وجد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان في جماعات الإسلام السياسي وخصوصا الإخوان المسلمين الذين لهم تواجد منظم في الكثير من البلدان وعلاقات وثيقة بمجموعات جهادية في سوريا وليبيا وفي سواهما ضالته فعمل على استغلال هذا التواجد وتلك العلاقات إلى أقصى ما يمكن وصولا إلى تجنيد عناصر من تلك الجماعات مستخدما سطوة الإخوان والعوز والمعاناة التي يعيشها السوريون لتشكيل فرق من المرتزقة للقتال لمصلحته .
وتتم عملية الإقناع على مرحلتين الأولى يقوم فيها الإخوان أو من يرتبط بهم بتهيئة العامل النفسي حيث يصورون أردوغان على أنه خليفة المسلمين وأن من يقاتل تحت رايته هم المجاهدون ، والثانية حين يتدخل عامل المال الذي يعرضه ضباط أتراك على المعوزين لتحويلهم إلى مرتزقة حقيقيين ، وهكذا يغض الطرف السوري الطرف عن أن عدوه الذي شرده وقتل أهله وأذله لا يزال قابعا في دمشق ثم يجهز نفسه للقتال في ليبيا أو في غيرها بناء على أوامر الخليفة المزعوم .
وعلى مسار متواز حاولت قطر استغلال الحضور الإخواني في البلاد العربية لمصلحة هيمنتها فجعلت من الدوحة عاصمة للإخوان وسخرت لهم الفضائيات والصحف ، غير أن دول الخليج العربي أجهضت الحلم القطري في مهده فتلقفه أردوغان الذي أقام له قاعدة عسكرية في قطر ليقول للقطريين وليس لسواهم "أنتم في حمايتي" ثم اختطف الدور القطري في استعمال الإخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي والجهادي وها هو يذهب إلى أقصى مدى في ذلك وصولا إلى استخدامهم في معاركه الإقليمية والدولية .
وكعادته يحاول أردوغان مد أذرعه إلى حيث يظهر عدم الاستقرار فيرسل وزير خارجيته إلى مالي التي شهدت انقلابا عسكريا قبل أيام وهى أوراق يلعبها لتعزيز موقفه شرقي المتوسط في وجه فرنسا والأوروبيين وبالطبع سبقه الإخوان المسلمون إلى هناك ليمهدوا له الطريق .
وهكذا هم الإخوان والجماعات الإسلامية المسلحة التي يستعملها أردوغان فهى ليست أكثر من أوراق قابلة للحرق مقابل تأمين مصالح أو تحقيق أهداف إمبريالية توسعية هدفها فى الأساس تصدير أزمة النظام إلى دول أكثر تأزما في محاولة لتجنب انفجار الداخل التركى في وجهه .
0 Comments: