أظهرت حكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان خلال الآونة الأخيرة أنها مستعدة للحد من جماعة الإخوان المسلمين إذا كان ذلك يعني الاستفادة من فرص التقارب مع مصر ودول الخليج العربى وهو تطور أصبح ممكنا بسبب تدهور الإخوان كقوة سياسية في المنطقة .
ومؤخرا طردت تركيا عنصرا من جماعة الإخوان المسلمين من أراضيها بعد مخالفته لتعليماتها وبثه فيديوهات منتقدة للدولة المصرية وأعلن الإخواني ياسر العمدة مغادرته الأراضي التركية بناء على طلب السلطات في أنقرة بعد فيديوهات بثها على مواقع التواصل ينتقد فيها الدولة المصرية .
وبث الإخواني فيديو من على متن الطائرة التي أقلته من إسطنبول مؤكدا أنه غادر تركيا متجها لدولة أخرى وملمحا إلى أن ذلك تم بإيعاز من السلطات التركية .
وقررت محكمة جنايات القاهرة أدراج ياسر العمدة ضمن 187 متهما على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات وكان صاحب دعوات تحريضية للتظاهر في مصر .
وكانت السلطات التركية قد طلبت قبل عام تقييد فضائيات الإخوان التي تبث من إسطنبول ومنع انتقادها لمصر على خلفية التودد للقاهرة ومحاولة التقرب معها كما طلبت من إعلاميين تابعين لجماعة الإخوان وقف أنشطتهم الإعلامية من أراضيها سواء على منصات فضائية ومواقع تواصل اجتماعي ويوتيوب .
وبحسب مصادر رفضت أنقرة منح الجنسية التركية لعدد من العاملين في القنوات الفضائية التي كانت تابعة للإخوان والتي تم وقف برامجها ، كما تم تجميد طلبات تجديد الإقامة حالياً لعدد من عناصر إخوان مصر في تركيا لحين الانتهاء من مراجعات أمنية لهم .
وأغلقت قيادات إخوانية "من الصف الأول" عدداً من مكاتبها الرئيسية في اسطنبول خلال الفترة الأخيرة وحذر الأمن التركي عددا من قيادات الإخوان من عقد اجتماعات وذلك بعد لقاء تم بين عدد من القيادات لمناقشة سبل التعامل مع الأزمة الحالية التي يواجهها إخوان مصر في تركيا .
كما قام الأمن التركي باستدعاء عدد من المتورطين في أعمال عنف في مصر وأجرى تحقيقات مصغرة معهم وحصل على بعض البيانات والمعلومات ، كما طلب منهم عدم تغيير محل إقامتهم في تركيا إلا بعد الرجوع له .
وبحسب المصادر قام عدد من قيادات الإخوان ببيع عقارات وممتلكات خاصة بهم في تركيا إلى رجال أعمال سوريين وأتراك وذلك بهدف مغادرة البلاد ، كذلك أغلق قياديو الإخوان عددا من مكاتب الإغاثة والمنظمات الخيرية التي كانت مخصصة لنقل "مساعدات" إلى عائلات الإخوان في مصر .
ويشار الى أن تنظيم الإخوان قد تعرض للإنهيار في جميع أنحاء المنطقة وسقطت الحكومات المتحالفة مع جماعة الإخوان المسلمين واحدة تلو الأخرى من تونس إلى السودان ، كما تعرضت جماعة الإخوان نفسها للخلافات الداخلية بين الأعضاء الأكبر سنًا الذين يواصلون التمسك بشكلها الهرمي الصارم في صنع القرار والسرية المفرطة وكادر أصغر من الأعضاء الذين خاب أملهم من قادتهم .
ويرى محللون أن الخلاف بين قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي يتأثر بعدة عوامل بعضها داخلية يرتبط بالصراع على المناصب وتقسيم المراكز القيادية والأموال ، بينما يرتبط الآخر بعوامل الضغط الخارجي والتضييق الأمني والسياسي والاقتصادي على نشاطها كما هو الوضع في تركيا وعدة دول أوروبية تخلت عن دعمها للتنظيم ولم تعد حواضن آمنة .
وتقول المعلومات إن الصراع الداخلي تسبب في فقدان الثقة لدى القواعد الإخوانية في قيادتها مما نتج عنه مئات الانشقاقات خاصة بعد تخلي قيادة التنظيم عن حماية شباب التنظيم الموجودين في تركيا تحت الإقامة الجبرية والمهددين بالترحيل إلى مصر في أي وقت بسبب إدانتهم بقضايا إرهاب .
ويعيش التنظيم الإرهابى حاليا أزمة داخلية عاصفة سوف ينتج عليها انشقاقات داخلية وتصدعات بعد أن كشفت قرارات الجانب التركي مدى خداع التنظيم لأعضائه برسم صورة غير حقيقية عن طبيعة الدعم التركي الذي سرعان ما تلاشى نهائيا بعد أن أدرك الرئيس أردوغان مدى الخطر الذي يمثله التنظيم على مستقبله السياسي وعلاقات بلاده مع محيطها الإقليمي .