ينطوي كتاب “بيت العنكبوت” للباحث محمد يسري على قراءة في الأصول المؤسسة لجماعة الإخوان، مناقشًا أوجه الشبه والاختلافات بينها وبين الخوارج والشيعة والمرجئة والصوفية، ومقارنًا بين حسن البنا وجمال الدين الأفغاني والقطب الصوفي السيد أحمد البدوي.
والكتاب هو دراسة موضوعية عن ماهية الجماعة الإرهابية في ميزان العقيدة الإسلامية، يقارن بين الجماعة وبين جميع الفرق الإسلامية الرئيسية، في قراءة متخصصة؛ بحثًا عن تصنيف مناسب لها، يمكن وضعها في إطاره الفكري والتاريخي بين هذه الفرق والمذاهب المختلفة.
وقد قسم المؤلف كتابه إلى 10 مباحث شرّح فيها الجماعة، وكشف فيها عن نقاط الضعف حتى يكشف خفاياها، وعلاقاتها المتشعبة بكل التيارات والفرق والمذاهب، وأبرز كيف تستغل الجماعة الثغرات الفكرية الموجودة في الكثير من التيارات والاتجاهات الأيديولوجية المختلفة، وتنفذ منها إليها بصورة ناعمة، تؤدى إلى حدوث تحولات عميقة في هذه التيارات فيتحول منهجها إلى خليط بين فكرها وأفكار جماعة الإخوان.
تأثر حسن البنا وفقًا لمؤلف الكتاب بالقطب الصوفي السيد أحمد البدوي نظرا إلى اعتماده على التربية والعمل الحركي والسري والدعوة الخاصة والأستاذية والأوراد والمنامات والدعوة إلى إقامة الخلافة، حيث اعتبر البنا دعوة البدوي جهادًا في سبيل الله لانتزاع الحكم من المماليك.
وكشف الباحث محمد يسري عن أنّ جماعة الإخوان التي احتار في تصنيفها عقديًا، حيث تتشابه مع العديد من الفرق، أقرب إلى التلون المستمر بكل ألوان الطيف العقدي والفكري إلى درجة رفعها شعارات ليبرالية رغم انطلاقها من فكرة الحاكمية الإلهية.
0 Comments: