الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

مقيّم فني أميركي: الحالة الفنية السعودية تتضمن عناصر جذب مغرية

 

مقيّم فني أميركي: عناصر جذب الحالة الفنية بالسعودية مغرية

مقيّم فني أميركي: الحالة الفنية السعودية تتضمن عناصر جذب مغرية


باتت السعودية في الأعوام الماضية تحظى بتوسع متسارع في البنية التحتية للفنون على غرار المعارض الموسمية، والمتاحف، وبرامج الإقامة الفنية، إلى جانب مبادرات وطنية ضاعفت الحراك الفني، ما جعل المملكة بيئة خصبة للمبدعين والفنانين والراغبين باكتشاف جماليات المشهد الإبداعي السعودي، هو الأمر ذاته الذي دفع المقيّم الفني الأميركي جاستن جيلاني للإقامة بالبلاد لإيمانه بامتلاكها "ثقافة وهوية خاصة".

يطرح المقيّم الفني الأميركي جيلاني الذي يعرّف نفسه كمهندس ثقافي مقاربة للحالة الفنية السعودية بما عاشته لوس أنجلوس المدينة الأميركية التي تحتضن أضخم استوديوهات صناعة السينما، بدايات الألفية.

"الهوية الفنية المختلفة".. عنصر جذب عزز رغبة جيلاني الذي حضر للرياض إيماناً بهويتها، ويقول: "جئت للسعودية لأنني أؤمن بأنها تمتلك ثقافة وهوية خاصة. المشهد هنا يشبه بدايات الألفية في لوس أنجلوس، فنانون رواد يمنحون الجيل الأصغر منهم فرصة التعلم ونيل الخبرات من المهنيين أنفسهم، بجانب المعارض التي باتت تتشكّل في معظم أنحاء البلاد، ومؤسسات تبنى تحت مظلة دعم حكومي".

وتعزز بيانات هيئة الفنون البصرية ما ذهب إليه جيلاني، إذ نفّذت الهيئة منذ عام 2021 نحو 22 مبادرة لدعم الفنانين السعوديين، من بينها ثلاث مبادرات أُطلقت العام الجاري، كان أبرزها بدء برنامج التوجيه والإرشاد الفني الذي يستهدف الفنانين والقيمين والكتّاب والنقاد الناشئين عبر سلسلة من ورش عمل متخصصة تشمل الرسم والتصوير الفوتوغرافي والخط المعاصر.

كما أطلقت الهيئة أخيراً مبادرة "جسور الفن" التي تتيح الفرصة أمام 10 فنانين سعوديين لكل برنامج للمشاركة في برامج دولية في اليابان وكوريا الجنوبية وإسبانيا، عبر تفاعل مباشر مع مؤسسات فنية رئيسية وجلسات تبادل معرفي مصممة لتعزيز حضورهم الفني عالمياً.

وتأتي هذه المبادرات لدعم المبدعين وترسيخ مكانة السعودية كمركز ثقافي رائد في المنطقة، في سياق الإسهام بتحقيق مستهدفات "رؤية 2030" التي تضع الثقافة والفنون في صميم مسار التنمية المستدامة في المملكة.

جيلاني المقيم في الرياض يعمل مع فنانين وجامعي أعمال من دول مختلفة، ويؤمن بأنه رغم صعود الأتمتة والروبوتات "ستظل الفنون الدليل الأخير على إنسانيتنا". وعن دوره في مجال الفن يقول: "مهمتي الارتقاء بالفنان وتسليط الضوء عليه، وفي الوقت نفسه بناء الجسور مع جامعي الأعمال والقيّمين والمهتمين. لا نحتاج فقط إلى أصحاب أفكار بل إلى من يشيّد الجسور بينها".

في السياق ذاته، عاد جيلاني بحديثه إلى تفسير حالة التفاؤل الثقافي الذي تعيشه السعودية، قائلاً: "ما كان ليحدث لولا قوة الدعم الحكومي من جهة، والتفاعل المجتمعي المتزايد كذلك إلى جانب نمو استثمارات القطاع الخاص، إذ يصنع ذلك منظومة متوازنة ترى في الإبداع محركاً ثقافياً واقتصادياً، وتمكن الداعمين عبر الرعاية والمشاركة.

0 Comments: