يعيش السودان منذ عام 2023 حربًا مستمرة بين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، هذه الحرب تأتي في سياق صراع طويل ومعقد على السلطة في البلاد، وفي قلب هذا الصراع يبرز دور جماعة الإخوان الإرهابية التي لعبت دورًا مهمًا في تشكيل المشهد السياسي في السودان لعقود، مع تحالفاتها وأجندتها، مما ساهم في تعقيد الأوضاع وتقسيم البلاد.
بدأت التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد سقوط نظام البشير عام 2019، وهو الرئيس الذي ظل في السلطة لثلاثة عقود بفضل دعم الاخوان الإرهابية، وكانت قوات الدعم السريع، التي أنشئت في الأصل لمواجهة التمردات الداخلية وخاصة في دارفور، قد ازدادت قوتها ونفوذها خلال فترة حكم البشير، ومع سقوط النظام، أصبحت هذه القوة منافسًا قويًا للجيش في السيطرة على السودان .
وقد أحدثت الحرب أسوأ أزمة جوع في العالم، مما دفع الملايين من الأشخاص إلى حافة مجاعة من صنع الانسان، وفشلت سلسلة من جهود الوساطة الدولية في وقف النزاع ، وفي منتصف أغسطس الماضي كانت أحدث محاولة وساطة أميركية لإعادة تنشيط عملية وقف إطلاق النار المتوقفة، بهدف جمع وفود رفيعة المستوى من الطرفين المتحاربين، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
ويأمل قادتها أن تغير الأسلحة المتقدمة من إيران والصين وروسيا وغيرها من الدول مسار المعركة. كما يواجه قائد القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان ضغوطا من الإسلاميين المتشددين لمواصلة الحرب، لاسيما من أولئك المرتبطين بعلي كرتي، الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية ووزير الخارجية السابق في عهد عمر البشير.
خلف هذا الصراع العسكري الظاهر، تكمن أجندات سياسية متشابكة، حيث تبرز الجماعة الإرهابية كلاعب أساسي في تقسيم السودان وتشكيل المشهد السياسي المعقد، حيث كانت تدعم حكم عمر البشير، وهي من ساعدت في تأسيس نظام سياسي إسلامي محافظ في السودان خلال فترة حكمه، مع سقوط البشير، تعرضت الجماعة لضغوط كبيرة من القوى المدنية والعسكرية التي تسعى لتفكيك إرث حكمه، لكن تأثير الإخوان ظل ملموسا في دوائر معينة من السلطة، خاصة عبر الدعم الذي يحصلون عليه من بعض العناصر داخل الجيش وقوى أخرى.
وتمتاز جماعة الإخوان الإرهابية بقدرتها على التكيف والتكيف مع الظروف المتغيرة، وقد استمرت في العمل من خلف الكواليس في محاولة لاستعادة النفوذ السياسي في البلاد، ويشير بعض المحللين إلى أن الجماعة تدعم بشكل غير مباشر قوات الدعم السريع لزعزعة استقرار الجيش السوداني، الذي شهد تطهيرًا لبعض عناصر الإخوان بعد سقوط البشير، هذا التحالف غير المعلن يساعد في تعميق الانقسامات داخل المؤسسة العسكرية، ويزيد من تعقيد الصراع ويبعد احتمالات التوصل إلى حل سياسي شامل.
ويقول محللون سودانيون إن جماعة الإخوان الإرهابية تعتبر في بعض التحليلات عاملًا معقدًا في الصراعات الإقليمية، بما في ذلك الحرب الحالية في السودان، والجماعة تسعى إلى الاستفادة من الفوضى الحالية لتعزيز نفوذها، حيث يمكن أن تؤدي الاضطرابات إلى تقسيم البلاد وزيادة نفوذ القوى السياسية التي تتبنى أفكارها خاصة مع استغلالها للحالة الحالية من الجوع ونقص حاد في الغذاء وجميع الأشياء في البلاد.
وأضافت التحليلات إن الإخوان يسعون لتكوين تحالفات مع فصائل معينة لتحقيق أهدافهم، ولكن هناك أيضًا مخاوف من أن هذه الديناميكيات يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصراعات بدلاً من حلها، ومن المهم متابعة تطورات الوضع بدقة، حيث إن الديناميات السياسية في السودان معقدة ومتغيرة وقد تستغلها الجماعة لتنفيذ أجندات أجنبية تهدف لتقسيم البلاد مثلما حدث في الماضي.