الأربعاء، 29 مارس 2023

التقارب المصرى التركي يفاقم أزمات الإخوان
الخناق يضيق حول رقبة الإخوان في تركيا

بدأ عناصر الإخوان المسلمين في تركيا حزم أمتعتهم من جديد للبحث عن مخبأ يأويهم بعد الصلح الذي تم بين القاهرة وأنقرة بعد قطيعة دامت لسنوات طويلة، بعد عزل جماعة "الإخوان" من حكم مصر فقامت تركيا بشن حرب إعلامية ضد مصر ثم توفير ملاذات آمنة لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية.

احتضنت تركيا عددا من الشخصيات المنتمية للإخوان وبعضهم متورط في حوادث عنف واغتيالات ولكن مع اتجاه العلاقات بين البلدين إلى المصالحة والتقارب من جديد ستتحول تركيا إلى مصيدة لعناصر الجماعة الإرهابية خاصة في ظل ضعف موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الفوز بالانتخابات الرئاسية القادمة.

بدأ ذوبان الجليد بين البلدين جلياً في فبراير الماضي عندما أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره التركي رجب طيب أردوغان للتضامن مع أنقرة عقب الزلزال المدمّر الذي ضرب مناطق بسوريا وتركيا بعد أسابيع من المصافحة التي جرت بين الرئيسين على هامش المباراة الافتتاحية لكأس العالم لكرة القدم بقطر.

بدأت القاهرة وتركيا في محادثات منتصف العام الماضي بينما عاود الجمود يفرض نفسه على العلاقات ، ورغم أن القنوات المحسوبة على جماعة الإخوان قد استجابت لتعليمات بتخفيض حدة الانتقادات الموجهة للحكومة والنظام في مصر، بل إن إحدى هذه القنوات قد أنهت البث تماما من على الأراضي التركية إلا أن القاهرة لديها مطالب مباشرة بضرورة تسليم العناصر المتورطة في حوادث اغتيالات.

وفيما يبدو أن الموقف المصري ثابت عند نقطة رفضه أي تنازلات بخصوص الملف الذي سبب هذا التأزم ممثلا في الموقف من جماعة الإخوان ، وبغض النظر عن بقية الجوانب التي دارت ونوقشت بين الجانبين فإن هذا التقارب المصري التركي قد يشكل أزمة إضافية، ويبعث بضغوط جمّة على جماعة “الإخوان” سواء من الناحية التنظيمية والحركة أو السياسية والأيديولوجية حسب موقع "ميدل إيست مونيتور".

وحسب المحللين فإن الجماعة تقع تحت وطأة أزمات عنيفة تجعل دورها الوظيفي يتلاشى وتضعها في أسوأ فترات تاريخها، حيث لم يعد لها ثمة وجود أو تأثير حتى أن القواعد تفككت تنظيميا من نطاقات سيطرة القادة للمرة الأولى تاريخيا ، وبنفس درجة تباعد القاعدة الإخوانية عن قمة الهرم التنظيمي انقسم رأس التنظيم لمحورين أحدهما في إسطنبول والآخر في لندن. 

هذه الأزمة التي يشهدها الإخوان على خلفية التقارب بين القاهرة وأنقرة تكمن في احتمالية قيام أنقرة بتسليم بعض الشخصيات للقاهرة أو قد تقوم بترحيل عدد كبير منهم للخارج وإيقاف دعمها لهم؛ ما سيحد بشكل كبير من أنشطتهم، ولاسيما الإعلامية، حسب التقديرات.

اتخذت تركيا بالفعل مجموعة من الإجراءات القاسية ضد الإخوان المسلمين، لعل آخرها كان ترحيل الإعلامي الإخواني حسام الغمري من أراضيها، بعد أن تم توقيفه لفترة، كما أن “جبهة إسطنبول” الإخوانية شرعت بالفعل في تحويل مسارات الأوعية المالية الخاصة بها من تركيا إلى أماكن أخرى بعد قيام السلطات التركية بمتابعة حركة هذه الأموال، كما تقلص نشاط هذه الجبهة في تركيا إلى حد كبير ما يعني أن الملاذ الآمن بات مجرد مكان للإيواء ليس إلا وهو ما دفع منابر التنظيم الإعلامية إلى ترك تركيا والتوجه إلى لندن ومناطق أخرى .

وقد رحَّلت السلطات التركية الإعلامي الموالي لجماعة الإخوان حسام الغمري خارج أراضيها، في فبراير الماضي ذلك لأنه خالف التهدئة مع القاهرة وتعليمات السلطات التركية بهذا الشأن ولم يراعِ تعليمات وضوابط الأمن القومي التركي في أمور أخرى وبالتالي فإن التقارب بين مصر وتركيا سيحمل نتائج وآثارا سلبية على التنظيم، ولاسيما بعد تصريحات جاويش أوغلو، أن بلاده عازمة على تجاوز أي خلافات لتسريع التفاهمات مع مصر وربما أنقرة تقوم بتقليص أنشطة الجماعة التي لا تتوقف عن انتقاد مصر وسياستها وقياديها رغم المصالحة.


الثلاثاء، 14 يونيو 2022

إحياء ذكرى الخميني فى أحد مساجد إسطنبول يثير غضب الأتراك
أطفال يعبرون عن ولائهم للنظام الإيراني في مسجد باسطنبول

أثار انتشار مقاطع مصورة لأطفال أتراك يتغنون بأغان عسكرية إيرانية تعلن ولاءهم وذويهم للنظام الإيراني في أحد المساجد الشيعية بإسطنبول غضب شعبي تركى وذلك في حفل لإحياء الذكرى الثالثة والثلاثين لوفاة زعيم الثورة الإيرانية آية الله روح الله الخميني بحضور رجال دين شيعة أتراك وإيرانيون وناشطا إيرانيا كان مسجون سابق .

وتشير التقارير التركية إلى أن الحفل الذي أقيم يوم الأحد في مسجد الإمام زين العابدين "واحد من 40 مسجد للشيعة في اسطنبول" ونظمته جمعية علماء آل بيت الموالية لإيران شهد غناء الأطفال بالزي الرسمي للنشيد الملحمي "سلام فرماندة" (القائد) الذي كتب للخميني باللغتين التركية والفارسية ونشرت وكالة تسنيم للأنباء المرتبطة بالنظام الإيراني مقطع فيديو مثير للأطفال وهم يغنون النشيد .

ويجدر التنويه بأن المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة الإيرانية لا تقوم عادة بالتحدث عن الأحداث التي ينظمها الشيعة في تركيا حتى لا تجذب ردود فعل سلبية من المواطنين الأتراك ، وعلقت صور الخميني والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في المسجد على الرغم من أنه لا يجوز تعليق الصور داخل المساجد.

أحد المتحدثين في الحفل المعروف لدى الإسلاميين المتطرفين في تركيا كان نور الدين شيرين ويشغل مهنة رئيس تحرير قناة "قدس" الموالية لإيران وكان أحد المشتبه بهم في تحقيق قضائي عام 2011 كشف عن شبكة تجسس متطورة يديرها الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس في تركيا وكشف عمق ومدى تسلل العناصر الإيرانية المخترقة للمؤسسات التركية .

وكشف التحقيق أيضا عن علاقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجنرالات الحرس الثوري الإيراني وكيف لعب هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية دورا مركزيا في توطيد العلاقات التركية مع إيران والعمل مع النظام الإيراني ، ومع ذلك فقد سجن العديد من المحققين في قسم الشرطة وأعضاء السلطة القضائية في عام 2014 بعد قيامهم بإجراء تحقيق سري حول فيلق القدس وحكم على معظم المدانين بالسجن مدى الحياة في عام 2020 .

تحقيق الشرطة التركية بدأ بعد أن قال نور الدين شيرين في اجتماع عام 2010 إن اليهود والحاخامات على وجه الخصوص لا يستحقون أن يكونوا آمنين في تركيا ، وكان شيرين قد سجن في السابق لعضويته في منظمة إرهابية وارتكاب عمل إرهابي لصالح إيران وأطلق سراحه عام 2005 بعد أن خفف الحزب الحاكم عقوبته .

وزعم شيرين في عام 2020 بشكل مفاجئ أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني الذي قتل في غارة أميركية في 3 يناير 2020 كان له دور فعال في مواجهة محاولة انقلاب ضد أردوغان في 15 يوليو 2016 ، وقال في برنامج تلفزيوني بعد أيام قليلة من اغتيال سليماني، إن "الرئيس أردوغان يعرف ما فعله سليماني لتركيا في 15 يوليو"، ولا يزال من غير المعروف ما فعله جنرال إيراني كان يدير وحدة عسكرية مثيرة للجدل تعمل خارج تركيا لأردوغان .

يما يدعي بعض النقاد أن الانقلابيين لم يطلقوا النار على عدد من المدنيين الذين قتلوا ليلة محاولة الانقلاب وكشف النقاب عن أن الذخائر التي استخدمت في 15 يوليو لم تكن مملوكة للجيش التركي مما أثار تساؤلات حول العقل المدبر الحقيقي لعمليات القتل ولم يتم التحقيق مع الحشود الغاضبة التي قتلت العديد من الطلاب العسكريين على جسر البوسفور .










الأحد، 12 يونيو 2022

أردوغان يستهدف اللاجئين السوريين فى تركيا
تركيا تمنع اللاجئين السوريين من زيارة بلدهم فى عيد الأضحى

قررت تركيا منع اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها من زيارة بلدهم خلال عطلة عيد الأضحى المقبل على غرار ما حصل خلال إجازة عيد الفطر الماضي فى أحدث تحرك في تركيا يستهدف اللاجئين السوريين بعد قرارٍ آخر يهدف للحد من عدد السوريين في أحياء المدن التي يعيشون فيها إذ تنوي الحكومة التركية منع تأجير البيوت لهم في 1200 من أحياء تلك المدن التي يتواجدون فيها .

وجاء قرار منع زيارة سوريا في عيد الأضحى والتي كان يقوم بها اللاجئون السوريون سنوياً لرؤية أقربائهم في الجانب السوري بعدما تصاعدت الحملات الإعلامية التي تقودها الأحزاب المعارضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد اللاجئين وتواجدهم على الأراضي التركية ، وتطالب هذه الأحزاب بضرورة عودة اللاجئين إلى بلدهم وتتعهد بطردهم عند فاحزابوزها في الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية التي ستشهدها تركيا في يونيو 2023 .

وأثار هذا القرار المزيد من المخاوف لدى اللاجئين السوريين بشأن إعادتهم المحتملة إلى بلدهم لاسيما أنه جاء بعد نحو شهر من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبته في إعادة أكثر من مليون لاجئ سوري إلى بلدهم "طوعاً" ، كما أنه تزامن مع قرارٍ آخر صدر عن وزارة الداخلية وسيكون من شأنه تخفيض نسبة اللاجئين السوريين في عموم أحياء المدن التركية إلى 20% على الأقل مما يعني حصرهم في أماكن محددة ومتفرقة وذلك اعتباراً من الأول من يوليو المقبل .

ويمكن للاجئين السوريين في "حالتين" فقط زيارة بلدهم خلال فترة عيد الأضحى في شهر يونيو المقبل وهي "وجود حالة وفاة لدى طالب الزيارة خلال فترة العيد"، أو أن "تكون عودته خلال فترة العيد إلى بلده نهائية" مما يعني عدم رجوعه إلى تركيا مجدداً بحسب ما أفادت به مصادر لوسائل الإعلام .

وبالتزامن مع ذلك يتعرض أولئك اللاجئون في بعض الأحيان للعنف من قبل متطرفين أتراك يرفضون وجودهم في بلدهم ، ففي يوم الاثنين الماضي قُتِل لاجئ سوري بطلقٍ ناري أمام باب مدخل المبنى الذي يقيم فيه في حي باغجلر بإسطنبول بعدما خرج إلى الشارع عقب سماعه شتائم من قبل شبان أتراك من شباك بيته الواقع في الطابق الأرضي .

وحتى الآن لم تصدر السلطات التركية أي بيان بشأن هذه الحادثة رغم نقل جثمان الضحية شريف خالد الأحمد ودفنه في ريف إدلب التي ينحدر منها منتصف الأسبوع الماضي .

الأربعاء، 18 مايو 2022

أردوغان يروج لنظرية المؤامرة قبل الإنتخابات

أثار استهداف وزير الداخلية التركى للدبلوماسيين الأجانب الذي تتمثل مهمته في حماية وتأمين البعثات الدبلوماسية والدبلوماسيين الأجانب في تركيا الدهشة في العديد من العواصم الأجنبية التي تخشى على سلامة مواطنيها في تركيا .

وبالرغم من إنكار حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان الإخوانية المستمر باتهامات التنصت على الدول والسفارات الغربية إلا أن الحقائق تكشفت بعدما بدأت حكومة أردوغان في استخدام المحادثات التي تم اعتراضها والحصول عليها بالتجسس على السفارات الغربية في تركيا لتحقيق مصالح في السياسة الداخلية لتركيا .

وتؤكد تصريحات وزير الداخلية التركي أن مخابرات الشرطة التي تعد أكبر وكالة استخبارات في تركيا وتعمل تحت إشراف وزير الداخلية تمكنت من الاستماع إلى لقاء بين دبلوماسيين أجانب وسياسيين معارضين من حزب الشعب الجمهوري .

وعلى الرغم من أن صويلو اتهم حزب الشعب الجمهوري بالاجتماع مع دبلوماسيين غربيين لمناقشة السياسة الداخلية كانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها عن محتوى المحادثة .

وتقول "نورديك مونيتور" إنه من الواضح أن حكومة أردوغان تريد أن تلعب دورا قذرا وقررت على ما يبدو إدارة حملة سياسية محلية قبل انتخابات 2023 برواية مفادها أن المعارضة مدعومة من الغرب الذي يهدف في نظره إلى الإطاحة بحكومة أردوغان وغزو تركيا بتقطيع أوصالها وإقامة دول صغيرة مستقلة مثل دولة كردية على أراضي تركيا .

وبحسب الصحيفة سيستمر استخدام المعلومات الاستخباراتية التي تم الحصول عليها من مراقبة السفارات والدبلوماسيين الغربيين ومراقبتهم للاستهلاك السياسي المحلي وتعزيز الرواية السامة المعادية للغرب التي تنتهجها الحكومة .

وتؤكد الصحيفة السويدية الاستقصائية أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها حكومة أردوغان السفارات الغربية لأغراض السياسة الداخلية .

وذكرت الصحيفة أنه عندما أعلن المدعون العامون عن أكبر فضيحة فساد في البلاد على الإطلاق في ديسمبر 2013 والتي جرمت أردوغان وأفراد أسرته ادعى أردوغان على الفور أن هناك مؤامرة دولية ضد الحكومة .

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حملة منسقة بأوامر من أردوغان نشرت جميع وسائل الإعلام الموالية للحكومة قصصا على الصفحة الأولى مع صور للسفير الأمريكى وادعت أنه كان على علم بتحقيقات الكسب غير المشروع .

واتضح أن فريق الدعاية الذي تم تشكيله في الغالب من منظمة المخابرات التركية كتب قصة تورط السفير الأمريكى في مخطط يحاول الإطاحة بالحكومة يزعم أنه تم الكشف عنها في اجتماع سري . 

وساعد استهداف السفير الأميركي أردوغان في تمهيد الطريق لإلقاء اللوم فى الفساد على مؤامرة غربية قادتها واشنطن في حين لم يكن هناك دليل يثبت ذلك ، كما أنه اختلق واحدة من أكبر الخدع في التاريخ الحديث  وهو أن فتح الله جولن الباحث الإسلامي التركي الذي ألهم شبكة عالمية من التعليم والعمل الخيري أنشأ ما أسماه أردوغان "الهيكل الموازي" لإزاحته من السلطة .

وفي أكتوبر 2021 استهدف أردوغان سفراء 10 دول غربية وهى الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا وكندا ونيوزيلندا والنرويج وفنلندا والدنمارك والسويد الذين دعوا بشكل مشترك إلى إطلاق سراح أحد رجال الأعمال الخيريين المسجونين امتثالاً لحكم صدر من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وأعلن أنه أصدر تعليمات لوزير خارجيته بإعلانهم أشخاصا غير مرغوب فيهم وطردهم من تركيا .

وتراجعت الحكومة التركية في وقت لاحق عن موقفها بعدما زعمت أن السفراء قد تراجعوا عن بيانهم الأصلي وهو تأكيد عارضته العديد من الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة .

وعلى الرغم من أن الطرد لم يحدث إلا أن الضوضاء التي أحدثتها الحكومة ساعدت في تحويل النقاش بعيدًا عن القضايا السياسية المحلية وخلقت تشتتًا كبيرا عن التوقعات الاقتصادية المتدهورة في البلاد .

وعلى نفس الوتيرة فإن حكومة أردوغان تسعى لتقويض المعارضة من خلال تصويرهم على أنهم خونة يتعاونون مع أولئك الذين يريدون إيذاء تركيا .

الأربعاء، 13 أبريل 2022

أنقرة تواصل سياسة تحريض الأتراك والمسلمين في فرنسا

تواصل الحكومة التركية توجيه رسائل للمسلمين في العديد من الدول الأوروبية الذين لا يؤيدون أيديولوجيا الإسلام السياسي وتتهمهم بأنهم يضعون مصالح الدول التي يعيشون فيها فوق مصالح تركيا والدول الأخرى التي هاجروا منها .

وفي تحد صارخ للتحذيرات المتكررة من أوروبا بشأن مخاطر تقويض سياسات الاندماج والهجرة عزمت الحكومة التركية على تعبئة الأتراك والمسلمين لتحقيق أهدافها السياسية حيث دعا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الجميع إلى الاتحاد تحت أمة واحدة وعلم واحد .

وفي تهديد صريح للقادة الأوروبيين حذر الرئيس التركي من أن بلاده بدعم من الأتراك والمسلمين في أوروبا ستعرقل أي خطط تضعها الحكومات الأوروبية ، وصرح قائلاً : "معًا سوف نفسد مؤامرات أولئك الذين يحاولون تقسيم شعبنا وسنقوم معًا بإسقاط مؤامراتهم على رؤوسهم" ، وتابع : "نتخذ أيضًا الخطوات اللازمة ضد تصاعد العداء ضد الإسلام والأتراك في الخارج".

وقد أثارت ثلاث هيئات ومنظمات دينية تتلقى دعماً من تركيا الكثير من الجدل في فرنسا مع رفضها حزمة مبادئ أقرها "المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية" العام الماضي بهدف تنظيم شؤون المسلمين والجالية المسلمة على الأراضي الفرنسية .

ويرى محللون أن حزمة المبادئ قد جاءت نتيجة تصاعد وتيرة التطرف في الآونة الأخيرة والمساعي الخارجية لاستغلال بعض المسلمين في فرنسا خصوصاً من دول مثل تركيا ، مؤكدين أن الهيئات الثلاث الرافضة لحزمة المبادئ تفعل ذلك بتحريضٍ من أنقرة وهي تتبع لها ولجماعة الإخوان المسلمين بشكلٍ مباشر وتحصل على تمويلٍ مالي منهما .

ويبدو أن تلك الكيانات الدينية المدعومة من قبل أنقرة على الأراضي الفرنسية بدأت تشكل عائقاً أمام تطبيق حزمة المبادئ التي أقرها المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية للحد من التحريض والكراهية .

ويعد وجود أشخاص داعمين للرئيس التركي على أعلى هرم المجلس الفرنسي الأعلى للديانة الإسلامية السبب الأبرز لتمكن الكيانات الثلاثة والتمسك برفضها لقرارات المجلس الأمر الذي لم يكن يحصل في السابق حين كان العرب المغاربة يديرون شؤون المجلس منذ تأسيسه .

ويشار إلى أن الكاتبة الفرنسية سيلين بيار تحدثت عن أن عددا كبيرا من الأتراك يتوجهون في الأشهر الأخيرة إلى القنصليات الغربية لتقديم طلبات الحصول على تأشيرات تسمح لهم بمغادرة البلاد ، موضحة أن الوضع الاقتصادي وتضييق الخناق على حرية التعبير وتوتر المناخ السياسي هي الأسباب الرئيسية التي تدفع بهم إلى مغادرة البلاد والبحث عن حياة ومجتمع أفضل .




السبت، 9 أبريل 2022

شعارات الإخوان الكاذبة

رغم هذه الخطوات التي تحاول تركيا من خلالها إظهار حسن نيتها تجاه مصر إلا أن الإسلام السياسي يسري في دماء الحكومة التركية والحزب الحاكم فيها ولا يمكنها أن تتخلى عن دعم جماعة الإخوان الإرهابية .

وهذه الأنباء لم تسر الإخوان المسلمين مما دفعهم لاتخاذ موقف يعبر عن رفضهم للتطبيع التركي مع مصر حيث اعتذر قادة الجماعة عن تلبية دعوة مستشار الرئيس التركي السنوية التي يجمع فيها قادة الجماعة للإفطار في رمضان والتي أقيمت يوم الخميس .

ووجه ياسين أقطاي مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي دعوته السنوية للإفطار تحت مسمي إفطار المثقفين العرب والأتراك لجمع قادة الجماعة وأعضائها في اسطنبول والتحدث معهم وبحث مشاكلهم وتبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا، ولكن قادة الإخوان اعتذروا عن قبول الدعوة بزعم انشغالهم بارتباطات أخرى .

اللافت في الأمر أن الإخوان المسلمين عبروا عن غضبهم ورفضهم التطبيع مع مصر في حين أن التطبيع مع إسرائيل يسري على قدم وساق دون أي اعتراض ما يؤكد أن الجماعة لا تهمها إسرائيل بحد ذاتها إنما تنحصر همومهم بالعرب فقط وكيف يعملون على تقسيمهم وإضعافهم واستغلال الشعوب للعودة إلى سدة الحكم كما فعلوا بالربيع العربي .

كذلك يقول مراقبون إن ردة فعل الإخوان المسلمين على تطبيع خليفتهم أردوغان مع إسرائيل دليل على كذب شعارات الجماعة التي ترددها على مسامع العالم منذ قرن من الزمن كشعار "عالقدس رايحين شهدا بالملايين" وغيره من الشعارات الرنانة التي لم تطبق الجماعة أيا منها فعليا .

وعند ذكر فلسطين يتبادر إلى الذهن حملات التبرع التي كانت الجماعة نفسها تنظمها وتحث الجميع على المشاركة بها لدعم القضية الفلسطينية لكن ذلك لم يكن يوما صحيحا ولم تحصل فلسطين إلا على الشعارات أما التبرعات فقد لاقت طريقها إلى جيوب الإخوان ومحفظاتهم الشخصية .

لطالما كانت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية تنادي بالشعارات الرنانة وترفع رايات الحق المراد بها باطل فمنذ تأسيس تلك الجماعة الإرهابية كان طريقها ملوثا بالدماء والخيانة والسرقة وارتكاب كافة الموبقات للوصول إلى غاياتها الدنيئة .