 |
| المعماري البريطاني نورمان فوستر مصمم مطار أبها الدولي |
تصل ثروته لـ 240 مليون دولار .. تعرّف على المصمم "فوستر" الذي أشاد به ولي العهد السعودي
برز اسم المعماري البريطاني نورمان فوستر ضمن الأسماء التي تحظى باهتمام متزايد في المشهد العمراني السعودي، خاصة بعدما أشاد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء بتصميمه لمطار أبها الدولي، واصفاً إياه بقوله: «فوستر عظيم»، في إشارة إلى رؤيته المعمارية التي تمزج بين الحداثة والهوية.
مطار أبها الجديد، الذي أطلق مخططه ولي العهد السعودي في 2023، يُعد أحد أبرز المشاريع السياحية واللوجستية في منطقة عسير. يتميز بتصميم معماري مستوحى من تراث المنطقة ومنسجم مع البيئة، ويعتمد تقنيات متقدمة لتحقيق الاستدامة.
يرفع المشروع الطاقة الاستيعابية إلى 13 مليون مسافر سنويًا عبر صالة بمساحة تتجاوز 65 ألف م²، ويضم جسور إركاب ومنصات وخدمات سفر ذاتية ومواقف سيارات واسعة. يعزز ذلك ربط عسير بوجهات محلية وعالمية. ومن المقرر إنجاز المرحلة الأولى بحلول عام 2028.
يتمتع فوستر بعلاقة مهنية متينة مع السعودية، إذ شاركت شركته في 9 مشروعًا حيويًا ضمن رؤية المملكة 2030. شملت هذه المشاريع البنية التحتية، والمعالم الثقافية، والمرافق الحضرية. من بين المشاريع التي نفذها فوستر في السعودية «الفيصلية» (البرج الزجاجي الشهير في العاصمة الرياض)، و«مترو جدة» (مخطط نقل حضري متكامل)، و«مطار البحر الأحمر» الذي يعتمد في تصميمه على عناصر مستمدة من البيئة الطبيعية مثل الصحراء والواحات والبحر.
شمل عمله «جناح السعودية في إكسبو 2025 أوساكا»، الذي يقدم تصوراً معمارياً يعكس طابع المدن السعودية، بالإضافة إلى «مركز الفيصلية» في الرياض، الذي يُعد أول ناطحة سحاب في المملكة بارتفاع 267 متراً ويضم فندقاً ومركز مؤتمرات ووحدات سكنية.
يُعد فوستر من المعماريين القلائل الذين نجحوا في ترك بصمتهم على مختلف قارات العالم. في عام 1999، نال «جائزة بريتزكر»، التي تُعد أعلى تكريم عالمي في مجال العمارة، عرفاناً بإسهاماته المتقدمة في تصميم المباني. يعد ضمن البارعين في مجاله في الهندسة المعمارية، وتصل ثروته نحو 240 مليون دولار، ما يجعله ضمن المعماريين الأعلى أجراً في العالم.
«المدن أعظم اختراع!»
في تصريح له لـ«نيويورك تايمز» عام 2023، قال فوستر: «المباني التي أعتقد أنها ستعيش كثيراً هي تلك التي أصبحت رموزاً للديمقراطية ولأسلوب الحياة وللأمم».
وأضاف: «المدن هي أعظم اختراع لدينا، فهي تحدد جودة حياتنا أكثر من أي مبنى منفرد… ولكن من الناحية الواقعية، فإن الشيء الثابت الوحيد هو التغيير».
حياته ومسيرته المهنية
وُلد فوستر في 1 يونيو (حزيران) 1935 بمدينة مانشستر، ودرس الهندسة المعمارية في «جامعة مانشستر» ثم «جامعة ييل» في الولايات المتحدة. في ستينيات القرن الماضي، شارك في تأسيس مكتب «Team 4» مع ريتشارد روجرز وزوجته ويندي فوستر، قبل أن يُطلق مكتبه الخاص «Foster + Partners» عام 1967، والذي بات لاحقاً أحد أكبر المكاتب المعمارية في العالم.
تميّزت أعماله المبكرة باستكشاف فكرة «الحظيرة التقنية المتقدمة»، أي مبانٍ تعتمد على هيكل داخلي بسيط تُحيط به قشرة أو غلاف خارجي خفيف الوزن. من أبرز مشاريعه في هذا السياق: «مركز سينسبري للفنون البصرية» (1978) في نورويتش، و«مقر بنك هونغ كونغ وشنغهاي» (1986) بتصميمه المستقبلي.
0 Comments: