روَّى البروفيسور المتوج بجائزة نوبل في الكيمياء 2025، عمر ياغي، قصة استحقاقه الجائزة العلمية الأشهر، كأول عالم سعودي يفوز بالجائزة المقدمة من الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم تقديرًا لإسهاماته الريادية في تأسيس علم الكيمياء الشبكية، وتطوير الأطر المعدنية العضوية، والأطر العضوية التساهمية، التي أحدثت ثورة في علوم المواد وفتحت آفاقًا جديدة لتطبيقات الطاقة النظيفة والمياه والبيئة.
يصف البروفيسور ياغي الذي نشر عبر مسيرته العلمية أكثر من 300 بحث علمي، وحظيت أعماله بأكثر من 250 ألف استشهاد علمي، لحظة معرفته بخبر الفوز بالمفاجأة الحقيقية، واللحظة المذهلة في مسيرته العلمية، باعثاً برسالة للعلماء كافة مفادها: التحلّي بالشجاعة وعدم الخوف من خوض المجهول، مشيراً إلى أن التجربة جوهر الاكتشاف.
وتحدث عمر ياغي، قائلاً:" لقد كانت مفاجأة حقيقية. تلقيت مكالمة من لجنة نوبل بينما كنت في مطار فرانكفورت ألتقط حقائبي للانتقال إلى رحلة أخرى، لذلك كان الأمر مفاجئاً للغاية
كنت على متن الطائرة عندما أبلغوني أنني فزت بجائزة نوبل في الكيمياء، وبدأوا يتحدثون معي عن العروض التقديمية التي سيعلنونها بعد نحو 90 دقيقة قبل الإعلان الرسمي، كانت لحظة مذهلة بحق، ومن المستحيل أن يستعد الإنسان لمثل هذه اللحظات.
في السياق ذاته، أسس البروفيسور الدكتور عمر ياغي، الذي يجسد فوزه الأخير مكانة المملكة مركزًا عالميًا للعلم والمعرفة والابتكار، علم الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry) الذي يُعد من أهم الابتكارات العلمية في القرن الحادي والعشرين، لما له من تطبيقات مؤثرة في مجالات الطاقة والبيئة وتحلية المياه والتقاط الكربون.
وأكد ياغي أن السعودية تمتلك موارد هائلة وقيادة لديها العزيمة و الإرادة لتسخير هذه الموارد لخدمة التعليم وتطوير العلوم والتكنولوجيا، قائلاً:" نحن نعيش عصراً لم يشهد العلم فيه ظروفاً أفضل. لدينا أدوات ومختبرات مذهلة وفرص عظيمة أمام الشباب للانخراط في البحث العلمي.
إلى ذلك، هنأ مجلس الوزراء السعودي اليوم العالِمَ والمشرف على مركز التميز المشترك بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة كاليفورنيا بيركلي البروفيسور السعودي عمر بن مؤنس ياغي بحصوله على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2025م؛ مجسدًا بذلك الدعم والرعاية من الدولة لمنظومة البحث والتطوير والابتكار، وللعلماء والباحثين في مختلف المجالات.
وتقدَّم الدكتور ياغي بالشكر إلى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، على دعمهما الكبير الذي حظي به طوال السنوات الماضية، وعلى "تشجيعهما المستمر لأبحاثي".
وشدد على دعم القيادة السعودية واصفاً الأمر بـ" المهم للغاية"، لافتاً إلى أن العلم لا يُنجز من فراغ، بل يحتاج إلى دعم ومساهمات من جهات مختلفة. " الملك سلمان وولي العهد قدّما لي دعماً هائلاً في هذا الجانب".
وأكد أن السعودية تعيش بتحول مذهل يجعلها أحد المساهمين الرئيسيين في المشهد العلمي والتقني العالمي، مبيناً أن المملكة تزخر بالكفاءات، لا سيما في الجامعات، مشيراً إلى أن المبادرات العلمية تفتح أمامهم الأبواب لتحقيق طموحاتهم، واكتشاف إمكاناتهم.
يؤمن العالم السعودي عمر ياغي أن الأحلام لا تتحقق إلا بالإيمان بامتلاك الحلم ذاته في الأصل، وجد أن السعي نحو الابتكار مهمة العالم الأساسية، وتلك النواة زرعها والدها في سن مبكرة من حياته، إذ تعلم من والده الكثير كما يقول، وتعززت تلك الفكرة بمرور الوقت خاصة حينما عمل مع المشرف بمرحلة الدكتوراة.
في الوقت الراهن، يطمح البروفيسور السعودي إلى تصميم أُطراً فلزية عضوية تعمل بطريقة تشبه الحمض النووي DNA، تتضمن تسلسل معلومات يحدد خصائص محددة جداً، مثل التقاط الكربون وتحويله إلى مواد مفيدة داخل نفس المادة، قائلاً:" إذا نجحنا في ذلك، فسنحدث ثورة جديدة في طريقة تفكير الناس حول صناعة المواد".
وكشف أيضاً أنه يعمل على أبحاث علمية تسرّع عملية الاكتشاف باستخدام الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة ونماذج اللغة الكبيرة مؤكداً أن هذه الأدوات تمكننا من اختصار أبحاث تستغرق عادة عامين أو ثلاثة إلى بضعة أسابيع.
كما لفت إلى أن النتائج الأولية أظهرت القدرة على تسريع اكتشاف المواد الجديدة بمعدل أسرع بخمسين مرة مما كان عليه في السابق، واصفاً المستقبل بالمشرق للغاية، قائلاً:" "ما زلنا في بدايات الطريق هناك الكثير من العمل والأفكار لتطوير هذه المواد بشكل أكبر، ومع استخدام الذكاء الاصطناعي يمكننا تغيير طريقة عمل علم المواد والكيمياء بالكامل".
وأكد أيضاً أن الذكاء الاصطناعي عزز فرص التحولات للمساهمة في حل التحديات المجتمعية ورفع مستوى المعيشة ليس في السعودية فحسب، بل العالم أكلمه رسالتي هي أن يجربوا، وأن يتحلوا بالشجاعة وألا يخافوا من خوض المجهول. فالتجربة هي جوهر الاكتشاف.
" العلم الطريق الأسرع للوصول إلى القمة، لكنه يتطلب الصبر والتجربة" .. بهذه الكلمات اختتم العالم السعودي عمر ياغي حديثه مع العربية، باعثاً برسالة فحواها بأن المملكة تمتلك موارد هائلة وقيادة لديها العزيمة و الإرادة لتسخير هذه الموارد لخدمة التعليم وتطوير العلوم والتكنولوجيا، وأضاف في سياق رسالته للعلماء :" عليكم التحلّي بالشجاعة وألا تخافوا من خوض المجهول. فالتجربة هي جوهر الاكتشاف".
ويُسجل فوز الدكتور ياغي بجائزة نوبل إنجازاً تاريخياً للمملكة، إذ يُعد أول سعودي ينال هذه الجائزة العالمية في مجال الكيمياء، ليضيف صفحة مشرفة جديدة في مسيرة التميز العلمي السعودي المتسارعة في ظل رؤية 2030.
0 Comments: