الاثنين، 15 سبتمبر 2025

25 مزرعة في السعودية تنتج "الذهب الأحمر"

يعد من المحاصيل الواعدة اقتصادياً
25 مزرعة تنتج الزعفران


25 مزرعة في السعودية تنتج "الذهب الأحمر"


باتت مناطق السعودية في الوقت الراهن تحتضن أكثر من 25 مزرعة تنتج الزعفران الذي يعد ضمن أغلى التوابل عالمياً، ويحظى إنتاج تلك المزارع المحلي بقبول عال في الأسواق المحلية، وفقاً لما ذكرته الجمعية الدولية لعلوم البستنة.

ويؤكد البروفيسور محمود شرف الدين، عضو الجمعية الدولية لعلوم البستنة أن السعودية تضم أكثر من 25 مزرعة للزعفران، بمعدل يتراوح بين مزرعة إلى ثلاث مزارع في كل منطقة، مبيناً أن سعر الغرام الواحد يباع محلياً بنحو 15 إلى 35 ريالاً، ويضيف: "هناك طلب محلي متنامٍ على الزعفران، وغالبية المحاصيل تُسوق عبر المتاجر الإلكترونية، ومحال العطارة، والمتاجر الغذائية".

وأوضح المتحدث الرسمي للمركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة حمود النغيمشي أن المركز شرع في عام 2023 بتنفيذ مشروع بحثي يستهدف توطين زراعة وإنتاج الزعفران في المملكة، باعتباره أحد المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العاليةوشمل المشروع أربع مناطق: الرياض، والقصيم، وتبوك، والباحة، عبر تجارب بحثية نُفّذت في الحقول المفتوحة والبيوت المحمية، إضافةً إلى الاستفادة من تقنيات الزراعة العمودية.

وتضمنت الدراسات تحديد المواعيد المثلى للزراعة، واختيار الأسمدة المناسبة، وتقييم الكثافة النباتية وعمق الزراعة، فضلًا عن دراسة تأثير ملوحة المياه والتربة والمحاليل المغذية، وأضاف أن المشروع تضمّن تنفيذ العديد من ورش العمل والأيام الحقلية، وتدريب المزارعين على الطرق الإنتاجية والفنية المثلى، قدّمها خبراء من دول منتجة للزعفران كالمغرب والهند، إضافةً إلى دول تعمل على مبادرات لتوطين زراعته كالجزائر وجنوب أفريقيا، وذلك بهدف نقل المعرفة الإنتاجية والتقنية لمزارعي الزعفران في المملكة وتبادل الخبرات.

وأكد المتحدث الرسمي للمركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن النتائج الأولية أظهرت مؤشرات واعدة في متوسط إنتاج خيوط الزعفران؛ إذ بلغ 5.7 كجم للهكتار، وهو معدل مشجّع بالمقارنة مع متوسط الإنتاج العالمي الذي يتراوح ما بين 4 – 6.7 كجم للهكتار.

كما أظهرت نتائج المشروع إمكانية الوصول إلى خيوط زعفران من الدرجة الأولى وفق مواصفات الأيزو (3632)، وذلك من خلال تطبيق طرق الزراعة والقطف المثلى، واستخدام تقنيات التجفيف الحراري الحديثة، وتدريب المزارعين على هذه الممارسات، بما يُسهم في تنويع الإنتاج الزراعي، وتعظيم الاستفادة من الموارد، وفتح آفاق استثمارية واعدة.

من جهته، يطرح صالح الصعب، مالك مزرعة من القصيم، أن أبرز الحلول العملية لتكثيف زراعة الزعفران تتلخص بـتوفير أيدي عاملة متخصصة في زراعة هذه النبتة من أجل تغطية الطلب بالسوق المحلي بكفاءة.

من جانبه، يتفق معه كذلك المزارع أحمد الزهراني من الباحة، أن أبرز التحديات التي تواجه زارعي الزعفران تتمثل في نقص اليد العاملة الماهرة القادرة على التعامل مع النبات في جميع مراحله، إضافة إلى ضعف الخبرات الفنية المشرفة على دورة حياة الزعفران. واعتبر أن إنشاء مزارع متخصصة لإنتاج نبات الزعفران يكون خطوة أساسية لتجاوز هذه العقبات وضمان استدامة المشروع.

ويُعد الزعفران من المحاصيل الواعدة اقتصاديًا، حيث تسعى المملكة إلى مضاعفة إنتاجه، إلا أنه يتطلب إجراء العديد من الأبحاث والدراسات العلمية؛ لدعم وتعزيز زراعته وإدخاله ضمن منظومة الإنتاج الزراعي في المملكة، وتكثف المنظومة الزراعية في السعودية عملية توطين إنتاج زراعة "الزعفران" وذلك عقب إجراء بحوث تناولت أبرز مناطق السعودية المناسبة لزراعة ما بات يعرف بـ"الذهب الأحمر" الذي يتميز بنكهة عطرية واستخدامات متعددة في الطهي.

0 Comments: