حالة من الارتباكات والتفكك تشهدها "حركة النهضة" التونسية الإخوانية منذ 25 يوليو 2021 ، فرغم مرور أكثر من عامين على إبعادها عن السلطة لم تنجح في العودة إلى المشهد السياسي وفرض نفسها من جديد كمعادلة ثابتة في وقت يهدد صراع الأجنحة داخلها بنسف ما تبقى من هياكلها وتضيق الملاحقات القضائية الخناق على قياداتها وآخرها توقيف رئيسها المؤقت ورئيس مجلسها للشورى .
وفي تسجيلات صوتية متداولة على نطاق واسع في الساعات الأخيرة ظهر الونيسي وهو يتحدّث عن خلافات داخل الحركة في مكالمات هاتفية مع صحافية تونسية مقيمة في الخارج.
وتسلم الونيسي قبل أشهر رئاسة الحركة الإسلامية بعد توقيف أغلب قيادات الصفّ الأوّل في "حزب النهضة" وفي مقدّمهم رئيسها راشد الغنوشي ويقبع في السجن منذ أشهر إضافة إلى الغنوشي نائبه الأول ورئيس الحكومة الأسبق عليّ العريض ونائبه الثاني ووزير العدل الأسبق نور الدين البحيري وقيادات أخرى وازنة في شورى "النهضة" ومكتبها التنفيذي .
وفي التسريبات الصوتية المنسوبة للونيسي هاجم عائلة الغنوشي وقيادات الحركة ، مشيراً إلى وجود فساد داخلها وتلقّي عدد من عناصرها تمويلات من الخارج ، كما اتهم ابن الغنوشي وصهره بالسعي لقيادة الحركة من الخارج .
ويقول محللون يمنيون أن هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها الصراعات بين أجنحة النهضة إلى العلن لكن غالباً ما كانت تنحصر بين أنصار الغنوشي ومعارضيه وأن ما كشف عنه الونيسي معلوم للجميع ولكنها تؤكد أن الانشقاقات في صفوف الإسلاميين دائماً ما كانت تتمحور على المصالح والأموال .
وحول مصير مؤتمر النهضة المقبل المؤجّل منذ أكثر من عامين قالت التحليلات إنه في ظل التطورات المتسارعة التي عاشت "النهضة" على وقعها في الساعات الأخيرة فربّما لن يرى النور المؤتمر وخاصة أنه تعمل القيادة الحالية لـ"حركة النهضة" من دون مقرات بعد غلق مقرّها المركزي في العاصمة منذ 18 (إبريل) الماضي وإخضاعها للتفتيش من السلطات.
0 Comments: