تأثيرات النشاط الإرهابي سيكون كبيراً بكل تأكيد على العالم خاصة في الشام والعراق وأفريقيا وذلك لأسباب عديدة أهمها ازدياد قدرات التنظيمات خاصة بأفريقيا مما سيؤثر على استقطاب عناصر جديدة للتنظيم وتنفيذ عمليات إرهابية يمكن أن تؤثر على الشرق الأوسط سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
ومن المرجح خلال عام 2024 أن يركز تنظيما داعش والقاعدة على أفريقيا بشكل متزايد من خلال (3) أفرع غرب ووسط وشرق أفريقيا سواء من حيث توسيع مناطق السيطرة الجغرافية أو من خلال تصعيد العمليات الإرهابية ضد القوات الأمنية بدول أفريقيا، بجانب القوات العسكرية الغربية المتمركزة بمنطقة الساحل الأفريقي.
وقد حرصت التنظيمات الإرهابية خلال عام 2023 على السيطرة على الموانئ ومناجم الذهب، مثل الصومال وبوركينا فاسو، وموزمبيق، واندمجت الفصائل القريبة جغرافياً في تشكيلات واحدة، واستهدفت القواعد العسكرية والمطارات.
ومن المتوقع خلال عام 2024 أن يعود تنظيم داعش إلى ليبيا مرة أخرى، وأن يتموضع في الجنوب والوسط الليبي، وبشكل خاص في منطقة جنوب الجفرة ومنطقة الفقهاء، التي تُعدّ إحدى مناطق ارتكاز التنظيم التقليدية؛ بهدف البحث عن نقاط ارتكاز بديلة لتكون قاعدة لتنظيم داعش المركزي، مستغلاً استمرار الأزمة السياسية، وهذا ما يؤدي إلى خلق خط اتصال جغرافي مع تنظيم داعش بـ (غرب أفريقيا)، بجانب سهولة انتقال الأفراد والمعدات عبر الحدود الجنوبية لليبيا للوصول إلى أماكن ارتكاز التنظيم في وسط وغرب أفريقيا، وكذلك نقل عناصر التنظيم إلى الداخل المصري مرة أخرى.
وسيؤدي التنقل ما بين حدود العواصم الأفريقية دون وجود رقابة حقيقية إلى تعزيز وجود جماعات العنف والتطرف، لا سيّما في منطقة الساحل والصحراء، وكذلك القرن الأفريقي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى خطر اختراق تلك العناصر لمصر من حدودها الجنوبية أو الغربية ، وبسبب تمركز (القاعدة) و(داعش) في دول الساحل والصحراء، خاصة شمال مالي، فسيؤدي هذا إلى تعاظم هذه التنظيمات، ويساهم في تصاعد النشاط الإرهابي، في إعطاء ملاذ آمن لقيادات إرهابية هاربة وجوالة.