الأحد، 4 يونيو 2023

سياسة الإخوان للوصول للسلطة بقوة السلاح أو الإنقلاب
جماعة الإخوان

إتسمت جماعة الإخوان المسلمين على مدار تاريخها بالبراجماتية ومحاولة توظيف كافة الفرص المتاحة لخدمة مصالح التنظيم ، وقد أشارت دراسة حديثة صادرة عن مركز تريندز للبحوث والاستشارات في هذا الصدد إلى التحركات الراهنة والمسارات المستقبلية للجماعة في ضوء المتغيرات الأخيرة .

وذكرت الدراسة أن تحركات جماعة الإخوان فى السودان في الوقت الراهن تهدف لتنفيذ انقلاب ناعم على السلطة الحالية والتسلل إلى السلطة مجدداً في ضوء حالة التصعيد المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع .

وتقول الدراسة إن الإخوان برغم أنّهم أنشؤوا كيانات ضمت تنظيمات غيرهم وتيارات دينية ربما يكونون مختلفين عنها، غير أنّهم شديدو الإيمان والانحياز لأفكارهم وللتنظيم فولاؤهم للفكرة ربما يدفعهم لتحولات المستقبل التي يحاولون أن يصنعوها على الأقل على مستوى الحضور السياسي .

وتضيف الدراسة أنهم كانوا جزءاً من الحركة الإسلامية والجبهة التي تشكلت وكانت نواة الحكم ولكنهم ظلوا يعبرون عن إيديولوجيتهم الخاصة وما حدث بين الإخوان والحركة الإسلامية حدث بين مرجعية الحركة ممثلة في د. حسن الترابي وبين الرئيس السوداني عمر البشير .

وأوردت الدراسة أن نشأة الإخوان في السودان ظلت مرتبطة بالسلطة حتى تحيّنوا الفرصة للانقضاض عليها من خلال القوة العسكرية فالإخوان قاموا بأول انقلاب عسكري في المنطقة وظلوا متمسكين بالسلطة على مدار ثلاثة عقود.

وتتابع الدراسة أن الإخوان انقلبوا على السلطة السياسية بالقوة وشكلوا قوة مدنية مسلحة هدفها إخضاع السودان بقوة السلاح والدبابة وخططوا لانقلاب عسكري أوصلهم إلى السلطة حتى بعد نجاح الانقلاب ظلوا مسيطرين بالحديد والنار غير أنّ الحركة الإسلامية التي وصلت بالقوة سقطت في ثورة شعبية سلمية في 19 ديسمبر عام 2019.

وقد كانت خطة الحركة الإسلامية في السودان بعد استيلائها العسكري على السلطة أن تخرج انقلابها بواجهة وطنية لا إسلامية ثم تتدرج خلال ثلاثة أعوام من مرحلة التأمين إلى مرحلة التمكين التي تذوب فيها الحركة في الدولة وتكشف عن وجهها الإسلامي بشكل سافر بما في ذلك تسليم العسكريين السلطة للمدنيين وتقلُّد د. الترابي منصب رئاسة الدولة وذلك بحسب الدراسة .

مشروع الإخوان في السودان وفق الدراسة لم يكن مبنياً على خلق تجربة ديمقراطية ولا حتى ترميم الحالة السياسية في ذلك الوقت ولكنّه كان مبنياً على فكرة الاستيلاء على السلطة ثم الانتقال إلى مرحلة التمكين من هذه السلطة وعدم التفريط فيها وكانت تتم هذه الممارسة باسم الحركة الإسلامية بما يدل على مفهوم الدولة الضيق لهذه الحركة وعدم إيمانها بالديمقراطية.

كما لم تخل ممارسات الجماعة من العنف سواء قبل الانقلاب أو حتى بعد الانقلاب فالحرب الأهلية والانتهاكات التي مورست في دارفور يتحملها التنظيم والنظام السياسي والحركة الإسلامية التي انحازت إلى استخدام القوة حتى ضد السودانيين أنفسهم فقد مارست الحكومة المحسوبة على الحركة الإسلامية حرب التطهير العرقي وحرب الإبادة من خلال دعمها لميليشيات الجنجويد ضد بعض الإثنيات من سكان إقليم درافور وفق الدراسة .

ويمكن اختصار تجربة الإخوان إما في الوصول إلى السلطة عن طريق قوة السلاح وإما بالانقلاب عليها ، كما يسعى الإخوان الآن من خلال تعبئة الأجواء وشحنها والقتال مع طرف دون الآخر أو من خلال حرب الإبادة والتطهير العرقي التي قام بها في إقليم دارفور .

وأخيراً قالت الدراسة أن الإخوان يسعون للانقلاب على السلطة الحالية ممثلة في المجلس السيادي ولكن بشكل يختلف عن الانقلاب الذي قام به في عام 1989 فقد اقتصر دورهم على إشعال فتيل الحرب وتهيئة أجواء استمرارها نظراً لأنّهم غالباً ما يعملون من خلال لافتة تضم كلّ التيارات والتنظيمات الإسلاموية للاستفادة من زخم وجودها وحتى يعطيها ذلك قوة لتحقيق الجماعة مشروعها للوصول إلى السلطة والاحتفاظ بها .







الثلاثاء، 14 يونيو 2022

إحياء ذكرى الخميني فى أحد مساجد إسطنبول يثير غضب الأتراك
أطفال يعبرون عن ولائهم للنظام الإيراني في مسجد باسطنبول

أثار انتشار مقاطع مصورة لأطفال أتراك يتغنون بأغان عسكرية إيرانية تعلن ولاءهم وذويهم للنظام الإيراني في أحد المساجد الشيعية بإسطنبول غضب شعبي تركى وذلك في حفل لإحياء الذكرى الثالثة والثلاثين لوفاة زعيم الثورة الإيرانية آية الله روح الله الخميني بحضور رجال دين شيعة أتراك وإيرانيون وناشطا إيرانيا كان مسجون سابق .

وتشير التقارير التركية إلى أن الحفل الذي أقيم يوم الأحد في مسجد الإمام زين العابدين "واحد من 40 مسجد للشيعة في اسطنبول" ونظمته جمعية علماء آل بيت الموالية لإيران شهد غناء الأطفال بالزي الرسمي للنشيد الملحمي "سلام فرماندة" (القائد) الذي كتب للخميني باللغتين التركية والفارسية ونشرت وكالة تسنيم للأنباء المرتبطة بالنظام الإيراني مقطع فيديو مثير للأطفال وهم يغنون النشيد .

ويجدر التنويه بأن المؤسسات الإعلامية التابعة للدولة الإيرانية لا تقوم عادة بالتحدث عن الأحداث التي ينظمها الشيعة في تركيا حتى لا تجذب ردود فعل سلبية من المواطنين الأتراك ، وعلقت صور الخميني والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في المسجد على الرغم من أنه لا يجوز تعليق الصور داخل المساجد.

أحد المتحدثين في الحفل المعروف لدى الإسلاميين المتطرفين في تركيا كان نور الدين شيرين ويشغل مهنة رئيس تحرير قناة "قدس" الموالية لإيران وكان أحد المشتبه بهم في تحقيق قضائي عام 2011 كشف عن شبكة تجسس متطورة يديرها الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس في تركيا وكشف عمق ومدى تسلل العناصر الإيرانية المخترقة للمؤسسات التركية .

وكشف التحقيق أيضا عن علاقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجنرالات الحرس الثوري الإيراني وكيف لعب هاكان فيدان رئيس المخابرات التركية دورا مركزيا في توطيد العلاقات التركية مع إيران والعمل مع النظام الإيراني ، ومع ذلك فقد سجن العديد من المحققين في قسم الشرطة وأعضاء السلطة القضائية في عام 2014 بعد قيامهم بإجراء تحقيق سري حول فيلق القدس وحكم على معظم المدانين بالسجن مدى الحياة في عام 2020 .

تحقيق الشرطة التركية بدأ بعد أن قال نور الدين شيرين في اجتماع عام 2010 إن اليهود والحاخامات على وجه الخصوص لا يستحقون أن يكونوا آمنين في تركيا ، وكان شيرين قد سجن في السابق لعضويته في منظمة إرهابية وارتكاب عمل إرهابي لصالح إيران وأطلق سراحه عام 2005 بعد أن خفف الحزب الحاكم عقوبته .

وزعم شيرين في عام 2020 بشكل مفاجئ أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني الذي قتل في غارة أميركية في 3 يناير 2020 كان له دور فعال في مواجهة محاولة انقلاب ضد أردوغان في 15 يوليو 2016 ، وقال في برنامج تلفزيوني بعد أيام قليلة من اغتيال سليماني، إن "الرئيس أردوغان يعرف ما فعله سليماني لتركيا في 15 يوليو"، ولا يزال من غير المعروف ما فعله جنرال إيراني كان يدير وحدة عسكرية مثيرة للجدل تعمل خارج تركيا لأردوغان .

يما يدعي بعض النقاد أن الانقلابيين لم يطلقوا النار على عدد من المدنيين الذين قتلوا ليلة محاولة الانقلاب وكشف النقاب عن أن الذخائر التي استخدمت في 15 يوليو لم تكن مملوكة للجيش التركي مما أثار تساؤلات حول العقل المدبر الحقيقي لعمليات القتل ولم يتم التحقيق مع الحشود الغاضبة التي قتلت العديد من الطلاب العسكريين على جسر البوسفور .










الخميس، 9 يونيو 2022

الإخوان تسعى لإعادة دولة الاستبداد والفساد  في السودان
إخوان السودان يجمعون شتات الجماعات الإرهابية تحت لواء الإسلام

عقدت جماعة الإخوان المسلمين فى السودان الشهر الماضي مؤتمرا صحفيا أعلنت فيه تدشين تنظيم تحت مسمى "التيار الإسلامي العريض" جمعت فيه شتاتاً من أفراد وجماعات الإسلام السياسي بمن فيهم مؤيدون لتنظيمات القاعدة وداعش حيث تحدث عدد من قيادات الإخوان وأعادوا سكب ذات النبيذ القديم في الكأس الجديدة التي يريدون أن يسقوا منها شعب السودان .

القيادي الإخواني حسن رزق الذي تم اختياره رئيسا للتنظيم الجديد أعلن فى المؤتمر مفهوم "الحاكمية" وهو يعني بالنسبة للإخوان لهم حكم الله في الأرض وأن ما عداه هو حكم الجاهلية أو الطاغوت حيث يعتدي البشر على أخص خصوصيات الله وهو التشريع وهو المفهوم الذي صاغه منظر الإرهاب سيد قطب وقال عنه إن الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية .

تولت جماعة الإخوان المسلمين على الحكم في السودان عبر الانقلاب العسكري في يونيو 1989 وسيطرت على مقاليد الأمور لثلاثين عاما طبقت خلالها جميع الأفكار والشعارات التي ظلت ترفعها وكانت النتيجة هى تشييد أعتى دولة للاستبداد الديني والسياسي والفساد والجريمة شهدها تاريخ السودان الحديث منذ خروج المستعمر البريطاني عام 1956 حتى سقط حكمها بثورة شعبية اندلعت في ديسمبر 2018 .

وبعد السقوط المدوي لنظام الجماعة ظن الكثيرون أنها ستسعى للاستفادة من دروس التجربة البغيضة التي وضعت البلاد على شفير الهاوية ولكن قيادتها آثرت الاستمرار في ذات الدرب الذي أدى لفشلها الذريع في حكم البلاد ، مؤكدة صدقية قول المفكر المصري الراحل الدكتور كمال أبو المجد في حقها : "إن أغلبية الإخوان المسلمين وخاصة قياداتهم كانوا مثل أسرة البوربون التي حكمت فرنسا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لا يتذكرون شيئا ولا يتعلمون شيئا فيرتكبون نفس الخطايا فيثور عليهم الشعب من جديد" .

لم تقم الجماعة بأداء المطلوبات المتوقعة من أي كيان سياسي سيطر على دفة البلاد لثلاثة عقود وانهار نظامه بثورة عارمة وفي مقدمة تلك المطلوبات تقديم الاعتذار للشعب السوداني وإجراء المراجعات الفكرية الشاملة وعدم السعي لإجهاض المسار الجديد في البلاد ولكن على العكس من ذلك عملت الجماعة على إفشال التغيير بكل السبل ثم خرجت للناس بكيان جديد في شكله ولكنه يحمل نفس الجوهر الذي ظلت تدعو إليه الجماعة من أفكار وشعارات تم تطبيقها وكان محصلتها الفشل الذريع وهاهي الجماعة تعود بعد ثلاثين عاما من السيطرة على الدولة السودانية لتستمر في اللجوء لتبرير عجزها وفشل شعاراتها وأخطائها المركبة بتبني نظرية المؤامرة الغربية التى تستهدف الإسلام .

الفساد الإخواني في السودان وهو ما سمي بـ"سياسة التمكين" التي أقرها حسن الترابي تقضى بتمكين أعضاء الجماعة وتسكينهم في أجهزة الدولة وإحلالهم في الوظائف العامة والأجهزة الأمنية والجيش بدلاً من منتسبي الأحزاب السياسية الأخرى وعامة الموظفين من غير ذوي الانتماءات السياسية الأمر الذي أفسد الخدمة المدنية وأضعفها .

تجربة الإخوان السودانيون فى تكريس نظام حكم استبدادي شمولي فاسد كانت نتائجه كارثية ومنها استشراء الفساد والسير بالاقتصاد نحو الهاوية مما أدى إلى هجرة ملايين السودانيين من أصحاب الكفاءات والمؤهلات العلمية بحثاً عن لقمة العيش الكريم ، ومن الناحية الأخلاقية كان الفشل أكبر بكثير من النواحي السياسية والاقتصادية وهنا جوهر المأساة فمشروع الإخوان المسلمين يطرح موضوع القيم كأساس لجميع شعاراته ومع ذلك يشهد السودانيون كيف صار الفساد ونهب مال الدولة فعلاً عادياً ويومياً إلى جانب الانتشار الواسع للمخدرات وغسيل الأموال .

وهذه مؤشرات واقعية وملموسة على فشل شعارات الإخوان المسلمين من شاكلة "الإسلام هو الحل" ودعوتهم لتطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية باعتبار أنها ستجلب الحلول السحرية لجميع المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها المجتمعات الإسلامية .






الثلاثاء، 10 مايو 2022

شراكة الحوثي والإخوان والقاعدة لتدمير اليمن

لاتزال مخططات الحوثي الإرهابي تتواصل من خلال التنسيق المباشر مع تنظيم القاعدة الإرهابي لإشعال الفوضى واستمرار التدمير والخراب في شتى مناطق اليمن لتنفيذ مخططهم التخريبي في المنطقة .

وتهدف مخططات الحوثي بالتعاون مع تنظيم القاعدة بهدف تعطيل مسيرة الاستقرار وعرقلة جهود الاصطفاف الوطني الذي يقوده المجلس الرئاسي الجديد في اليمن وحيث تهدف تلك المخططات أيضا على تحقيق منافع متبادلة تنقذها لتستمر في تأجيج حرب اليمن.

ولفتت العديد من التقارير الإعلامية أن المخططات الإرهابية التي تحدث في اليمن أكدت على وجود شراكة بين تنظيم القاعدة الإرهابي وميليشيات الحوثي بتحويل مناطق الانقلاب بؤرة محصنة لاستهداف المناطق المحررة لإعاقة وعرقلة الاصطفاف اليمني تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي .

ويرى محللون إن ميليشيا الحوثي لها أهداف عديدة تخريبية في المنطقة وهي تسعى إلى تأجيج الأوضاع في اليمن من أجل تبادل المنافع لمصلحتها الخاصة على حساب مصالح الدولة اليمنية ، بالإضافة إلى العمل بالتنسيق مع تنظيم القاعدة الإرهابي لتنفيذ تلك المخططات .

فيما يؤكد مراقبون للشأن اليمنى أن ميليشيا الحوثي بالتعاون مع الإخوان وتنظيم القاعدة يرتكبون أبشع الجرائم بحق المواطنين في مناطق عديدة باليمن وذلك من أجل نجاح مخططهم في المنطقة .

من جهة أخرى كشفت العديد من التقارير الإعلامية اليمينة عن رصد لتحركات لتنظيم القاعدة وتحديدا في المنطقة الوسطى في محاولة لتجميع صفوفه والتحرك على شكل كتلة إرهابية ضخمة يكون شغلها الشاغل هو ضرب أمن الجنوب واستقراره لخدمة المصالح الحوثية والإخوانية .

وأضافت التقارير أن تهديدات عناصر القاعدة اشتملت على اتخاذ إجراءات عقابية مروعة ضد النساء حال نزول أي امرأة وهي كاشفة عينيها أو يديها أو شيئا من قدميها أو لا ترتدي جلبابا أو ليس معها محرم .

وفرض التنظيم الإرهابى حالة القمع والعدوان في ربوع الجنوب وهو جزء لا ينفصل عن مساعي حزب الإصلاح الساعي لإغراق الجنوب في فوضى أمنية شاملة تتضمن زرع عراقيل أمام مساعى شعبه لإستعادة دولته وذلك من خلال إنهاك قواته المسلحة في مواجهات أمنية مع فصيل إرهابي ومتطرف .

الاثنين، 8 نوفمبر 2021

الإنقسام الأخطر داخل تنظيم الإخوان وبداية النهاية

شهدت الأيام الماضية صراعا داميا داخل ‏جماعة ‏الإخوان ‏وبرزت ‏مؤشرات ‏محاولة ‏انقلاب ‏تاريخية ‏من ‏الأمين ‏الأسبق ‏للجماعة ‏محمود ‏حسين ضد ‏إبراهيم ‏منير ‏القائم ‏الحالي بأعمال ‏مرشد ‏الإخوان ‏بسبب ‏إلغاء ‏منصب ‏الأمين ‏العام الذي كان ‏يحتله ‏حسين ‏منذ سنوات ‏طويلة .

وقد ‏أظهر الصراع ‏ما ‏كان ‏يدور ‏في ‏الخفاء ‏طوال ‏الأشهر ‏الماضية ‏حتى هاجم عصام تليمة القيادي بجماعة الإخوان جبهة التمرد التي يتزعمها محمود حسين القائم بأعمال المرشد العام للإخوان ، وكشف الصراع عن حقيقة سقوطهم أخلاقيا أمام الجميع في الأزمة الدائرة بينهم . ‏

وقال تليمة أنه "لا وجود لأي خلفية أخلاقية في الصراع الدائر فالأخلاق أصبحت عبئا عليهم وتخلوا عنها بكل سهولة عندما تضاربت ‏مع مصالحهم لدرجة أنهم أقنعوا الناس أن كل أزمة دخلوا فيها مع الدولة كانت السلطة والمناصب والمصالح هي الأساس وليس ‏شيء آخر". ‏

وأكد أن مثل هذه الخلافات لا يمكن أن تكون لله كما يروج القيادات العليا للتنظيم بل دليل سقوط أخلاقي وقيمي ، ولفت إلى أن الجبهة التي انشقت بعد أن كانت كيانا واحدا سقطت جميعها في اختبار الأخلاق وأثبتت أنها مريضة بالمناصب ‏والقيادة والمغانم التي توفرها كعكة الإخوان . ‏

الخلافات المتفاقمة بين أقطاب الجماعة الأساسيين خصوصا بعد القبض على محمود عزت أمين عام الجماعة أحدثت انقساما كبيرا داخل الجماعة بين تيارين أساسيين وهما تيار إبراهيم منير نائب المرشد العام والقائم بعملها وتيار محمود حسين أمين التنظيم والذى نصب نفسه أمينا عاما للجماعة وقد ظلت الأزمة بين التيارين تتفاقم بعيدا عن العلنية لفترة من الوقت .

هذا الصراع بين الجناحين الرئيسين فى الجماعة إستند إلى أسباب غير موضوعية حيث تبادل الطرفان الاتهامات الفضائحية المالية والتنظيمية والإدارية علاوة على الاتهام بالخيانة والعمالة لأجهزة استخبارات دولية وكل ذلك أدى إلى حالة من التمزق والارتباك فى صفوف أعضاء الجماعة وقيادتها الأمر الذى سينعكس على البنية التنظيمية المتهالكة للجماعة بما يؤدى إلى مزيد من الفرقة والانقسام .

الخميس، 29 يوليو 2021

بعد فشله فى مصر .. المخطط القطرى الإخوانى يتكرر فى تونس

أجرى تميم بن حمد أمير قطر أمس الأربعاء اتصالاً هاتفياً بالرئيس التونسي قيس سعيد لمناقشة الأحداث الأخيرة في تونس ، وبحسب وكالة الأنباء القطرية جرى خلال الاتصال استعراض آخر تطورات الأوضاع في تونس حيث أعرب أمير قطر عن "ضرورة" تجاوز الأزمة السياسية الراهنة .

هذا الإتصال يصب في صالح حزب النهضة الإخوانى القريب جدا و الملتحم بالأمير و بدولة قطر ويثير تساؤلات ما إن كان هذا الإتصال قد تم بطلب من الغنوشي نفسه أم أن الأمير هاتف رئيس الجمهورية فقط لإسداء النصيحة التي ارتأى فيها صلاحا لتونس وشعبها .

ويرى محللون ان ورود كلمة "ضرورة" على لسان أمير قطر خلال الإتصال يحمل فى طياته تهديدا مبطنا وتحذيرا من عقبات الإطاحة بحزب النهضة الإخوانى ، ولا نستبعد ان نسمع قريبا عن اعمال ارهابية وتفجيرات تستهدف مؤسسات الدولة التونسية ورموزها مثلما حدث فى مصر عند الإطاحة بحكم الإخوان .

وبالتزامن مع الهجوم الإخواني على قرارات الرئيس وإرادة التونسيين الذين رحبوا بالقرارات أفتى ما يسمى اتحاد علماء المسلمين الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان الذي أسسه يوسف القرضاوي بأن قرارات الرئيس التونسي لا تجوز شرعا ولا أخلاقا .

ومنذ صدور القرارات والإجراءات التي قام بها الرئيس التونسي انتفضت عناصر التنظيم الإرهابية وأبواقه الإعلامية الممولة من قطر للتشكيك فيما تم من إجراءات ووصفتها بالتعسفية وسارعت قناة الجزيرة القطرية إلى الهجوم على الرئيس التونسي ووصفت ما قام به "انقلابا على الشرعية" وهو ذات التعبير الذي رددوه عقب ثورة 30 يونيو عام 2013 في مصر .

وفى سياق متصل كشفت مصادر مطلعة عن نية النظام القطري سحب تعيين قيس سعيد الرئيس التونسي من رئاسة الرابطة الدولية لفقهاء القانون الدستوري بزعم الانقلاب على الدستور والديمقراطية في تونس .

وأشارت المصادر إلى ضغوط على الرئيس التونسي مارستها قطر عبر دبلوماسيين من أجل حثه على التراجع عن قراراته ضد حركة النهضة الإخوانية ولكن رد سعيد كان صارما باصطفافه في الصف الوطني مع المطالب الشعبية مما أغضب أمير قطر وجعله يتجه إلى سحب رئاسة سعيد من الرابطة التي أسسها في وقت سابق وحصار سعيد إعلاميا.

يحاول الإعلام القطري الاستخفاف بقدرة الجيش التونسي على حل الأزمة الحالية وحماية المؤسسات التونسية من الفوضى والاستهانة من إستراتيجية المؤسسة العسكرية في تأمين حياة التونسيين .

وبالنظر الى أفرع جماعة الإخوان "الإرهابية" فى العواصم العربية نجد انها اعتادت التعويل على الدعم القطري السياسي والإعلامي خلال الأعوام الماضية مثلما حدث فى مصر خلال فترة حكم الإخوان وفى تونس خلال فترة تولي راشد الغنوشي رئاسة مجلس النواب التونسي قبل تجميده .

وقد جمعت بين النهضة الإخوانية وقطر علاقات قوية حملت محطات عدة من الدعم والتمويل المباشر وقد سعت حكومة المشيشي فى تونس لعقد اتفاقات اقتصادية مع الحكومة القطرية فى كثير من الأحيان متخطية رئيس البلاد بإعتبارها الداعم الرئيسى للجماعة الإرهابية .

وفى آخر زيارة أجراها أمير قطر لتونس قدم خلالها تمويلات لحركة النهضة كما أرسل إليها مساعدات خلال أزمة كورونا الأخيرة لدعم موقفها لدى الرئاسة التونسية ، فيما لم يستفد بها الشعب التونسي وظلت بشكل حصري للإخوان .

وأثارت العلاقة بين حركة النهضة وقطر غضب الشعب التونسي والبرلمانيين ولاسيما بعد الاتفاقية التجارية التي بموجبها يسلم الغنوشي خيرات تونس واقتصادها لأمير قطر .

وفي هذا السياق قالت رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس عبير موسى إن قطر تمول الحركة عبر واجهة إخوانية تتمثل في جمعية يرأسها يوسف القرضاوي بالدوحة  وأوضحت موسى في تصريحات سابقة أن النهضة فتحت الباب أمام تأسيس فرع لجمعية علماء المسلمين القطرية التي يتزعمها القرضاوي .

وعرضت السياسية التونسية وثيقة تظهر تأسيس الفرع في تونس عام 2012 إبان حكومة حمادي الجبالي المنتمي للنهضة وقالت إن هذه الجمعية ومقرها الرئيسي في قطر تعمل وفقا للقانون القطري مما يعني أنها كيان أجنبي وعرضت وثيقة قانونية قطر عن عمل الجمعية .

لم تتمكن تونس من حل مشاكل البطالة العميقة وتدهور البنى التحتية والتضخم بعد ثورة 2011 مما خلف مرارة لدى المواطنين الذين أملوا في أن تمنحهم الثورة حلولا لأوضاعهم ولم تتمكن الأحزاب ولا الائتلافات البرلمانية التي تعاقبت منذ عام 2011 من إقرار إصلاحات اقتصادية ضرورية .

وقد فاقمت تداعيات الأزمة الصحية بسبب تفشى فيروس كورونا الوضع في البلد الصغير الواقع في شمال إفريقيا ، وترى غالبية الشعب التونسى ان حزب النهضة ذي المرجعية الاسلامية والمتواجد في السلطة منذ 2011 المسؤول الأول عن هذه الأزمة .