الأربعاء، 13 أبريل 2022

أنقرة تواصل سياسة تحريض الأتراك والمسلمين في فرنسا


تواصل الحكومة التركية توجيه رسائل للمسلمين في العديد من الدول الأوروبية الذين لا يؤيدون أيديولوجيا الإسلام السياسي وتتهمهم بأنهم يضعون مصالح الدول التي يعيشون فيها فوق مصالح تركيا والدول الأخرى التي هاجروا منها .

وفي تحد صارخ للتحذيرات المتكررة من أوروبا بشأن مخاطر تقويض سياسات الاندماج والهجرة عزمت الحكومة التركية على تعبئة الأتراك والمسلمين لتحقيق أهدافها السياسية حيث دعا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الجميع إلى الاتحاد تحت أمة واحدة وعلم واحد .

وفي تهديد صريح للقادة الأوروبيين حذر الرئيس التركي من أن بلاده بدعم من الأتراك والمسلمين في أوروبا ستعرقل أي خطط تضعها الحكومات الأوروبية ، وصرح قائلاً : "معًا سوف نفسد مؤامرات أولئك الذين يحاولون تقسيم شعبنا وسنقوم معًا بإسقاط مؤامراتهم على رؤوسهم" ، وتابع : "نتخذ أيضًا الخطوات اللازمة ضد تصاعد العداء ضد الإسلام والأتراك في الخارج".

وقد أثارت ثلاث هيئات ومنظمات دينية تتلقى دعماً من تركيا الكثير من الجدل في فرنسا مع رفضها حزمة مبادئ أقرها "المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية" العام الماضي بهدف تنظيم شؤون المسلمين والجالية المسلمة على الأراضي الفرنسية .

ويرى محللون أن حزمة المبادئ قد جاءت نتيجة تصاعد وتيرة التطرف في الآونة الأخيرة والمساعي الخارجية لاستغلال بعض المسلمين في فرنسا خصوصاً من دول مثل تركيا ، مؤكدين أن الهيئات الثلاث الرافضة لحزمة المبادئ تفعل ذلك بتحريضٍ من أنقرة وهي تتبع لها ولجماعة الإخوان المسلمين بشكلٍ مباشر وتحصل على تمويلٍ مالي منهما .

ويبدو أن تلك الكيانات الدينية المدعومة من قبل أنقرة على الأراضي الفرنسية بدأت تشكل عائقاً أمام تطبيق حزمة المبادئ التي أقرها المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية للحد من التحريض والكراهية .

ويعد وجود أشخاص داعمين للرئيس التركي على أعلى هرم المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية السبب الأبرز لتمكن الكيانات الثلاثة والتمسك برفضها لقرارات المجلس الأمر الذي لم يكن يحصل في السابق حين كان العرب المغاربة يديرون شؤون المجلس منذ تأسيسه .

ويشار إلى أن الكاتبة الفرنسية سيلين بيار تحدثت عن أن عددا كبيرا من الأتراك يتوجهون في الأشهر الأخيرة إلى القنصليات الغربية لتقديم طلبات الحصول على تأشيرات تسمح لهم بمغادرة البلاد ، موضحة أن الوضع الاقتصادي وتضييق الخناق على حرية التعبير وتوتر المناخ السياسي هي الأسباب الرئيسية التي تدفع بهم إلى مغادرة البلاد والبحث عن حياة ومجتمع أفضل .




0 Comments: