الأربعاء، 13 يناير 2021

أردوغان يسعى للتقارب مع فرنسا علنا ويستهدفها سرا


أكد رئيس مؤسسة "سلفيوم" للدراسات والأبحاث جمال شلوف أن تركيا سلحت تنظيمات إرهابية تستهدف فرنسا في دول جوار ليبيا ، موضحا أن أنقرة حولت ليبيا إلى دولة عبور لشحنات سلاحها الموجهة سراً إلى أطراف عدة بالقارة الأفريقية مستغلة الاتفاقية الأمنية التي عقدتها مع حكومة الوفاق في نوفمبر 2019 .

وأبدت فرنسا مواقف رافضة للتدخل التركي المتمثل في نقل الأسلحة وآلاف المرتزقة من سوريا إلى ليبيا ، وقالت الخارجية الفرنسية في بيان لها أواخر ديسمبرالماضي إن الأولوية هي تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على خروج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا .

ويشار فى هذا الصدد الى موقف فرنسا الداعم لليونان فى مواجهة أنقرة منذ بداية التصعيد التركى ومشاركة قوات فرنسية في مناورات متعددة الجنسيات دعت إليها اليونان بمواجهة مناورات عسكرية تركية في المنطقة نفسها . 

ولم يكن في ذلك ما يثير الدهشة بالنظر لوقوف باريس إلى جانب اليونان حيث تحول هذا الملف إلى أحد أهم مكامن الخلافات الساخنة التي تتواجه بشأنها فرنسا وتركيا إلى جانب ملفات أخرى مثل سياسة تركيا إزاء أكراد سوريا ودورها في ليبيا وآخرها دعمها اللامحدود لأذربيجان في حربها في ناغورني قره باج .

اللافت للنظر في الأيام الأخيرة أن تركيا تسعى للتقارب مجدداً مع الاتحاد الأوروبي وبالأخص مع فرنسا بعد أشهر التوتر وبعد أن قررت القمة الأوروبية الشهر الماضي فرض عقوبات على أنقرة بسبب أنشطتها في مياه المتوسط الشرقي واستفزازاتها المتكررة لقبرص واليونان وقرر القادة الأوروبيون النظر مجدداً في الملف التركي في قمتهم المرتقبة في شهر مارس القادم .

ويدل الحراك التركي على أن أنقرة أخذت تستشعر الحاجة لإعادة إطلاق علاقاتها مع دول الاتحاد على ضوء خلفيتين رئيسيتين : الأولى رغبتها في ألا يذهب الاتحاد بعيداً في فرض العقوبات عليها ، والأخرى وصول إدارة أميركية جديدة إلى البيت الأبيض أقل تفهماً لخطط أنقرة وسياستها في الإقليم. 

لكن أن الاتصالات لا تكفي والكلام الدبلوماسي افتقر لمن يصدقه من بين قادة الاتحاد ولخص وزير الخارجية الفرنسية الحالة الذهنية للطرف الأوروبي بقوله : " إن ما نريده هو أفعال وليس الأقوال " والمطلوب هو أن توقف تركيا أنشطتها الاستفزازية في المتوسط وفي ملف الهجرات وما دون ذلك سيبقى الباب الأوروبي مغلقاً بوجهها .

وتجد تركيا نفسها في موقف محرج بعد أن اتفقت القوى الدولية والاقليمية على اتهامها صراحة بالتسبب في الأزمة التي تعيشها ليبيا نظرا لتورط أنقرة في نقل الأسلحة والمرتزقة بهدف دعم ميليشيات حكومة الوفاق والتصدي لكل محاولات ايجاد فرصة للحلول السلمية.

وأمام حجم الانتقادات الدولية خاصة الفرنسية وجهت تركيا اتهاما غاضبا لباريس في الآونة الأخيرة زاعمة إنها هي من يقوم بتصعيد الأزمة في ليبيا وانتهاك قرارات الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي من خلال تأييد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر .






0 Comments: