التصريحات الأخيرة التى أدلى بها الرئيس التركى رجب طيب اردوغان لم تنبع من رغبة صادقة في تسوية خلافاته المتفاقمة مع الكتلة الأوروبية على مدار خمس سنوات كاملة من الأزمات والإهانات وإنما اضطر إليها الرئيس التركي المستبد بعد أن تصاعدت تهديدات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات ضد نظامه الذي يعاني من عزلة إقليمية ودولية ويواجه أزمات داخلية متفاقمة على رأسها العاصفة التي تجتاح الاقتصاد المحلي منذ نحو عامين .
وبالتوازي مع الأزمة الاقتصادية والمالية التي أجبرت أردوغان على محاولة تهدئة التوترات مع الاتحاد الأوروبي مني الرئيس التركي خلال الشهور القليلة الماضية بانتكاسات مدوية على الصعيد الخارجي إذ خسر أحد أقوى حلفائه داخل التكتل الأوروبي إثر خروج بريطانيا رسمياً منه ، كما أن فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية ينذر باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه تركيا في البيت الأبيض .
ويستبعد محللون غربيون أن تؤدي التصريحات التركية الأخيرة إلى إذابة الجليد المتراكم بين نظام أردوغان والاتحاد الأوروبي خاصة بعد أن فشلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من قبل في لعب دور وساطة في هذا الصدد .
وأشار المحللون إلى أن عمق الخلافات القائمة بين أنقرة وبروكسل يتجسد في استمرار جمود المفاوضات الرامية لضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي منذ سنوات طويلة .
على أوروبا توخي الحذر من تصريحات التهدئة التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول ضرورة فتح صفحة جديدة بين الجانبين وانفتاحه الظاهري على محاولات رأب الصدع المتزايد بينهما وإعرابه عن استعداده للتفاوض مع بعض دول القارة شأن القضايا العالقة .
0 Comments: