السبت، 30 ديسمبر 2023

خارطة النشاط الإرهابي خلال العام الجديد
مستقبل الإرهاب العالمي في 2024

تأثيرات النشاط الإرهابي سيكون كبيراً بكل تأكيد على العالم خاصة في الشام والعراق وأفريقيا وذلك لأسباب عديدة أهمها ازدياد قدرات التنظيمات خاصة بأفريقيا مما سيؤثر على استقطاب عناصر جديدة للتنظيم وتنفيذ عمليات إرهابية يمكن أن تؤثر على الشرق الأوسط سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

ومن المرجح خلال عام 2024 أن يركز تنظيما داعش والقاعدة على أفريقيا بشكل متزايد من خلال (3) أفرع غرب ووسط وشرق أفريقيا سواء من حيث توسيع مناطق السيطرة الجغرافية أو من خلال تصعيد العمليات الإرهابية ضد القوات الأمنية بدول أفريقيا، بجانب القوات العسكرية الغربية المتمركزة بمنطقة الساحل الأفريقي.

وقد حرصت التنظيمات الإرهابية خلال عام 2023 على السيطرة على الموانئ ومناجم الذهب، مثل الصومال وبوركينا فاسو، وموزمبيق، واندمجت الفصائل القريبة جغرافياً في تشكيلات واحدة، واستهدفت القواعد العسكرية والمطارات.

ومن المتوقع خلال عام 2024 أن يعود تنظيم داعش إلى ليبيا مرة أخرى، وأن يتموضع في الجنوب والوسط الليبي، وبشكل خاص في منطقة جنوب الجفرة ومنطقة الفقهاء، التي تُعدّ إحدى مناطق ارتكاز التنظيم التقليدية؛ بهدف البحث عن نقاط ارتكاز بديلة لتكون قاعدة لتنظيم داعش المركزي، مستغلاً استمرار الأزمة السياسية، وهذا ما يؤدي إلى خلق خط اتصال جغرافي مع تنظيم داعش بـ (غرب أفريقيا)، بجانب سهولة انتقال الأفراد والمعدات عبر الحدود الجنوبية لليبيا للوصول إلى أماكن ارتكاز التنظيم في وسط وغرب أفريقيا، وكذلك نقل عناصر التنظيم إلى الداخل المصري مرة أخرى.

وسيؤدي التنقل ما بين حدود العواصم الأفريقية دون وجود رقابة حقيقية إلى تعزيز وجود جماعات العنف والتطرف، لا سيّما في منطقة الساحل والصحراء، وكذلك القرن الأفريقي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى خطر اختراق تلك العناصر لمصر من حدودها الجنوبية أو الغربية ، وبسبب تمركز (القاعدة) و(داعش) في دول الساحل والصحراء، خاصة شمال مالي، فسيؤدي هذا إلى تعاظم هذه التنظيمات، ويساهم في تصاعد النشاط الإرهابي، في إعطاء ملاذ آمن لقيادات إرهابية هاربة وجوالة.

السبت، 24 يونيو 2023

مسارات نشر التطرف الإخوانية فى تونس
حركة النهضة على علاقة وثيقة بالتنظيمات الإرهابية

تحولت بعض الأحياء الشعبية في العاصمة تونس خلال فترة حكم حركة النهضة الإخوانية إلى حاضنة لجماعات "جهادية" تستهدف ضرب كيان الدولة .

وكشفت دراسة للمركز العربي لدراسات التطرف في دراسة بعنوان "فهم مسارات التطرف الجهادي عند شباب الأحياء الشعبية التونسية" إلى فهم سياق معيشهم اليومي الذي قال إنّه معيش مطبوع بتوتر صارخ بين شعور الإقصاء والإذلال من جهة، وشعور بالسخط والاحتجاج من جهة أخرى .

ومؤخرا حققت وزارة الداخلية التونسية نجاحات كبرى في تفكيكها خلايا نائمة لجماعات متطرفة بأحياء شعبية متاخمة للعاصمة تونس، مثل حي رواد والتضامن والمنيهلة ودوار هيشر وحي الخضراء وغيرها ، وينتمي أبرز منفذي الهجمات المسلحة إلى أحياء شعبية فقيرة على غرار ياسين العبيدي أحد منفذي الهجوم على متحف باردو الذي كان يقطن مع عائلته في حي العمران الأعلى وسط العاصمة .

ولفتت الدراسة أنّه عبر الانغماس في الساحات المحلية التي شكلها التيار الجهادي في بعض الأحياء الشعبية تمكن من ملاحظة عدد من الممارسات الجسدية التي يتميز بها الشبان الجهاديون وهي ممارسات تشكل نمطاً سلوكياً متميزاً عن النمط السلوكي المطبع فيه المجتمع التونسي.

وتابعت الدراسة أن الشباب التونسي في تغيير نهجه إلى الشباب الإرهابي من خلال الاشتراك في أسلوب مظهري سمته إطالة اللحية وحفّ الشارب لكن مع الاختلاف في التعامل مع الشعر مع تجنب التصفيفات العصرية ، كما لاحظ ارتداء الكثير من الشبان الجهادي ما يسمّى في "الصحافة السيارة" بـ "اللباس الأفغاني" وهو من النوع الذي يسهل الحصول عليه من الأسواق الشعبية ، إضافة إلى "عراقية" أو كوفية أو بزة على الطراز الأفغاني تُستعمل في تغطية الرأس .

ومن بين العديد من الرياضات القتالية التي يتدرب عليها الشبان الجهاديون برزت رياضة "الزمقتال" بوجه خاص وهي فن قتالي فردي ادّعى الشيخ "المنصف الورغي" مدرب الفنون القتالية المعروف بتوجهه الإسلامي ابتداعه استناداً إلى التعاليم الروحية الإسلامية .

ولاحظت الدراسة البحثية التي أجرت عملاً ميدانياً وحوارات مع عدد من شبان الأحياء الشعبية أنه لم يكن من باب المصادفة أن يكون مصطلح "الحقرة" أكثر المصطلحات استخداماً لدى ساكنة الأحياء الشعبية لوصف وضعيات الإقصاء الاجتماعية التي يعيشونها .

ويرى محللون تونسيون إن التنظيمات الإرهابية في تونس تمكنت من استقطاب قاعدة شبابية مهمة من الطلبة بعد الثورة التي عرفتها البلاد في عام 2011 مع صعود الإخوان للحكم وخاصة خلال عامي 2014 و2015 ، ولفتت التحليلات أن عدد الطلاب والتلاميذ الذين تورطوا في قضايا إرهابية ارتفع من 154 شخصا عام 2014 إلى 241 شخصا في العام 2015 .

وأضافت التحليلات أن الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة خاصة خلال عامي 2014 و2015 بتركيبة قاعدة المنخرطين في التنظيمات الإرهابية بتونس ، وتواصل تونس مكافحتها وتجفيفها لمنابع تمويل الإرهاب الذي تفشى في البلاد منذ 2011، بعد صعود الفكر المتطرف والإخوان للحكم بقرارات استثنائية لرئيس البلاد قيس سعيد منذ 25 يوليو الماضي وحتى اليوم .

وأوضحت أن حركة النهضة على علاقة وثيقة بالإرهاب من عدة نواحٍ فهي كانت مساهمة في نشأة السلفية الجهادية وخاصة جماعة أنصار الشريعة التي تفرعت منها جماعات مقاتلة ككتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب وكتيبة جند الخلافة المبايع لتنظيم داعش الإرهابي .



الثلاثاء، 13 يونيو 2023

الحكومة اليمنية تكشف تورط ميليشيا الحوثي مع التنظيمات الإرهابية
وزير الدفاع اليمني يؤكد ضرورة دعم السلطة الشرعية لمواجهة الحوثيين

بحث وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري في العاصمة المؤقتة عدن مع الملحق العسكري بالسفارة الهندية لدى اليمن العقيد جورتيج سينج جريوال مستجدات الأوضاع العسكرية في ظل التصعيد الحوثي في عدد من جبهات القتال .

وأكد وزير الدفاع اليمني حسبما أفادت قناة اليمن الفضائية الإثنين ضرورة تقديم الدعم اللازم للسلطة الشرعية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي لمواجهة ميليشيا الحوثي بما يعزز قدرات القوات المسلحة اليمنية ويمكنها من ردع وهزيمة المشروع الإرهابي المدعوم إيرانيا .

وأوضح أن ميليشيا الحوثي قد ثبت تورطها بشكل مفضوح مع التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش وينبغي على المجتمع الدولي إسناد القوات المسلحة اليمنية لتقوم بمهمتها في القضاء على هذه التنظيمات المتطرفة .

من جانبه أكد الملحق العسكري الهندي دعم بلاده لليمن خاصة في مجال التدريب والتأهيل وكذلك في المجال الطبي بهدف المساعدة في علاج الجرحى والمصابين، معربًا عن الرغبة في العمل على توسيع التعاون في مختلف المجالات.

من ناحية أخرى وصل وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك الإثنين إلى مدينة لاهاي بدعوة من نظيره الهولندي فوبكه هويكسترا .

وذكرت قناة اليمن الفضائية أن بن مبارك سيجري محادثات ثنائية مع وزير خارجية هولندا لبحث التطورات في اليمن والقضايا ذات الاهتمام المشترك ، ويتضمن برنامج الزيارة عقد لقاءات وفعاليات أخرى تنظمها السفارة اليمنية في لاهاي.

الأحد، 26 فبراير 2023

جزر القمر تحظر 69 كيانا إرهابيا على رأسهم تنظيم الإخوان
صفعة جديدة لتنظيم الإخوان الإرهابي فى جزر القمر

بدأت السلطات في جزر القمر بأخذ التهديد الإرهابي من التنظيمات والجماعات التي لاقت فيها ملاذاً آمناً بجدية كبيرة عبر محاولة محاصرة تلك الكيانات المتطرفة والمتشددة .

وجاء الاهتمام المباشر من قبل السلطات ردّاً على الكثير من التقارير الاستخباراتية الأمريكية والفرنسية والدول الأفريقية المجاورة في إمكانية استخدام جزر القمر حديقة خلفية لتلك التنظيمات، وأنّه إذا استطاعت تلك الجماعات إيجاد موطئ قدم، فستكون البلاد في خطر وستوثر سلباً على الكثير من الدول الأفريقية المجاورة وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وأعلنت وزارة الداخلية في جزر القمر أمس عن قائمة الكيانات التي تعتبرها إرهابية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش وبوكو حرام ومن بين الـ69 كياناً إرهابياً ، وهذا الإجراء جاء بعد يومين من اختتام الدورة العادية الـ (36) للاتحاد الأفريقي التي تولى فيها الرئاسة رئيس جزر القمر غزالي عثماني .

وبحسب ما نشره موقع صحيفة الوطن المحلية تضمنت القائمة تنظيم القاعدة وحركة الشباب وجماعة أنصار الشريعة في تونس والجماعة الإسلامية في مصر ، إلى جانب الحركات التابعة للشبكات الشيعية كالحوثيين في اليمن وجميع الهياكل المرتبطة بحزب الله.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية أنّ إعلان قائمة هذه الجماعات والمنظمات الإرهابية الدولية، وحظر جميع أنشطتها في أراضيها يعكس رغبة جزر القمر في أن تتماشى مع توجيهات المنظمات الإقليمية والدولية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والشركاء الذين يكافحون الأنشطة غير المشروعة لهذه الجماعات الإرهابية" وأضاف المصدر أنها رسالة موجهة إلى هذه الهياكل والتنظيمات وإلى جميع مشجعيها ومؤيديها بأنه لن يكون هناك تسامح في حالة الإبلاغ أو اكتشاف أنشطة مشبوهة في الأراضي القمرية .

ووفقاً لوكالة "رويترز" فقد توافق القادة الأفارقة في دول الاتحاد الأفريقي حول ضرورة قيام انتفاضة أفريقية في محاربة الإرهاب والتصدي لتمدد الجماعات المتطرفة في أفريقيا، وخاصة في الساحل الأفريقي ودول غرب القارة وعلى ضرورة توفير وحشد الموارد البشرية اللازمة لمواجهة الإرهاب والتهديدات الأمنية ، فضلاً عن النظر في إعداد القوة الأفريقية الجاهزة والتنسيق مع مجلس الأمن الدولي للعب دوره في تمويل عمليات السلم والأمن في القارة .

وشدد الزعماء الأفارقة على الجهود المبذولة في استئصال الإرهاب بالصومال ودعم جهود الحكومة الصومالية ودول المنطقة في التصدي لحركة الشباب ، كما أكدت القمة على ضرورة إنشاء سلاسل أفريقية للغذاء وتأمين أفريقيا بالغذاء، حتى لاتكون رهينة تغيرات عالمية تؤثر على أمنها الغذائي .

وفي مناسبة أخرى حذر رئيس اتحاد جزر القمر غزالي عثماني من خطر ترك بؤرة توتر مما يوفر أرضاً خصبة للإرهاب الدولي ، معرباً عن قلقه إزاء التطورات التي لوحظت بالفعل في منطقة القرن الأفريقي ، وقال في معرض تناوله للوضع في منطقة الساحل الأفريقي أمام مجلس الأمن : "هذه الجماعات ليست مسلمة إنّها إرهابية" ، مشيراً إلى أن إحباطات الشباب الذي يتوق إلى مستقبل أفضل تغذيها .

يذكر أن جزر القمر تقع في المنطقة الجنوبية للمحيط الهندي وعلى مسافة قريبة من سواحل أفريقيا الشرقية وهي عضو في جامعة الدول العربية وتضم غالبية كبيرة من المسلمين وكانت دائماً معرّضة لكل هذه الإيديولوجيات الإسلاموية المتطرفة بسبب تردد الكثير من مواطنيها على أوساط الإسلاميين المتطرفين في فرنسا وفي دول أفريقيا هذا إلى جانب المواطنين القمريين الذين عادوا من بلدان خطرة مثل اليمن وسوريا وباكستان والسودان .

الاثنين، 29 أغسطس 2022

العالم أقل أمانا بعد سيطرة طالبان على أفغانستان
ساهمت طالبان في جعل العالم أقل أمانا

بعد مرور أكثر من عام على استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان يرى خبراء في الأمن القومي أن المشهد الأمني في البلد الذي أنهكته الحروب بات أكثر هشاشة بعد سحب الولايات المتحدة لآخر قواتها العسكرية والقلق الرئيسي بشأن أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة هو أن طالبان نظام معادٍ يطارد الحلفاء الأميركيين ، وفي الوقت نفسه الحركة المتطرفة حليف قوي مع تنظيم القاعدة والذي ينتهك بشكل متسلسل كل وعد قطعوه على الإطلاق .

ويقول ناثان سيلز المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية وعضو المجلس الاستشاري الحالي لتحالف فاندنبرغ أن "طالبان اعتادت على انتهاك حقوق وحقوق الفتيات والنساء على وجه الخصوص" ، مضيفًا أن "الدول الأخرى التي تمارس نشاطا تجاريا في أفغانستان قد تحرك الإبرة قليلاً في اتجاه أو آخر لكن الديناميكية الأساسية لطالبان هي عبادة الموت كما لو أنها عادت للعصور الوسطى وهي مسؤولة عن الدولة التي تتعارض علناً مع القيم الأميركية والمصالح الأميركية" وفقًا لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية .

وأكدت الشبكة الأميركية أن طالبان سيطرت على العاصمة كابول بعد أن أمر الرئيس بايدن بانسحاب متسرع للقوات العسكرية الأميركية من أفغانستان انتهى في أغسطس 2021 ، وفي ذلك الوقت ألغت حركة طالبان عددا من الإجراءات التقدمية التي ساعدتها الولايات المتحدة لتثبيتها في البلاد وتعقيد العلاقة المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وباكستان أحد الحلفاء الرئيسيين لأميركا في المنطقة .

من جانبه يقول بيل روجيو جندي سابق في الخدمة العسكرية إن أفغانستان تسببت في مشهد أمني دولي أكثر خطورة وتابع أن "العالم مكان أقل أمانًا مع سيطرة طالبان على أفغانستان، كما شهدنا بوجود أيمن الظواهري في قلب العاصمة كابول لم يكن يختبئ في الجبال في الشمال الشرقي أو الشرق أو في الصحاري في الجنوب بل كان في أرقى مناطق العاصمة كما أنه ليس القيادي الوحيد في تنظيم القاعدة الموجود في أفغانستان .

وبحسب الشبكة فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في 1 أغسطس أن الولايات المتحدة قتلت الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في عملية "ناجحة" لمكافحة الإرهاب في أفغانستان ، وقال مسؤول كبير في الإدارة : إن الحكومة تعرفت على الظواهري "لوقوفه في شرفة منزله لفترات طويلة حيث أصيب في النهاية" ، ومع ذلك ادعى مسؤولو طالبان بعد أيام قليلة أنهم لم يكونوا على علم بأن الظواهري كان في كابول مما أثار تساؤلات حول مدى سلامة البلاد التي بقيت تحت سيطرة طالبان .

وتابعت الشبكة فإن سيطرة طالبان على أفغانستان أدت إلى تعقيدات كبيرة داخل البلاد ومع الدول الأخرى وعلى الأخص فيما يتعلق بمسألة الشرعية فلم تعترف أي دولة بطالبان كقادة لأفغانستان ويرجع ذلك جزئيا إلى التراجع في الحقوق الواضح تحت سيطرتها ، فقد اختفت حقوق المرأة تماما بما في ذلك حق الوصول إلى التعليم وزادت القضايا الحقوقية مثل عمليات القتل خارج نطاق القضاء المزعومة والتعذيب والاعتقالات التعسفية والاحتجاز وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر في يوليو .



الأربعاء، 24 أغسطس 2022

أفغانستان على شفا حرب أهلية
طالبان تسعى لإشعال حرب أهلية

بعد سيطرتها على الحكومة فى أفغانستان تتكدس قوات طالبان حول المنطقة التي يسيطر عليها القائد الشيعي مولوي مهدي مجاهد خوفا من نفوذه المتزايد بين بعض الشيعة الأفغان المتحمسين للتمرد على الحركة التي اضطهدتهم لعقود فى مؤشر على إستقرار هش تعيشه البلاد .

وتعد الاشتباكات التي وقعت في مقاطعة سار إي بول في شهر يونيو الماضي هي الأحدث في صراع يدور عبر شمال أفغانستان حيث تتحدى فيه فصائل مسلحة حكومة طالبان وهو تذكير قاس بأن أفغانستان لم تنجو بعد من الأزمات الأمنية والاضطرابات الأهلية ومن العنف وسفك الدماء التي ميزت البلاد على مدى السنوات الأربعين الماضية .

من جانبهم سعى مسؤولو طالبان إلى التقليل من شأن أي انتفاضة من أجل الحفاظ على صورة الدعم الشعبي وتوفير السلام والأمن للبلاد ومن غير المرجح أن تشكل أي من مجموعات المقاومة الثماني التي ظهرت حتى الآن تهديدا مشروعا لسيطرة طالبان على البلاد إلا أنها تهدد الاستقرار الظاهرى في أفغانستان .

وبحسب ما أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فأن قيادات الجماعات المسلحة على الرغم من محدوديتها وصغر حجمها نسبيا نجحت في تحدي حكم طالبان رسمت المقابلات التى أجرتها الصحيفة مع المهدي ومقاتليه والقرويين صورة للمقاومة مدفوعة بمظالم الأقليات التي تعيش في ظل حكومة استبدادية والعقلية المعذبة للرجال الأفغان الذين لم يعرفوا سوى الحرب ومصممون على القتال .

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه على الرغم من ضعف هذه الميليشيات فإن حركة طالبان عازمة على القضاء على أي بقايا معارضة بوحشية حيث قامت الحكومة الجديدة بإغراق معاقل المقاومة بآلاف الجنود الذين نفذوا عمليات إعدام بإجراءات موجزة للمقاتلين الأسرى وعذبوا السكان الذين يعتقدون أنهم يدعمون المعارضة المسلحة وفقًا لـ"هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية .

وتعد حملة القمع التى تشنها حركة طالبان هي أحدث علامة على أن الحكومة الجديدة مثل نظامهم الأول تعتمد على القوة والترهيب لسحق أي شكل من أشكال المعارضة لكن التكتيكات الوحشية تخاطر بعزل الأفغان الذين هم بالفعل على حافة الهاوية بسبب اقتصاد البلاد المنهار والعودة إلى حكم طالبان الإسلامي المتشدد .

في السياق ذاته يرى محللون أن اشتعال الأوضاع لن يطيح بطالبان ولكن هناك احتمال كبير جدا باندلاع حرب أهلية من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة أو تنامي تنظيم داعش أو مجموعات إرهابية أخرى وستدخل أفغانستان في موجات من الصراعات الداخلية التي تزيد من أزماته الاقتصادية والأمنية .