في لبنان، تشهد الشوارع هدوءًا حذرًا وخادع، نظرًا لتعدد طوائفه، ففي شارع سوريا أحد أكبر الشوارع الرئيسية في لبنان الذي يقع في مدينة طرابلس، تشهد فيه المباني ندوب الحرب التي لا تزال يشعر بها الجميع، فالمباني لا يزال بها ثقوب الرصاص وبعضها نصفه منهار، لم يبق سوى القليل من معالم واحدة من أقدم وأعرق المدن في الشرق الأوسط، حيث تستغل ميليشيا حزب الله المدعومة من إيران الأزمة الكبيرة والصراع الطائفي التي تشهده المدينة.
وبحسب شبكة "دويتش فيلا" الألمانية، فإن شارع سوريا يحمل ندوبًا واضحة من صراعات متعددة وأبرزها الحرب الأهلية الأخيرة، وتتحدث جدرانه عن القتال والعنف، وشارع سوريا هو الخط الفاصل بين أحياء باب التبانة وجبل محسن، وأجزاء منه فقيرة للغاية، ولسنوات طويلة كانوا غارقين في التنافس والقتال على أسس طائفية.
ومنذ عام 2008 فصاعدًا، وقعت عمليات إطلاق نار متفرقة بين الميليشيات المحلية المتنافسة والتي يقودها عادة حزب الله، اشتدت أعمال العنف بين عامي 2011 و2015، حيث أدت الحرب الأهلية في سوريا إلى تفاقم الاستياء القديم والانقسامات السياسية بين الحيين.
عندما اندلعت الحرب الأهلية في سوريا، وقف الحي ذو الأغلبية العلوية أو جبل محسن إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، أما الحي السني، باب التبانة، الذي يتمتع بعلاقات تاريخية مع مدن حمص وحماة وحلب السورية، فقد دعم المتمردين، لعدة سنوات، كان الشارع ساحة معركة.
وتابعت الشبكة الألمانية، أن هذا الشارع المضطرب أصبح نموذجًا مصغرًا للحرب في سوريا، وخط جبهة يرقى إلى مستوى اسمه. كان الشباب اللبناني من طرابلس يشنون حربًا على بعضهم البعض، وكانوا على استعداد للموت من أجل قضية ليست حتى قضيتهم. وذلك حتى تدخل الجيش اللبناني ووضع نهاية مفاجئة وغير متوقعة للعنف.
ولا تزال المنطقة اليوم تحت الإشراف العسكري ، وقالت هالة تكلا من منظمة يوتوبيا غير الحكومية: إن العديد من المنظمات غير الحكومية تحاول منذ ذلك الحين الحد من التوترات وتعزيز السلام.
وأضافت الشبكة الألمانية، أن الجهود نجحت إلى حد كبير، ولكن الخوف الأكبر هو انزلاق السكان للفقر، ما يدفع البعض منهم وخصوصًا الشباب للجؤ إلى الجماعات المسلحة ومنها حزب الله لتجنيده، والبعض الآخر كان يفر إلى أوروبا عن طريق البحر.
وأشارت الشبكة الألمانية، إلى أن الوضع الاقتصادي المتردي هو التحدي الأكبر هنا. ويعتبر آخرون، مثل هالة، أن المخدرات والأسلحة المتداولة في الحي تمثل تحديًا أيضًا، وهنا، القادة المحليون هم من يتخذون القرارات.
0 Comments: