ساهمت ثورة 30 يونيو في الوضع الحقيقي المصري على كل المستويات، وعلى رأسهم المستوى الديني هو الخطاب الوسطي الذي يعتمده الأزهر الشريف وغيره من المؤسسات الدينية، وذلك بعد أن سعت جماعة الإخوان الإرهابية في نشر الأفكار المتطرفة والإرهابية .
ويأتي ذلك بالإضافة إلى مساعيها بكل طاقتها لمحاولة التمكين وأخونة مؤسسات الدولة، كعملية إحلال للمؤسسات الرسمية بكيانات بديلة، مع محاولة الضغط الشديد في هذا الأمر؛ مما وضع البلاد في أزمة كبيرة وشحن مجتمعي تولد في هذا الوقت في كثير من الملفات.
وفي عهد الإخوان وقبل ثورة 30 يونيو تعرضت المؤسسة الدينية في مصر خلال عهد الإخوان لهجوم شديد ومناوشات كثيرة حيث تعرض الأزهر الشريف ودار الإفتاء إلى محاولات تغيير بشكل يفصح بالفعل بأن الخطاب الإخواني هو خطاب دخيل يدعو إلى إقصاء الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية الرسمية.
في هذا الصدد، قال العالم الأزهري الدكتور إبراهيم رضا، إن الإخوان أرادوا أن يغيروا المنهج الأزهري لا بدافع التجديد، ولكن من أجل أفكار معينة تخدم مصالحهم السياسية على كل المستويات وفْق أجندة إخوانية لإعادة تدوير المنهج الأزهري لخدمة مصالحهم، مشيرًا إلى أنهم لو استمروا لأكثر من هذه السنة لكان هناك تغير خطير في المؤسسة الدينية بمصر.
وأضاف أن الإخوان في عهدهم حاولت إقصاء المخالفين لهم، سواء سياسيًّا أو دينيًّا، وكان هناك انتقام شديد من غير المسلمين في عهد الإخوان وهو ما لم يحدث من قبل، وتم استغلال الدين استغلالًا سلبيًّا.
تابع أن ثورة 30 يونيو ساهمت بشكل كبير في معالجة وتجديد الخطاب الديني، والقضاء على الفكر المتطرف والإرهابي في المجتمعات ولا تزال من خلال مؤسساتها الدينية، مؤكدًا أن 30 يونيو ثورة أنقذت الواقع المصري وانتشلته من مستقبل ضبابي للغاية.
وتابع أن ثورة 30 يونيو ثورة مصرية خالصة ساندت فيها القوات المسلحة ومؤسسات الدولة الشعب المصري فكنا أمام حالة جديدة جدًّا من إعادة الوضع إلى الوضع الصحيح، مؤكدًا أن الثورة أعلت من مكانة فقه الدولة الذي يؤدي إلى العمران والتنمية، وهو فقه مؤصَّل منذ عهد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ويراعي مركزية الدولة والمؤسسية والأبعاد المجتمعية وتصرف المصلحة العامة.
0 Comments: