الخميس، 24 يوليو 2025

"بحثاً عن الإنسان".. مصور سعودي يسخّر عدسته لتوثيق حياة الشعوب واختلاف عاداتها

 

محمد الفالح: أحترم الضوء وأنتظر اللحظة الصادقة
يلمس محمد الفالح تأثير عنصر الزمن والطبيعة في حياة من التقاهم

"بحثاً عن الإنسان".. مصور سعودي يسخّر عدسته لتوثيق حياة الشعوب واختلاف عاداتها


«شيء ما كان يناديني في الوجوه، في التفاصيل الصغيرة، في حياة الناس، بمرور الوقت أدركت أن تصوير حياة الشعوب ليس مجرد صورة، بل حكاية، ورسالة، وروح ومن هنا بدأ الشغف يتحول إلى تخصص».. لم يتوقع المصور السعودي محمد الفالح، الذي بدأ حديثه بهذه الكلمات، يومًا المضي في مسار توثيق حياة الشعوب عبر كاميرته، غير أن شغفه قاده إلى هذا الاختصاص.


يؤمن الفالح أن التجربة عززت شعوره بالإصغاء للمكان، واحترام الضوء، وانتظار اللحظة الصادقة، ليروي القصة، ويقول : «ما يميز صوري أنها تفتح حوارًا بصريًا بين المتلقي ووجدان الشعوب».


اختار المصور السعودي محمد الفالح أن يسلك طريقًا مختلفًا في تجربته الفنية، ليمنح الشعوب صوتًا لا يُنسى. فمن أعماق القرى النائية إلى قمم جبال الهملايا، لا يحمل الفالح كاميرته بحثًا عن الإثارة، بل عن الإنسان؛ لا لتوثيق عابر، بل لحكاية تُروى، ومشاعر تُخلّد.


منحت تجارب توثيق حياة الأمم المصور الرحالة فرصة النضج الإنساني، بجانب احترام العادات والتقاليد المختلفة، لافتًا إلى أن كل شعب يحمل جانبًا من الجمال والتحدي في الحياة، ومبينًا أن الانتقال المتكرر لرصد وتوثيق الاختلاف الإنساني جعله يدرك بصفة أكبر المعاني الحقيقية للصبر. ولا ينسى الفالح، الذي تحدث لـ «العربية.نت»، التأكيد على أن «كل محطة في الطريق أعادت تشكيل نظرته للحياة والناس».


في السياق ذاته، يشير إلى حجم الاختلافات الثقافية والتحديات التي يواجهها أثناء ترحاله، إذ تتجسد أحيانًا في عدم تقبّل بعض القرى والقبائل التي زارها للغرباء، ما يدفعه إلى تقديم بعض «الهدايا» مثل الأرز والسكر والزيت لأفراد تلك القرى لكي يستطيع الحصول على فرصة التقاط الصور، لافتًا إلى أنها «مقايضة عادلة»، وفقًا لوجهة نظره.


يلمس محمد الفالح، وهو مصور سعودي استطاع السفر إلى بلدان متعددة لكي يرصد حياة الشعوب، تأثير عنصر الزمن والطبيعة في حياة من التقاهم، إذ يلفت إلى أن معظم الشعوب «لا تفرض الهيمنة على الطبيعة، بل تتعايش بصدق معها»، مشيرًا إلى أن «الوقت» عنصر عميق في حياة بعض ممن زارهم، ومبينًا أنه ليس رقمًا يُلاحق، بل إيقاع يُعاش.


لا ينسى الفالح المواقف الصعبة التي عاشها أثناء رحلته إلى جبال الهملايا، إذ يروي قصته عن أصعب موقف ميداني تعرض إليه حينما تعرض لوعكة صحية جعلته يجد نفسه مجبرًا على الخضوع للحظة الألم بعد رحلة «هايكنق» استمرت 6 أيام، وهو الأمر الذي دفعه للبقاء طريح الفراش 3 أيام في «كوخ» عند أسرة نيبالية قدمت له سبل العلاج بالأعشاب الدافئة، وشوربة العدس.


وعن هذه التجربة يقول إنها منحته الفهم الأوسع للمعنى الحقيقي لـ«الإنسانية بلا لغة»، مشيرًا إلى أنها كانت تجربة مؤلمة جسديًا، غير أنها منحته درسًا لا ينسى.


إلى ذلك، يحضر المصور محمد الفالح إلى المناطق المراد تصويرها قبل أي عملية تصوير من أجل الحصول على شعور إنساني عميق يقول عن ذلك: أنا لا أصور إنسانًا لأنه غريب عني، بل أصوره لأنه قريب مني. هكذا أوثق بدون استغلال"، مؤمناً بأن التسلح بالمعرفة هو الأساس لنجاح رحلاته، إذ يبدأ بالبحث أولاً عن المكان المناسب، والطقس، التضاريس، مشيراً إلى أن المعرفة المسبقة ليست ترفًا، بل ضرورة، مؤكداً في الوقت ذاته أن اللياقة البدنية هو الأمر الأساس لأية رحلة ناجحة.


0 Comments: