السعودية تعزز مكانتها عبر منظومة بيانات في قطاع السياحة

السعودية تعزز مكانتها عبر منظومة بيانات في قطاع السياحة

تضع السعودية تطوير السياحة في صميم أجندتها الاقتصادية، سعيًا إلى جعلها أحد محرّكات النمو غير النفطي في اقتصادها، إذ عمدت إلى تطوير منظومة البيانات السياحية لبناء قاعدة بيانات موثوقة تدعم رسم السياسات وصنع القرار، وتُحوِّل الأرقام إلى قرارات تشغيلية وتسويقية تعزّز الحركة السياحية باعتبارها جزءا من التحول السياحي.

115.9 مليون سائح

واستطاع قطاع السياحة في السعودية، خلال العام المنصرم، استقطاب 115.9 مليون سائح، لتصل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.4%، إلى جانب 966.5 ألف موظف يعملون في أنشطة السياحة. وتستند المبادرة إلى قياسٍ ممنهجٍ لتجربة الزائر ومسار رحلته، إذ جرى تحليل رحلة الزائر في 16 وجهة سياحية، ودراسة السياحة الشتوية في 10 مدن، بمشاركة أكثر من 2,500 شخص، وإجراء أكثر من 4,000 مقابلة شخصية، وذلك لتوفير بيانات دقيقة تسهم في قياس التجربة وتحليل الاتجاهات في القطاع السياحي.

تطوير الوجهات السياحية

إذ يشمل نطاق المبادرة إعداد تقريرين عن السياحة في السعودية، ويركّز الأول على تحسين التنسيق بين الجهات المعنية لتطوير الوجهات السياحية ورفع تنافسيتها ودعم جهود التسويق، فيما يسلط التقرير الآخر على تحديث مؤشرات الحركة السياحية وقياس تأثيرها الاقتصادي وتقديم توقعات مستقبلية، بما يزوّد صانعي القرار بأدوات استشراف تُسهم في توجيه الاستثمارات.

وبحسب التقرير، فإن قطاع السياحة يرتكز على "الإنسان" بوصفه الركيزة الأهم، إذ وفّرت الحكومة 87,200 فرصة تدريبية من المسارات التدريبية في عدد من المجالات السياحية. كما أطلقت الوزارة برنامج "رواد السياحة" لتنمية رأس المال البشري وتأهيل الكفاءات الوطنية لقيادة القطاع، لتمكين الكوادر الوطنية في قطاع السياحة عبر برامج تدريبية متخصصة، بالتعاون مع جامعات ومؤسسات محلية وعالمية، بما يضمن تأهيلهم لتمثيل السياحة السعودية بكفاءة على المستويين المحلي والدولي.

149 خدمة جديدة

وعلى المستوى الرقمي، أشار البرنامج في تقريره السنوي إلى إطلاق 149 خدمة جديدة وروبوت محادثة مدعوم بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب أكثر من 30 خدمة إلكترونية محسّنة في التطبيقات والمنصات السياحية. وتعمل هذه الأدوات على تيسير الوصول للمعلومات وتخصيص التوصيات وتسريع الخدمة ينعكس مباشرةً على رفع رضا الزوار.

إلى ذلك، تقدّمت السعودية إلى صدارة دول مجموعة العشرين في معدل نمو أعداد السياح الدوليين، بعدما سجّل عددهم زيادة بنسبة 69% مقارنة بعام 2019، فيما ارتفعت إيرادات السياحة الدولية بنسبة 148% خلال الفترة ذاتها، في انعكاس لجودة التجربة السياحية وتطور البنية التحتية والخدمات.

وفي عام 2024، جرى إدراج المدينة المنورة ضمن قائمة أفضل 100 وجهة سياحية عالمية، بينما حازت محافظة العلا على اعتماد رسمي من منظمة "Destinations International" كأول وجهة في الشرق الأوسط تنال هذا الاعتراف، تأكيدًا لالتزامها بمعايير الجودة والاستدامة وتوفير تجربة متكاملة للزوار.

يذكر أن السعودية تسعى إلى تحقيق مستهدفات رؤيتها 2030، وفي مقدمتها رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي، واستقطاب 150 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، وتعزيز مكانتها كإحدى أهم الوجهات السياحية على مستوى العالم.