عمار الأمير.. سعودي جعل من عدسته "دعوة صامتة" للحرم المكي
"أراهم كقصصٍ تمشي على الأرض؛ يحمل كل حاجّ دعوةً أو لحظةَ توبة" هكذا يلخّص عمار الأمير علاقته بالوجوه التي يلتقطها، إذ يستهدف عبر عدسته دموع الخاشعين، مؤمنًا بأن هذه المشاعر لا يمكن تمثيلها، وهي التي تمنح الصورة "عمقها وصدقها".
ويستعيد المهندس عمار الأمير من مواليد الثمانينيات أولى خطواته في صحن الطواف، حين حمل كاميرا متواضعة بدافع الانبهار بجمال العمارة الإسلامية وتفاصيلها الدقيقة، يقول: "بدأت أصوّر بدافع الحب، ثم تطورت الرؤية إلى توثيق اللحظات النادرة والمشاعر الصادقة التي يعجز الكلام عن وصفها".
لا يعرف الأمير عدد الصور التي التقطها للحرم المكي؛ فهو يعتبر كل لقطة "لحظةً روحانية ونافذة صغيرة يطل منها العالم على قدسية هذا المكان". ويضيف: "الصورة دعوة صامتة، قد تُهدي قلبًا لم يطأ الحرم قطّ، لذلك لا أعدّها بالأرقام، بل أرجو أن يكون لكل واحدة منها أثرٌ يتجاوزني".
ويمتلك الأمير ابن الـ (37) عامًا قاعدة جماهيرية عبر حسابه الرسمي في منصة الإنستغرام، إذ يبلغ عدد متابعيه نحو 359 ألفًا، وقد نشر حوالي 2,564 منشورًا، معظمها عن المسجد الحرام والمشاعر المقدسة.
ويرى المصوّر الأمير أن: "هذا المكان يجمع الناس على حب الله، وأن كل دعوة، وكل دمعة، وكل لحظة فيه تستحق أن تُوثَّق وتُخلَّد". لذلك يطمح أن يشعر مَن يشاهد صوره "وكأنه كان هناك" حتى لو لم يزر الحرم من قبل.
كما يجد المصوّر السعودي الذي حاز على جوائز عديدة فقط من خلال التقاطه صور المسجد الحرام في كل وقت "نكهةً خاصة"، إذ يرى في الفجر سكينة لا توصف، وفي المغرب لحظةً يلتقي فيها الضوء بالروح، بينما يصف الأمطار بأنها "لحظة استثنائية لا تتكرر كثيرًا" وهي الخيار المفضل له فيما يرى أن الزحام يعكس وحدة المسلمين ومشهدية عظيمة تذيب الفروق.
رغم تخصّص الأشمير في هندسة الحاسب الآلي ونظم المعلومات، ثم عمله في الإخراج التلفزيوني، ظلّ التصوير جزءًا من هويته، يوضح لـ "العربية نت" قائلاً: "مجالي مختلف، إلا أن التصوير كان دومًا جزءًا من حياتي وهويتي".
وعن رأيه في الذكاء الاصطناعي، يقول إنه أصبح أداةً "قويّة في يد المصور" تمنحه بُعدًا جديدًا في مرحلة تحرير الصور؛ إذ يمكنه من تعزيز الإضاءة، وإزالة الضوضاء أو العيوب، والتخلّص من العناصر غير المرغوب فيها، بل تحويل اللقطة إلى أنماط فنيّة مختلفة بضغطة زر، مع إبراز أدق التفاصيل من دون المساس بروح الصورة، ويؤمن الأمير بأن الأثر الحقيقي لا يصنعه الذكاء الاصطناعي وحده، بل المصور الذي يعرف كيف يوظّفه بإخلاص ووعي؛ فالصورة التي تلامس القلب هي تلك التي وُلدت من إحساس صادق، ثم صقلت بتقنية ذكيّة.
يُذكر أن المصور عمار الأمير حصل على جوائز محلية وعالمية، كما أنه عضو في العديد من منظمات التصوير العالمية مثل عضو الاتحاد العالمي للتصوير الفوتوغرافي الاتحاد الدولي للتصوير الفوتوغرافي وعضو الجمعية الأميركية للتصوير الفوتوغرافي.ش
0 Comments: