الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

النظام القطرى المتلون يفسد أجواء المصالحة



كثفت قطر من خلال أذرعها الإعلامية حملتها التحريضية لبث خطاب الفتنة تجاه دول الخليج العربي وبخاصة ضد مصر والإمارات مما أعاد مجدداً أحقية وصوابية ما طرحته دول الرباعي العربي بشأن ضرورة إغلاق منابر التحريض التي تدعمها قطر بدءاً بقناة الجزيرة ومروراً بوسائل الإعلام الممولة قطرياً بشكل مباشر أو غير مباشر ووصولاً إلى حسابات شهيرة موالية لقطر عبر وسائل التواصل الاجتماعي كواحد من أهم شروط عودة العلاقات مع النظام القطري .

وكان الرد القطري على التحرك الكويتي والخطوات الحثيثة لأميرها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح من أجل تجاوز الأزمة الخليجية كالعادة يبدأ بالترحيب الرسمي ثم الاستمرار في كل ما من شأنه عرقلة هذه الجهود من جهة أخرى .

وكانت آخر حلقات التحريض التي دشنتها وسائل الإعلام القطرية هى محاولة الوقيعة بين السعودية والإمارات وإظهار تنازع في الصلاحيات بينهما بشأن تمثيل السعودية لدول الرباعي العربي في التفاوض حول الأزمة الخليجية .

وردا على الإعلام القطرى المغرض نشر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتى أنور قرقاش تغريدة أكد فيها دعم الإمارات للسعودية ومساعيها وتمثيلها في إنهاء الأزمة الخليجية بقوله : " تثمن الإمارات جهود الكويت الشقيقة والمساعي الأمريكية نحو تعزيز التضامن في الخليج العربي، وتدعم المساعي السعودية الخيرة وبالنيابة عن الدول الاربع، وتؤكد على أن علاقات مجلس التعاون مع مصر الشقيقة ركن أساسي في المحافظة على الأمن العربي واستقرار المنطقة، وتتطلع إلى قمة خليجية ناجحة".

كما دفع استمرار تحريض الأذرع الإعلامية لقطر الخارجية المصرية لإصدار بيان متأخر حول المساعي الكويتية رحبت فيه بكل الجهود الرامية في ملف إنهاء الخلاف لكنها أكدت في الوقت ذاته ضرورة إيجاد حل شامل يعالج كافة أسباب هذه الأزمة ويضمن الالتزام بدقة وجدية بما سيتم الاتفاق عليه في تأكيد على ضرورة معالجة بذور الأزمة التي زرعتها قطر والتي كان التحريض الإعلامي أحد أركانها الأساسية .

ويعزي محللون سياسيون الموقف القطري إلى محاولة التنصل من الالتزامات التي ستترتب على قطر في حال المضي في ملف المصالحة الخليجية إلى ارتباط النظام القطري بالموقفين التركي والإيراني الذين لا يروق لهما إتمام هذه المصالحة ، حيث تخشى قطر ألا تفي بمتطلبات شراكتها الاستراتيجية مع حليفها أردوغان خاصة بعد أن وصلت الشراكة بينهما حد تقديم التزامات أمنية وعسكرية واقتصادية مقابل إيهام أردوغان لقطر بأنه قادر على حمايتها .

الموقف القطري المتلون حيال التعامل مع دول الخليج العربي يثير شكوكاً واسعة ومشروعة حول جدية قطر في المضي حتى النهاية في ملف التضامن الخليجي ومعالجة أية تداعيات أو التزامات مترتبة على إنهاء الأزمة الخليجية ، فقد واصلت قطر وعلى عكس مواقفها المعلنة تسميم الأجواء وتعكير صفوها .

0 Comments: