الاثنين، 26 يوليو 2021

حاكم قطر فى زيارة سرية لطهران


بات مستوى العلاقة والتنسيق بين مليشيات الحرس الثوري الإيراني وقطر أوضح من أي وقت مضي وخاصة بعد ان كشفت تقارير عن قيام الأمير تميم بن حمد حاكم دولة قطر بزيارة سرية الى جمهورية إيران فى اليوم الثالث من عيد الأضحى المبارك تتعلق ظاهريا للتهنئة بفوز الرئيس المنتخب المحسوب على التيار المتشدد إبراهيم رئيسي .

وأوضحت التقارير ان الزيارة لها دوافع من اهمها التنسيق مع وزارة الخارجية الإيرانية من أجل نفى وتكذيب ما تردد على بعض المواقع الإخبارية حول الدعم القطرى للحرس الثورى الإيرانى الذى استمر حتى في ظل حكومة "روحاني" الإصلاحية .

وأضافت ان الزيارة فى الأساس تهدف الى توصيل رسائل طمأنة لإيران فيما يتعلق بالأوضاع فى افغانستان بعد رحيل القوات الأمريكية والتأكيد على ان السياسة الأفغانية تجاه طهران فى هذه المرحلة التى تسيطر فيها حركة طالبان على مقاليد الأمور فى البلاد لن تكون معادية بل ستكون بمثابة فرصة ملائمة لتعزيز العلاقات وبناء جسور الثقة مع الجانب الأفغانى .

وكانت صحيفة "واشنطن إكزامينر" قد أعلنت ان وزارة الخارجية الأميركية فتحت تحقيقا في تقرير للحكومة الإسرائيلية يفيد أن قطر قدمت تمويلا ماديا للحرس الثوري الإيراني الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية .

وأوضحت الصحيفة ان الرئيس الإسرائيلي المنتهية ولايته رؤوفين ريفلين كشف عن معلومات استخباراتية لنظيره الأميركي جو بايدن خلال اجتماع بينهما الشهر الماضي تكشف عن أنشطة لتمويل الإرهاب من قبل الدوحة وتحديدا للحرس الثوري الإيراني المسؤول عن تنفيذ عمليات إرهابية خارج إيران .

وقد تشكل الادعاءات الجديدة من ريفلين توترات جديدة بين قطر والولايات المتحدة ، كما قد يؤدي وضع قطر كدولة داعمة للإرهاب الدولي إلى تعقيد موقفها قبل استضافة كأس العالم 2022 .

لكن تقارب الدوحة مع الحرس الثوري ليس حديثا فقد حاولت الإمارة الصغيرة التستر على العلاقات الوطيدة التي تربطها بالمليشيا الأبرز لحليفتها إيران والتي تعد رأس الحربة لتنفيذ مشروعها التخريبي داخل بلدان الشرق الأوسط وذلك منذ أن رست بوارج عسكرية تابعة للحرس الثوري وعلى متنها قادة بارزون من بينهم الأميرال محمد شياري وبرئاسة علي رضا ناصري قائد المنطقة الرابعة للقوات البحرية للحرس الثوري بموانئ الدوحة في ديسمبر 2010 .

وفي أعقاب هذا التطور اللافت في مستوى العلاقات بين الطرفين عسكريا اعتبر ماشاء الله پورشه الممثل العسكري لطهران في الدوحة والذي كان يتقلد رتبة عميد في الحرس الثوري أيضا أن البلدين دخلا فصلا جديدا في سبيل توطيد الصلات والاتفاقيات الثنائية لا سيما بالجانب الأمني .

ومع زيادة مستوى العلاقات العسكرية بين الإمارة والمليشيا والتي اتسمت بعض جوانبها بالسرية، اعتبرت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري من بينها موقع "تابناك"، أن الدوحة باتت بمثابة "شريك جديد" يمكن من خلالها أن تمرر طهران صفقاتها مع الغرب .

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد كشفت عن وصول وفد عسكري على رأسه قائد بارز في الحرس الثوري إلى قطر في مارس الماضي للمشاركة في معرض سلاح قطري ضمن مؤتمر قادة القوات البحرية بمنطقة غرب آسيا في زيارة استغرقت 3 أيام وأثارت الكثير من الجدل .

ورغم تعاقب رؤساء للجمهورية الإسلامية فأن السياسة الخارجية الإيرانية لا تتغير كثيراً بتغير شخص الرئيس وتوجهاته سواء كانت إصلاحية أو محافظة لأن هذه السياسة يصنعها ويتحكم فيها بالأساس المرشد الإيراني والحرس الثوري .

0 Comments: