تنظيم الإخوان الإرهابي سيواجه خسائر فادحة في حال شرعت أوروبا بإجراءات ضد الاقتصاد الإخواني المتنامي على أراضيها بشكل غير مسبوق خلال السنوات الماضية وبالرغم من التمويلات الضخمة التي يتلقاها التمويل ، إلا أن الاستثمارات تظل هي المحور الأهم في خطته الاقتصادية لبسط النفوذ والسيطرة الاقتصادية والسياسية داخل الدول التي يتمركز فيها .
وذكرت تقارير عديدة أن إستراتيجية جماعة الإخوان في الانتشار بأوروبا تعتمد على التوغل من خلال مؤسسات خيرية ومنظمات اجتماعية ومدنية واقتصادية تعمل بطريقة لا مركزية وليست تحت هيكل تنظيمي موحد أو ثابت أو إطار سياسي وتنظيمي موحد وهي تنكر دائماً تبعيتها للتنظيم ترفض الاعتراف بأي ملكية لها إلا أن تواجد قيادات معروفة بإخوانيتها قد يشير بشكل ما إلى هذه العلاقة .
ويرى محللون أن اقتصاد وشبكة الجماعة في أوروبا يعيش في أزمات متلاحقة أولها الملاحقات والحصار الذي تفرضه بعض الدول الآن على الشعارات والمؤسسات الإخوانية ومنها على سبيل المثال النمسا وألمانيا ، كما يعيش أزمات تتعلق بالانقسام الحاصل بين القيادات التي تريد كل منها السيطرة على مصادر التمويل وحصار الجماعة في بلاد المهد في مصر وتونس وغيرها من الأقطار .
وقال باحثون في شؤون الجماعات الإرهابية أن إستراتيجية جماعة الإخوان في الانتشار بأوروبا تعتمد على التوغل من خلال مؤسسات خيرية ومنظمات اجتماعية ومدنية واقتصادية تعمل بطريقة لا مركزية ، لافتين أن الجماعة الإرهابية حريصة على استمرار منابع التمويل بأوروبا لتعويض ما تفقده بالداخل العربي بعد تضييق الخناق عربياً وخليجياً عليها .
من هذه المؤسسات التي تملكها الجماعة الإرهابية مؤسسة "الإغاثة الإسلامية" التي تتخذ من لندن مركزاً رئيسياً لها، وقد أُنشئت عام 1984 من طرف قيادات إخوانية على رأسهم إبراهيم الزيات وهاني البنا ورجل الأعمال المصري الأصل البريطاني الجنسية عمر الألفي وهي تقوم بنشاطها المعلن تحت بند أنشطة العمل الاجتماعي ، وكان يترأس إدارتها عصام الحداد والعراقي أحمد كاظم الراوي وأيضاً صندوق الإغاثة والتنمية الفلسطيني "أنتربال"، وهي مؤسسة معروفة ويترأسها عصام مصطفى عضو الهيئة التنفيذية في حركة حماس .
ضمن هذه المؤسسات هي منظمة الأمانة الأوروبية فقد تأسست في لندن عام 1996 بوساطة "مجلس مسلمي أوروبا"، وهي منظمة إخوانية تعمل على جمع الأموال في جميع أنحاء أوروبا وإعادة توجيهها للصرف على المنظمات التابعة للجماعة، وقام بتأسيسها وإدارتها فؤاد العلوي وأحمد كاظم الراوي.
أما في النمسا فرابطة الثقافة الإسلامية لها نشاطاتها الاقتصادية من ليشتنشتاين عبر بنما وجزر فيرجن وجزيرة مان وحتى بريطانيا، وهناك بعض المشاريع التي تقوم بها منظمة الإغاثة الإسلامية بقيادة جمال مراد في فيينا ، كما أن السويد توجد بها مؤسسة EFOMW بقيادة الناشطة لمياء العامري وفي إيطاليا شركة ناسكو التي أسسها إدريس نصر الدين في مكتب ليختنشتاين، باسم "شركة نصر الدين الدولية القابضة" ولها فروع في تركيا والمغرب وروما ونيجيريا، وتم وضع أموالها في أحد فروع "بانكو دي روما".
وفي ظل الضربات العديدة التي توجه للإخوان تبحث الجماعة الآن عن ملاذ آمن لاستثمارات التنظيم حتى لا تزيد أزمتها الاقتصادية الداخلية بعد الأزمات العديدة التي يشهدها التنظيم في الوقت الحالي حيث تأثرت العديد من المؤسسات الاقتصادية والمالية التي تملكها الجماعة مع عمليات الحظر والحصار والمراقبة التي جرت خلال الأعوام الأخيرة في أوروبا .
0 Comments: