مسيرة التنمية واستشراف المستقبل التي تشهدها دولة الإمارات تتواصل في كافة المجالات ، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يشهدها العالم نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، إلا أن الإمارات نجحت كعادتها في تحويل التحديات إلى فرص للإبداع والتطوير.
ونجحت الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية في تحويل طموحاتها الكبيرة في مجال الفضاء إلى واقع ملموس وإنجازات غير مسبوقة أعادت من خلالها أمجاد المستكشفين العرب في هذا المجال فأطلقت مسبار الأمل في 20 يوليو 2020 وهو المسبار الذي قد يغير كل ما نعرفه من معلومات عن كوكب المريخ وسيعيد صياغة فهمنا للغلاف الجوي للكوكب الأحمر وسيسهم في تحقيق أهدافه العلمية في تمكين الشباب والشابات في عالمنا العربي عبر تعزيز الاهتمام بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات .
وفى مجال الصحة فقد نجحت الإمارات في تحقيق إنجازات كبرى شملت ما يلى :
أولا : قدمت الإمارات نموذجاً متقدماً في مجال استئصال شلل الأطفال ومكافحة الإصابة به وحققت نتائج متميزة في التعامل مع هذا المرض لم تقتصر على المستوى المحلي والإقليمي بل تعدت ذلك بالمشاركة ومنذ عام 1994 في تقديم الدعم والمساندة للدول للقضاء على المرض من خلال التنسيق والشراكة مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي .
ثانيا : أحرزت الإمارات تقدما كبيرا في جهود مكافحة الأمراض المدارية المهملة خلال السنوات القليلة الماضية حيث تم إنقاذ مئات الملايين من الأشخاص من هذه الأمراض الموهنة .
ويعد اعتراف منظمة الصحة العالمية الرسمي باليوم العالمي للأمراض المدارية المهملة تتويجاً لجهود دولة الإمارات ودورها الريادي في تحفيز الشركاء ودعم اليوم العالمي السنوي الثاني للأمراض المدارية المهملة .
ثالثا : إستطاعات إدارة الأزمات والكوارث بقيادة القيادة الرشيدة لدولة الإمارات محاربة فيروس كورونا منذ البداية بخطط دقيقة جدا وساعد القطاع الطبي بكوادره الدولة لتخطي الجائحة بوفرة المستشفيات والعيادات وأماكن الفحص والكشف عن إصابات كورونا المتوفرة في كل مكان وحملات الفحص التي كان لها الفضل في تمهيد العمليات العلاجية للمصابين بالفيروس ووفرت اللقاحات ، واليوم يشهد قطاع الصحة صلابة وقوة بسبب إدارة الأزمات التي لها الفضل الكبير في الانتصارات والنجاحات التي تحققها دولة الإمارات خلال هذه الأزمة .
وقد وصل مجموع التطعيمات التي تم تقديمها حتى اليوم إلى أكثر من 12.9 مليون جرعة وبلغ معدل توزيع اللقاح 131.11 جرعة لكل 100 شخص في حين تجاوز عدد الفحوصات أكثر من 50 مليون فحص وهو إنجاز يحسب لدولة الإمارات التي تؤكد يوماً بعد يوم أنها إحدى أهم النماذج العالمية الناجحة في التصدي لفيروس كوفيد 19
وفى النواحى الإجتماعية أدت السياسات الرشيدة لحكومة دولة الإمارات سواء بتطبيق مبدأ سيادة القانون وإرساء العدالة الاجتماعية في الداخل أو دعم القيم الإنسانية في تعاملاتها مع العالم الخارجي إلى استقرار البلاد واختفاء الجرائم الإرهابية وجرائم الفساد وحلت الإمارات في المركز الثاني على مؤشر "أكثر بلدان العالم أماناً في 2021" الذي نشرته مجلة "جلوبال فاينينس" البريطانية .
كما أعلنت حكومة الإمارات العربية المتحدة عن منح تأشيرة إقامة لمدة عشر سنوات "الإقامة الذهبية" لخريجي المدارس الثانوية المتميزين مع عائلاتهم وكذلك لطلاب الجامعات من داخل الدولة أو خارجها ممن لديهم معدل تراكمي لا يقل عن 3.75 أو ما يعادلها في تخصصات علمية محددة ، وتأتي هذه الخطوة تقديراً لجهود الطلاب المتفوقين وأسرهم وفي إطار توجيهات حكومة الإمارات لخلق بيئة جاذبة ومشجعة للموهوبين .
وفى مجال الطاقة انشغلت الإمارات بعملية التطوير الدائم واستثمرت دون حدود في العلم والمعرفة فكانت صاحبة السبق في العالم العربي بتشغيل محطة براكة النووية والتي بدأت إنتاجها عملياً في مارس 2021 وتستهدف توفير ما يقرب من 25 بالمائة من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية طوال الأعوام الستين المقبلة لتصبح الإمارات الأولى عربياً في امتلاك تكنولوجيا الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء وستكون المحطة الأضخم في العالم لدى الانتهاء من تشييدها بـ4 مفاعلات قدرتها 5600 ميجاوات .
وتجدر الإشارة الى الإنجازات التى حققتها الإمارات على صعيد توثيق علاقاتها مع دول العالم على امتداد ربوعه لتصبح بفضل ذلك مثالاً يحتذى به في سياستها الخارجية الناجحة لتصبح من الدول المحورية المؤثرة القادرة على صنع القرار الدولي مما انعكس على قدرتها على نشر الأمن والسلم والاستقرار والتوسط في حل النزاعات وعزز التعاون المثمر والبناء بين الشعوب لتحقيق مستقبل مزدهر.
وقد أثمرت الجهود الدبلوماسية الإماراتية إنجازات نوعية عديدة منها انتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023 وهو ما يتوج عملاً دبلوماسياً ذوو كفاءة عالية ومتميز في قدرته على التعامل مع مختلف الأحداث العالمية وتغليب لغة الحوار .
وبفضل هذه الدبلوماسية المتميزة تم توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل مما يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الدولتين، ويحفز على تضافر الجهود لتعزيز الاستقرار والأمن في منطقتنا ، كما يمثل خطوة مهمة لدفع جهود صنع السلام في منطقة الشرق الأوسط، ويحول دون استمرار المساعي الإسرائيلية لضم أراض فلسطينية جديدة ليبقي على أمل حل الدولتين.
وتستعد الإمارات لاستضافة وفود من 194 دولة في معرض "إكسبو 2020 دبي" المزمع افتتاحه في شهر أكتوبر المقبل لتصبح أول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم العربي تحتضن هذا الحدث العالمي .
ولا تزال مسيرة الإمارات الحضارية مستمرة للإعمار والتنمية والازدهار وخلق مستقبل أفضل للأجيال حيث تسود المحبة والاستقرار والتعايش والتسامح والأخوة الإنسانية .