الأحد، 9 فبراير 2025

باحثون سعوديون يطورون حلولاً مبتكرة في الأمن السيبراني والدفاع والطب

 



في إطار الجهود البحثية الرامية إلى تطوير حلول تقنية متقدمة، يعمل عدد من الباحثين السعوديين على أبحاث في مجالات الأمن السيبراني، الدفاع، والطب، وعلى الرغم من أن هذه الأبحاث لم تطبق على أرض الواقع، إلا أنها تطرح إمكانات مستقبلية لمواجهة التحديات في هذه المجالات.


وتأتي هذه الأبحاث بدعم من الهيئة العامة للتطوير الدفاعي السعودي وذلك ضمن مبادرتها في دعم المبتكرين والباحثين في تطوير تقنيات والأنظمة الدفاعية، بهدف تحويلها إلى منتجات وخدمات تستفيد منها المملكة في مجال الدفاع.


تقول نوف الهباد، الباحثة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لـ "العربية.نت": يركز بحثي على رفع مستوى الأمان خلال استخدام الأجهزة الذكية، حيث تعتمد هذه الأجهزة حتى اليوم على وسائل تقليدية مثل كلمات المرور وOTP (رموز التحقق لمرة واحدة)، وهي عرضة للاختراق مع تزايد التهديدات السيبرانية.


وتضيف الهباد: يهدف بحثي إلى تطوير آلية مصادقة تعتمد على الذكاء الاصطناعي من خلال تحليل أنماط الاهتزاز وبيانات الاستشعار للمستخدم عبر أجهزة قابلة للارتداء مثل الساعات الذكية، مما يتيح نظام تحقق أكثر أمانًا ودقة، خاصة لحماية الأجهزة الدفاعية الحساسة من الاختراق أو أي دخول غير مصرح به.


وفي مجال الدفاع، يتحدث المهندس عبد الله العتيبي، الباحث من جامعة الملك سعود عن مشروعه قائلاً: البحث يتعلق بتطوير طلاءات بمواصفات عسكرية وذلك بإضافة مواد نانونية وهي (بالغة الصغر) تمتاز بالقوة الفائقة وخفة الوزن.


ويتابع العتيبي موضحًا الهدف من هذه الطلاءات: الهدف من هذه الطلاءات هو تحقيق ميزتين أساسيتين: الأولى تعزيز مقاومة التآكل، موضحًا أن الطلاءات الحالية التي تُستخدم لحماية هياكل الطائرات والصواريخ والمعدات العسكرية الأخرى تتعرض لعوامل الطقس والتآكل مع مرور الوقت، أما المادة التي نستخدمها في البحث، فتسمى الجرافين، الذي يشبه إلى حد ما مادة قوية وخفيفة مثل ورقة الكربون، يمكن إطالة عمر المعدات وجعلها أكثر تحملاً للظروف القاسية.


وأضاف العتيبي: والجرافين له قدرة على امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية (وهي الإشارات التي تستخدمها الرادارات لاكتشاف الأجسام).


 عندما يُدمج في الطلاءات، يمكن أن يجعل الطائرات والصواريخ أكثر صعوبة في الرصد، مما يساعدها على تنفيذ مهامها دون أن يتم اكتشافها بسهولة.


وحول أهمية البحث في المجال الدفاعي، يوضح العتيبي: "هذا البحث مهم في مجال الدفاع لعدة أسباب رئيسية تتعلق بتحسين أداء المواد المستخدمة في التطبيقات العسكرية".


ويشرح ذلك قائلاً: "زيادة كفاءة المعدات العسكرية: المعدات العسكرية تحتاج إلى صيانة دورية بسبب تعرضها للتآكل، خاصة في البيئات القاسية مثل البحر والصحراء، إذ إن الطلاء المدعّم بالجرافين يقلل من هذه المشكلة، مما يعني معدات تدوم لفترات أطول وتكلفة صيانة أقل".


ويضيف: "تعزيز التخفي والحماية: في الحروب الحديثة، اكتشاف الطائرات والصواريخ بالرادار قد يؤدي إلى إحباط الهجمات أو التصدي لها. عندما يُستخدم الجرافين في الطلاءات، فإنه يساعد في إخفاء الطائرات والصواريخ عن أجهزة الاستشعار، مما يجعل العمليات العسكرية أكثر نجاحًا وأمانًا".


مجالات الطب

أما في المجال الطبي، تحدثت رغد الزهراني، طالبة الماجستير في جامعة الملك عبد العزيز لـ"العربية.نت" قائلة: يركز بحثي على دراسة أسلاك نانوية (دقيقة جدًا) مصنوعة من ثاني أكسيد التيتانيوم ومغلفة بالكربون باستخدام تقنية متقدمة تعرف بـ 'الترسيب الكيميائي بالبخار المعزز بالبلازما'، وتهدف هذه العملية في استخدامها كأقطاب عصبية يتم زراعتها في الدماغ.


وتتابع الزهراني قائلة: وتكمن أهمية هذا البحث في تحسين المواد المستخدمة في الأقطاب العصبية، مما قد يساعد في تطوير علاجات أكثر فعالية للاضطرابات العصبية، مثل فقدان الإحساس أو الحركة بسبب أمراض عصبية أو إصابات، كما أن لهذه التقنية تطبيقات عسكرية، حيث يمكن أن تساهم في تطوير أطراف صناعية عصبية متقدمة للجنود المصابين، بالإضافة إلى تحسين التواصل بين الدماغ والروبوتات، مما قد يساعد الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية".


وتضيف: يهدف بحثي إلى إعادة الأمل للأشخاص الذين فقدوا أطرافهم بسبب الحروب أو الأمراض العصبية التي تؤثر على إشارات الدماغ، مثل الصرع. 


نحن ندرس الخصائص الكهربائية والكيميائية للأسلاك النانوية والتي تمتاز بأنها تصنع في درجات حرارة منخفضة (أقل من 800 درجة مئوية)، مما يجعلها مرنة وقادرة على التكيف مع سطح الدماغ دون إلحاق الضرر به.


وتوضح الزهراني: "في المستقبل، نخطط لاختبار التوافق الحيوي لهذه المادة عن طريق زراعة خلايا عصبية عليها ودراسة مدى تفاعلها معها، بالإضافة إلى تحليل قدرتها على تحسين الاتصال العصبي". 


وأضافت "نأمل أن تسهم هذه الأبحاث في إحداث تطور طبي كبير في مجال الأطراف الصناعية العصبية وعلاج الاضطرابات العصبية".


يُذكر أن الحكومة السعودية أنشأت الهيئة العامة للتطوير الدفاعي بهدف تعزيز القدرات الوطنية في قطاع الدفاع، حيث يتمثل دورها الرئيسي في توطين التقنيات المتقدمة وتصنيعها وامتلاك الخبرات التقنية اللازمة لتطوير المنتجات الدفاعية محليًا، مما يعزز استقلاليتها في هذا المجال.

0 Comments: