الدافع الحقيقي لجماعة الإخوان كان دائماً البحث عن السلطة وهرم الأولويات لدى الجماعة لا يكترث كثيراً بآلام الفلسطينيين وما يحدث لهم من قتل وترحيل قسري فالإخوان لا همّ لهم غير السلطة ونهم الحكم .
حزب العدالة والبناء الليبي الذراع الإخوانية الأبرز في البلاد أصدر بياناً يوم 7 أكتوبر الماضي ثمّن فيه عمل المقاومة دون أن يشير إلى عملية "طوفان الأقصى" ، مديناً الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ومحملاً المجتمع الدولي المسؤولية داعياً إلى وقف ما هو متوقع من مجازر ومذابح بحق الشعب الفلسطيني .
وفي أعقاب هذا البيان التقليدي حل الصمت على الحزب ولم يعقب على التجاوزات الإسرائيلية أو يشارك في الإدانة وبينما الجميع منغمس في متابعة المأساة والانخراط في الدفاع عن الفلسطينيين العزّل أصدر حزب العدالة والبناء بياناً يوم 12 أكتوبر الماضي بشأن مراجعة قوانين لجنة (6+6) من قبل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا .
ثم ظهر الحزب الديمقراطي على صعيد الحدث الفلسطيني يوم 18 أكتوبر الماضي ليعلن عن مبادرة غريبة وهي عبارة عن مذكرة موجهة للحزب الشيوعي الصيني تطالب بإدانة حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ، ويبدو أن الحزب الديمقراطي قد أرضى ضميره تجاه القضية الفلسطينية من خلال مبادرته التي وصفها مراقبون بأنّها خارج السياق ليصب بعد ذلك كل اهتمامه على الانتخابات .
الحزب رحب ببيان بعثة الأمم المتحدة الذي أكد أنّ القوانين الانتخابية تحتاج إلى المزيد من التوافقات ، وبينما العالم يدين الصمت الأممي تجاه المأساة الإنسانية في ليبيا أشاد الحزب الإخواني بموقف الأمم المتحدة وبيانها تجاه القوانين الانتخابية، والذي جاء متناغماً مع موقف العدالة والبناء بحسب تعبير البيان .
على الجانب الآخر وعلى صعيد الحزب الديمقراطي الذراع الإخوانية المنافسة للعدالة والبناء فإنّ الوضع كان أسوأ بكثير فقد تجاهل مجلس السياسات في الحزب الديمقراطي في جلسته المنعقدة بتاريخ 12 أكتوبر ما يحدث في قطاع غزة .
وتناولت الجلسة موضوع التوافقات السياسية في ظل الانقسام الذي تُعاني منه ليبيا وكذلك انعكاسات ملف كارثة درنة إضافةً إلى ملف إعادة إعمار المدن المُتضررة وهي كلها أمور انتخابية تعكس الوجه الحقيقي للإخوان ، وبعد ذلك حلّ الصمت بشكل تام على مواقف الحزب الديمقراطي وتواصلت في المقابل فعاليات نادي الكتاب وورش العمل التي تصدرتها الانتخابات .
على الرغم من ادعاء الإخوان دائماً مركزية القضية الفلسطينية وأنها أحد أهم عوامل الوجود الإخواني لنصرة الحق والدفاع عن شعب فلسطين المظلوم إلّا أنّ واقع الأمر في ظل حرب الإبادة الصهيونية في قطاع غزة يكشف عن انتهازية الجماعة وكذب ادعاءاتها .
0 Comments: