كشف تقرير لشبكة "رؤية" الإخبارية عن قيام بعض التنظيمات الإرهابية بما يُسمّى "إرهاب الإنترنت" وهو استخدام الإنترنت بوصفه وسيلة يمكن من خلالها شنّ هجوم إلكتروني وتنفيذ أعمال إرهابية إلكترونية تخريبية واختراق أنظمة الأمن والمعلومات وزراعة الفيروسات القوية ، ومن أبرز وسائل التواصل الاجتماعي : (فيسبوك) و(تويتر) و(إنستغرام) و(تيليجرام) و(واتس آب) و(Club House) الذي ظهر مؤخراً واستخدمته جماعات إرهابية مثل جماعة الإخوان المسلمين .
وقد انتشرت تلك الوسائل على مستوى العالم كله ولم يقتصر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الجانب الاجتماعي بين الأصدقاء فقط وإنّما كان له بُعْدٌ آخر تمثَّل في تكوين الرأي العام والتأثير في اتجاهاته واتخاذ المواقف والآراء نحو القضايا المهمة والأحداث الحاصلة في العالم وذلك وفقا للتقرير .
ومع زيادة التطبيقات الحديثة في عالم تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي طورت التنظيمات الإرهابية أنشطتها كثيراً خلال الأعوام الماضية وباتت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة في الكثير من أعمالها؛ مثل: التجنيد، والتدريب، والتواصل مع أتباعها وداعميها والمتبرعين لها، وهي القضايا التي باتت تثير القلق مؤخراً.
وكشفت دراسة بعنوان "توظيف الجماعات المتطرفة لوسائل التواصل الاجتماعي... الآليات وسبل المواجهة"، أشارت فيها إلى استغلال عدّة تنظيمات إرهابية ومتطرفة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع لنشر أفكارها وتوجهاتها، فضلاً عن استخدامها في تهديد أمن واستقرار بعض الدول والمجتمعات، إلى جانب استقطاب المزيد من المتطرفين إلى صفوفها.
وذكرت الدراسة أنّ العوامل المهمة التي شجّعت التنظيمات الإرهابية على التوسع في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر أفكارها والتحريض على العنف والإرهاب، هي غياب القواعد والمعايير المنظمة لوسائل التواصل الاجتماعي وإمكانية الانتشار من خلال ما يُسمّى (الحسابات الوهمية)؛ حيث يعتبر غياب المعايير المنظمة لوسائل التواصل الاجتماعي من أهم وأبرز وسائل انتشار الجماعات المتطرفة.
هذه الوسائل - حتى اليوم - لم تحظَ بمعايير تنظّم النشر من خلالها أو تضع معايير محددة للمادة المنشورة لمحاولة منع أيّ نشر للفكر الإرهابي المتطرف، وهذا ما ساعد هذه الجماعات على استقطاب عناصر من جنسيات مختلفة، بعضهم لديه قدرات إعلامية وفنية وتكنولوجية، ومن هنا استطاعت هذه الجماعات أن تستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي لأنّها أكثر شيوعاً وأقلّ أمناً، لذلك تمكنت هذه الجماعات من توظيف أدواتها الإعلامية عبر هذه الوسائل لبثّ مقاطع فيديو وغيرها من المواد الإعلامية المتطرفة.
يقول خبراء فى شون الجماعات الإرهابية إن جماعة الإخوان وكل الجماعات الإرهابية تستغل الإمكانيات والتطورات الحديثة وما يُسمّى "الحسابات الوهمية" كان أهم أسباب الانتشار لهذه الجماعات تمكّن أعضاء هذه الجماعات المتطرفة من خلالها تكثيف وجودهم وأعدادهم على وسائل التواصل الاجتماعي ليكسبوا تأييداً أكبر من متابعيهم، وليشكّلوا من خلال ذلك قوة إعلامية نظراً لإدراك تلك التنظيمات العدد الهائل من مستخدمي هذه الوسائل .
وتشير بعض التقارير إلى أنّ أكثر سكان الكرة الأرضية لديهم حسابات عليها ويقومون بمتابعة منشورات هذه الجماعات عن طريق الهاشتاغات التي تفعّلها الجماعات المتطرفة، وذلك ليقوموا بنشر عملياتهم الإرهابية والترويج لها عبر هذه الوسائل.
وأضاف الخبراء أن العامل الرئيسي في انتشار الفكر المتطرف عبر الفضاء الإلكتروني وعلى وسائل التواصل الاجتماعي يكمن في الخطابات المتشددة والمتنوعة التي تطرحها التنظيمات لاستقطاب عناصر جديدة أو على الأقل خلق مجموعات متعاطفة معها تأخذ على عاتقها نقل تلك الأفكار إلى المجتمعات التي تعيش فيها .
والأكثر من ذاك أن بعض التنظيمات على غرار تنظيم (داعش) إنتقلت إلى محاولة نشر أفكارها المتطرفة وتوجهاتها العنيفة من خلال استغلال الألعاب الإلكترونية وخاصة الألعاب الحربية القتالية الأكثر شهرة على مستوى العالم، بإعادة تصميم أجزائها، وتضمينها تعديلات برمجية لإضافة الصور والأصوات التي يروّج لها التنظيم، مثل الأناشيد التي تدعو إلى العنف والإرهاب؛ ليخلقوا بذلك جنوداً موالين لهم في العالم الافتراضي.
0 Comments: