الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023

حركة النهضة الإخوانية فقدت ثقة التونسيين

أزمة النهضة الإخوانية فى تونس تتصاعد

آخر خيبات الأمل تعرّض لها تنظيم الإخوان المسلمين الأحد 15 أكتوبر الحالي بمناسبة عيد الجلاء إذ نظمت جبهة الخلاص الوطني (واجهة الإخوان بتونس) وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي بالعاصمة حضرها عدد ضئيل من أنصار الجماعة ليفشل حشدها للشارع التونسي كما فشلت من قبل في تحريك التونسيين ضدّ مسار الرئيس قيس سعيد.

ومنذ 25 يوليو 2021 أي منذ قرارات سعيّد التي أخرجتهم من الحكم ومن كل دوائر القرار بتفويض شعبي اقتنص الإخوان تواريخ الشعب التونسي ليطفئوا شموع الأمل وليحتفلوا بموعد جديد للفوضى قد يمنحهم معجزة العودة إلى الحكم بعد تجربة واهنة لكنّهم فشلوا في كل مرّة في اختبار الشارع وتدريجياً تخلى عنهم أغلب أنصارهم حتى باتت مظاهراتهم لا تتجاوز عشرات الأشخاص .

ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أنّ إخوان تونس فشلوا منذ 25 يوليو 2021 في إقناع الشارع التونسي وحشده ، كما أنّ حركة النهضة الإخوانية فقدت ثقة التونسيين، ولم يتبقَّ لها في الشارع أيّ موالين أو قواعد، ممّا جعل تأثيرها محدوداً ولم يتبقَّ من أتباعها سوى عدد قليل، وهم من المنتفعين من الحركة وعائلاتهم.

وقد قادت حركة النهضة الحكم في تونس خلال العقد الماضي الذي شهد انفلاتاً أمنياً وعمليات إرهابية متتالية واغتيالات سياسية ، فضلاً عن انهيار اقتصادي، وسجالات سياسية قوية انتهت بإطاحة قيس سعيّد بالبرلمان والحكومة معاً عام 2021.

وخسرت حركة النهضة كثيراً من خزانها الانتخابي مقارنة بأوّل انتخابات دخلتها عام 2011، وهي انتخابات المجلس الوطني التأسيسي الذي تولى صياغة دستور للبلاد، وهو ما يجعل الغموض يلفّ مستقبلها حالياً ، لا سيّما في ظل تراجع التنظيم في المنطقة ككل بعد الانتكاسة التي مُني بها حزب (العدالة والتنمية) في المغرب .

وتزعم قيادات (النهضة) أنّها قطعت علاقاتها مع الإخوان لكنّ خصومها يصرون على أنّها ما زالت مرتبطة بأجندة التنظيم .


0 Comments: