بعد مرور أكثر من عام على استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان يرى خبراء في الأمن القومي أن المشهد الأمني في البلد الذي أنهكته الحروب بات أكثر هشاشة بعد سحب الولايات المتحدة لآخر قواتها العسكرية والقلق الرئيسي بشأن أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة هو أن طالبان نظام معادٍ يطارد الحلفاء الأميركيين ، وفي الوقت نفسه الحركة المتطرفة حليف قوي مع تنظيم القاعدة والذي ينتهك بشكل متسلسل كل وعد قطعوه على الإطلاق .
ويقول ناثان سيلز المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية وعضو المجلس الاستشاري الحالي لتحالف فاندنبرغ أن "طالبان اعتادت على انتهاك حقوق وحقوق الفتيات والنساء على وجه الخصوص" ، مضيفًا أن "الدول الأخرى التي تمارس نشاطا تجاريا في أفغانستان قد تحرك الإبرة قليلاً في اتجاه أو آخر لكن الديناميكية الأساسية لطالبان هي عبادة الموت كما لو أنها عادت للعصور الوسطى وهي مسؤولة عن الدولة التي تتعارض علناً مع القيم الأميركية والمصالح الأميركية" وفقًا لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية .
وأكدت الشبكة الأميركية أن طالبان سيطرت على العاصمة كابول بعد أن أمر الرئيس بايدن بانسحاب متسرع للقوات العسكرية الأميركية من أفغانستان انتهى في أغسطس 2021 ، وفي ذلك الوقت ألغت حركة طالبان عددا من الإجراءات التقدمية التي ساعدتها الولايات المتحدة لتثبيتها في البلاد وتعقيد العلاقة المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وباكستان أحد الحلفاء الرئيسيين لأميركا في المنطقة .
من جانبه يقول بيل روجيو جندي سابق في الخدمة العسكرية إن أفغانستان تسببت في مشهد أمني دولي أكثر خطورة وتابع أن "العالم مكان أقل أمانًا مع سيطرة طالبان على أفغانستان، كما شهدنا بوجود أيمن الظواهري في قلب العاصمة كابول لم يكن يختبئ في الجبال في الشمال الشرقي أو الشرق أو في الصحاري في الجنوب بل كان في أرقى مناطق العاصمة كما أنه ليس القيادي الوحيد في تنظيم القاعدة الموجود في أفغانستان .
وبحسب الشبكة فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في 1 أغسطس أن الولايات المتحدة قتلت الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في عملية "ناجحة" لمكافحة الإرهاب في أفغانستان ، وقال مسؤول كبير في الإدارة : إن الحكومة تعرفت على الظواهري "لوقوفه في شرفة منزله لفترات طويلة حيث أصيب في النهاية" ، ومع ذلك ادعى مسؤولو طالبان بعد أيام قليلة أنهم لم يكونوا على علم بأن الظواهري كان في كابول مما أثار تساؤلات حول مدى سلامة البلاد التي بقيت تحت سيطرة طالبان .
وتابعت الشبكة فإن سيطرة طالبان على أفغانستان أدت إلى تعقيدات كبيرة داخل البلاد ومع الدول الأخرى وعلى الأخص فيما يتعلق بمسألة الشرعية فلم تعترف أي دولة بطالبان كقادة لأفغانستان ويرجع ذلك جزئيا إلى التراجع في الحقوق الواضح تحت سيطرتها ، فقد اختفت حقوق المرأة تماما بما في ذلك حق الوصول إلى التعليم وزادت القضايا الحقوقية مثل عمليات القتل خارج نطاق القضاء المزعومة والتعذيب والاعتقالات التعسفية والاحتجاز وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر في يوليو .