسألة إيجاد آلية لاستمرار أو مغادرة آمنة لبعض قادة حماس فى تركيا ، إستبعد المحللون أن تقرر تركيا إغلاق مكاتب حماس أو ترحيل قادتها وقالوا أنها قد تلجأ إلى سياسة احتواء حماس بإبقاء تواجدها في البلاد دون نشاط سياسي أو إعلامي أو مالي ملموس .

وبالرغم من بيانات الاستنكار والاستهجان التي أصدرتها الحركة ضد تطبيع دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب في وقت سابق إلا أن حماس تتمسك الآن بالثقة في أن أردوغان لن يتخلى عن مواقفه الداعمة للفلسطينيين وأن تركيا ستلعب دورا متوازنا مع حماس .

من ناحية أخرى يرى خبراء أن تركيا ستفضل مصالحها الاقتصادية مع إسرائيل على علاقتها مع حماس في ظل تدهور سعر الليرة التركية وتراجع اقتصادها وربما تمارس اسرائيل ضغوطا أكبر على السلطات التركية فتغادر قيادات حمساوية تركيا إلى إيران أو بيروت .

وتوترت العلاقة بين أنقرة وتل أبيب منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في نهاية 2008 وبلغ التوتر ذروته إثر مقتل تسعة أتراك في هجوم إسرائيلي على سفينة مرمرة التي كانت تنقل مساعدات للقطاع في عام 2010 لكن تقاربا يسجل بين الدولتين منذ فترة وصفته تل أبيب بأنه نقطة تحول فى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .

وتضع محاولات تركيا وإسرائيل لإعادة إحياء علاقاتهما حركة حماس في موقف صعب وسبق أن دعت إسرائيل تركيا إلى اتخاذ خطوة مماثلة لما قامت به بريطانيا بشأن تجريم حماس وقد يترتب على ذلك اتخاذ إجراءات في حق قادتها الموجودين في أنقرة .
















0 Comments: