الثلاثاء، 9 يوليو 2024

أوروبا الحاضنة والملاذ الآمن لتنظيم الإخوان

تنامي نفوذ جماعة الإخوان في أوروبا

المتتبع لخريطة انتشار جماعة الإخوان في أوروبا يمكن أن يلاحظ الحجم الكبير للجمعيات والمؤسسات التي تنضوي تحت جناحها، وهي بالتالي، تقود إلى الكم الهائل الذي يحتاجه جسد هذه الجماعة الممتد في أوروبا من تمويل .

وفي دراسته المعروفة، بعنوان "الإخوان المسلمون في أوروبا: دراسة تحليلية"، يذكر الأستاذ الجامعي والباحث، سمير إمغار؛ أنّ "الجماعة تمكنت من تأسيس 500 مؤسسة، في ثمانية وعشرين بلداً أوروبياً، وذلك بفضل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا؛ حيث يعدّ فرعها الأصيل ألمانياً، وهو من تأسيس سعيد رمضان، العام 1957".

كتب إمغار، مبيناً وجود مؤسسات أساسية للإخوان، في بريطانيا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا، والعديد من الدول الأخرى، إضافة إلى فرنسا، ويرى إمغار أنّ قادة ومسؤولي تلك الجمعيات في مختلف نشاطاتها الدعوية والدينية والاجتماعية، وكذلك التعليمية، ينتمون إلى "برجوازية مسلمة"، تحمل بعض سمات التشدّد الديني. وتتمتع بتعليم عالي المستوى.

موارد التنظيم تتحدد في ثمانية موارد؛ هي اشتراكات الأعضاء، والتبرّعات من الأفراد والمؤسسات، وأموال الزكاة، وأرباح المشروعات خارج مصر وداخلها، والتي أدارها يوسف ندا، إلى جانب عنصرين، هما: أموال الإغاثة الإسلامية الدولية، وأموال الجهاد .

الإخوان نجحوا بالتوازي مع بداية ظاهرة البنوك الإسلامية الحديثة، التي عرفها العالم في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، في بناء هيكل متين من شركات "الأوف شور"، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من قدرتها على إخفاء الأموال ونقلها حول العالم، فهي شركات يتم تأسيسها في دولة أخرى غير الدولة التي تمارس فيها الجماعة نشاطها، وتتمتع هذه الشركات بغموضٍ كبير، يجعلها بعيدة عن الرقابة .

هذه المؤسسات، تحمل في طياتها صلب مشاريع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان في أوروبا والعالم؛ فهي تهدف إلى إنشاء قدرة بشرية تابعة للجماعة من خلال عقيدتها؛ أي إنّ المسلم في أوروبا، ليس مسلماً عادياً، إنما يتوجب أن يكون إسلامه (إخوانياً)، رغم أنّ ما تروجه الجماعة من كون رسالة الإسلام إنسانية كونية وليست مرتبطة بأيّ تنظيم أو هيئة.

تمثل أوروبا الحاضنة والملاذ الآمن لجماعة الإخوان المسلمين، المحظورة، التي نجحت في تأسيس شبكة علاقات من جنسيات مختلفة، تداخلت فيها المصاهرات السياسية بالعلاقات الشخصية، وجمعتها الخطط والأهداف، وامتدت نشاطاتها في أوروبا عبر مؤسساتٍ ومراكز كثيرة"، رغم وجود بعض الطروحات المتطرفة التي يتم تبنّيها كأفكار سيد قطب، وبعض أفكار يوسف القرضاوي.

0 Comments: