الثلاثاء، 15 يوليو 2025

السعودية تعزز مكانتها مركزاً عالمياً للرياضات الإلكترونية

 

استثمارات بمليارات الدولارات.. الرياضات الإلكترونية تتجاوز التسلية

السعودية تعزز مكانتها مركزاً عالمياً للرياضات الإلكترونية


لم تعد الرياضات الإلكترونية مجرد تسلية، بل أصبحت اقتصادًا ضخمًا يتجاوز حجمه مئات مليارات الدولارات على مستوى العالم. لذلك، وضعت السعودية الاستثمار في هذا القطاع الحيوي نصب أعينها، لما له من إسهام في تنويع مصادر الدخل، وتوفير فرص العمل للشباب السعودي، بالإضافة إلى لفت الأنظار العالمي من خلال تبني تجمعات دولية في هذا المجال.

مكانة عالمية

يرى فارس القحطاني، المختص في الرياضات الإلكترونية، في حديث لـ"العربية.نت" أن السعودية تعزز مكانتها كمركز عالمي لصناعة الألعاب والرياضات الإلكترونية، من خلال استضافتها لبطولات دولية ضخمة تستقطب اهتمام اللاعبين والمشجعين من مختلف أنحاء العالم.

وربط القحطاني بين هذه الخطوة ومستهدفات رؤية السعودية 2030 التي ترمي إلى تنويع الاقتصاد، وتعزيز الصناعات الإبداعية، وتمكين الشباب في مجالات التقنية والابتكار، موضحًا أن الرياضات الإلكترونية أصبحت إحدى أبرز أدوات التأثير الثقافي والتنموي في العصر الرقمي.

أهداف كبرى

تخلق هذه الفرص تواصلًا كبيرًا بين المهتمين على مستوى العالم، وتسهم في توجيه الأنظار إلى المملكة، خاصة مع حضور أكثر من 500 مشارك من مختلف دول العالم في هذا النوع من البطولات. كذلك تسهم في صناعة أبطال سعوديين عالميين، بالإضافة إلى فتح المجال لاستثمارات أوسع في هذا القطاع الواعد، الذي يحتوي على أكثر من 33 فرصة استثمارية في الألعاب والرياضات الإلكترونية

إنجازات سعودية وجوائز غير مسبوقة

وبالعودة إلى القحطاني، أشار إلى أن عام 2024 شهد إطلاق النسخة الأولى من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، والتي تُعد الأضخم عالميًا من حيث عدد البطولات وقيمة الجوائز، إذ بلغ مجموع الجوائز 62 مليون دولار أميركي، وشملت البطولة 22 لعبة احترافية تأهل لها اللاعبون من مختلف دول العالم عبر برنامج "الطريق إلى كأس العالم".

وأشار أيضًا إلى أن فريق فالكونز السعودي نجح في حصد لقب البطولة بعد تحقيقه أكثر من 5000 نقطة في فئة الأندية، وحصوله على جائزة مالية بلغت 7 ملايين دولار أميركي، معتبراً أن هذا الإنجاز الذي جرى تكريمه من قبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يعكس دعم الدولة واعتزازها بإنجازات شباب الوطن.

أبعاد ثقافية جديدة

ويثق القحطاني بأن استضافة المملكة السعودية للنسخة الثانية من البطولة في عام 2025، والتي تقام في العاصمة الرياض على مدى 8 أسابيع، وتشمل 24 بطولة عالمية، بزيادة عن النسخة الأولى، والتي ارتفعت قيمة جوائزها لتصل إلى 70 مليون دولار أميركي، يؤكد النمو المتسارع لهذا القطاع في المملكة، بالإضافة إلى أن هذه النسخة شهدت إدخال البُعد الثقافي عبر مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الذي يجسّد تاريخ الألعاب وتطورها، ويعزّز التجربة الترفيهية والثقافية للحدث، إلى جانب إتاحة الفرصة للمواهب السعودية لاستعراض إمكاناتها أمام جمهور عالمي.

شغف مجتمعي ودعم مؤسسي واسع

واستند القحطاني في حديثه عن نمو هذا القطاع، إلى أن بيانات تقرير "سافي" السنوي لعام 2023 أظهرت أن نحو 70% من سكان المملكة يصنفون أنفسهم كلاعبين لألعاب الفيديو، فيما تجاوز عدد اللاعبين المحترفين في السعودية 3500 لاعب ولاعبة، وهو ما يعكس الشغف المتنامي بهذا القطاع.

ويجزم بأن هذا النمو تحقق بفضل الدعم المتواصل من برامج مثل الدوري السعودي الإلكتروني الذي يشرف عليه الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، مؤكدًا أن الرياضات الإلكترونية أصبحت جزءًا من الثقافة اليومية للشباب السعودي.

الاقتصاد الرقمي وصناعة المستقبل

وعدّ استضافة المملكة لهذه البطولات تمثل فرصة استراتيجية لتوجيه طاقات الشباب نحو مسارات مهنية مستقبلية، في مجالات تصميم وتطوير الألعاب، والبث الرقمي، وتنظيم الفعاليات، إضافة إلى فرص التعليم والتدريب عبر شراكات دولية.

ويجد أن بيئة المملكة باتت خصبة لنمو صناعة الألعاب الإلكترونية، بدعم حكومي واسع واستثمارات متزايدة من القطاعين العام والخاص، وهو ما يعزز من بناء اقتصاد رقمي قائم على الابتكار والمعرفة.

عاصمة عالمية للرياضات الإلكترونية

واختتم القحطاني حديثه بالتأكيد على أن التفاعل الكبير من السعوديين مع بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية يعكس حجم الشغف والإمكانات الوطنية، وهذا ما يدل على أن المملكة تسير بثبات نحو أن تصبح عاصمة عالمية للرياضات الإلكترونية، ووجهة محورية لصناعة المستقبل الرقمي.


0 Comments: