الأربعاء، 12 مارس 2025

بحثاً عن نوادر أعلام بلاده ... باحث سعودي ينفق ملايين الريالات لجمعها

 

11 مارس يعد يوم العَلَم السعودي الذي يتمتع بدلالات خاصة وصفات مختلفة مثل اللون والدلالات
علم السعودية 

11 مارس يعد يوم العَلَم السعودي الذي يتمتع بدلالات خاصة وصفات مختلفة مثل اللون والدلالات


"أنفقت ملايين الريالات في سبيل شراء أعلام الدولة السعودية الأولى والثانية ونوادر أعلام البلاد وراياتها على مدى نحو 40 عاماً".. بهذه الكلمات وصف الباحث التاريخي عدنان الطريف قصة اهتمامه في تاريخ العلم السعودي الذي يستمد دلالاته العميقة من الإرث الحضاري المتراكم للبلاد.


اليوم، يمتلك الطريف أكثر من 100 علم تاريخي للسعودية بعضها يعود عمره إلى الدولة السعودية الأولى التي تأسست في عام 1727م على يد الإمام محمد بن سعود، فيما تصل القيمة المادية لإحدى أعلام البلاد التي يحتفظ بها إلى 3 ملايين ريال سعودي.


"اقتناص فرص الشراء والبحث عن نوادر أعلام بلاده".. هو حال هذا الباحث السعودي منذ نحو 40 عاماً، بيد أن هذا الحال استوجب منه بذل المزيد من الوقت والمال والسفر حتى من أجل حضور المزادات والظفر بمزيد من أعلام بلاده، فبعض ما يمتلكه، رحل به المستشرقون الذين زاروا الجزيرة العربية قديماً إلى بلدانهم وبات مصيرها بعد وقت في المزادات.


زارت "العربية.نت" الباحث السعودي عدنان الطريف لتستكشف عالمه. بدا لنا أن الباحث الطريف يقلق على نحو متزايد من بقاء هذه الأعلام التاريخية في منزله أو متحفه! إذ يصر على الاحتفاظ بها في حقيبة خاصة في خزائن أحد البنوك السعودية حتى يضمن سلامتها، وهو ما اتضح لنا في أثناء الزيارة.


يقول الطريف: الأعلام تعد ذات قيمة تاريخية عالية وقيمة مادية أيضاً مرتفعة كذلك الحال، لذا فإن بقاءها في المنزل، أمراً محفوفاً بالمخاطرة نوعاً ما لذلك آثرت الاحتفاظ بها في خزائن البنك منذ نحو 15 عاماً.


في أثناء الجولة التوثيقية في متحفه، بدت الحقيبة التي أحضرها من البنك متخمة بأعلام متراكمة أحالتها عوامل الوقت إلى فقدان الاخضرار بفعل السنوات إذ يعود بعضها إلى 3 قرون.


وعلى نحو يثير الاهتمام بطريقة الاحتفاظ بهذه الأعلام، يحتفظ الباحث السعودي عدنان الطريف بخياراته في معالجة وترميم بعض أعلام البلاد التي أصابها شيء من التغيير على مستوى الملمس والنسيج، إذ يعيد معالجتها عبر التعقيم والتبخير ووضعها في أغلفة خاصة، ويقول: معظم الأعلام حاولت ترميم أطرافها وتعالج باستمرار بالتعقيم والتبخير، مجرد إصابة بعضها بالتلف، فإنه مباشرة ينسحب على باقي الأعلام لذلك أحرص على تعقيمها وتبخيرها وشراء مواد لذلك.


وأضاف في حوار أجرته معه "العربية.نت" في منزله استمر نحو 3 ساعات: أخشى على هذه الأعلام كثيراً، بعضها يعود إلى عهد الملك عبد العزيز ممهورة بـ 16 كيلو من النقوش الذهبية، فضلاً عن بعض أعلام سيارات المؤسس أيضاً، لذلك أخشى عليها حقاً.


وفي حين تحل الذكرى الثالثة ليوم العلم بتاريخ 11 مارس منذ الإعلان عنه في عام 2023، تقول بعض المصادر التاريخية إن تاريخ العلم الوطني السعودي يعود إلى الراية التي كان يحملها أئمة الدولة السعودية الأولى الذين أسسوا الدولة ووحدوا أراضيها؛ إذ كانت الراية -آنذاك- خضراء مشغولة من الخز والإبرسيم - أحسن الحرير – ممهورة بـ" كلمة التوحيد"، معقودة على سارية أو عمود من الخشب.


واستمر العلم بهذه المواصفات في عهد الدولة السعودية الأولى، وصولاً إلى عهد الملك عبد العزيز، إذ أضيف إلى العلم سيفان متقاطعان، في مرحلة مفصلية من تاريخ البلاد حتى استقر الأمن وعم الرخاء أرجاء البلاد، ثم استبدل السيفان في مرحلة لاحقة بسيف مسلول في الأعلى، حتى رفع مقترح مجلس الشورى للملك عبدالعزيز الذي أقره في 11 مارس 1937م، ليوضع السيف تحت عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، واستقر شكل العلم إلى ما هو عليه الآن.


ويعد يوم العَلَم السعودي، هو يوم خاص بالعَلم، تحتفي فيه السعودية في 11 مارس من كل عام بعَلَمها، انطلاقًا من قيمة العَلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها عام 1139هـ/1727م، وأُقر يوم العلم بموجب أمر ملكي أصدره العاهل السعودي الملك سلمان في مارس 2023م.


وينفرد العلم السعودي بين أعلام دول العالم بمميزات خاصة أسبغت عليه هالة من المهابة والإجلال والتعظيم، ومن ذلك أنه لا يلف على جثث الموتى من الملوك والقادة، ولا ينكس في المناسبات الحزينة، ولا يحنى لكبار الضيوف عند استعراض حرس الشرف، ويحظر استعماله كعلامة تجارية أو لأغراض دعائية تمس مهابته.

مواضيع ذات صلة:

0 Comments: