الاثنين، 29 أغسطس 2022

العالم أقل أمانا بعد سيطرة طالبان على أفغانستان
ساهمت طالبان في جعل العالم أقل أمانا

بعد مرور أكثر من عام على استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان يرى خبراء في الأمن القومي أن المشهد الأمني في البلد الذي أنهكته الحروب بات أكثر هشاشة بعد سحب الولايات المتحدة لآخر قواتها العسكرية والقلق الرئيسي بشأن أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة هو أن طالبان نظام معادٍ يطارد الحلفاء الأميركيين ، وفي الوقت نفسه الحركة المتطرفة حليف قوي مع تنظيم القاعدة والذي ينتهك بشكل متسلسل كل وعد قطعوه على الإطلاق .

ويقول ناثان سيلز المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية وعضو المجلس الاستشاري الحالي لتحالف فاندنبرغ أن "طالبان اعتادت على انتهاك حقوق وحقوق الفتيات والنساء على وجه الخصوص" ، مضيفًا أن "الدول الأخرى التي تمارس نشاطا تجاريا في أفغانستان قد تحرك الإبرة قليلاً في اتجاه أو آخر لكن الديناميكية الأساسية لطالبان هي عبادة الموت كما لو أنها عادت للعصور الوسطى وهي مسؤولة عن الدولة التي تتعارض علناً مع القيم الأميركية والمصالح الأميركية" وفقًا لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية .

وأكدت الشبكة الأميركية أن طالبان سيطرت على العاصمة كابول بعد أن أمر الرئيس بايدن بانسحاب متسرع للقوات العسكرية الأميركية من أفغانستان انتهى في أغسطس 2021 ، وفي ذلك الوقت ألغت حركة طالبان عددا من الإجراءات التقدمية التي ساعدتها الولايات المتحدة لتثبيتها في البلاد وتعقيد العلاقة المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وباكستان أحد الحلفاء الرئيسيين لأميركا في المنطقة .

من جانبه يقول بيل روجيو جندي سابق في الخدمة العسكرية إن أفغانستان تسببت في مشهد أمني دولي أكثر خطورة وتابع أن "العالم مكان أقل أمانًا مع سيطرة طالبان على أفغانستان، كما شهدنا بوجود أيمن الظواهري في قلب العاصمة كابول لم يكن يختبئ في الجبال في الشمال الشرقي أو الشرق أو في الصحاري في الجنوب بل كان في أرقى مناطق العاصمة كما أنه ليس القيادي الوحيد في تنظيم القاعدة الموجود في أفغانستان .

وبحسب الشبكة فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في 1 أغسطس أن الولايات المتحدة قتلت الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في عملية "ناجحة" لمكافحة الإرهاب في أفغانستان ، وقال مسؤول كبير في الإدارة : إن الحكومة تعرفت على الظواهري "لوقوفه في شرفة منزله لفترات طويلة حيث أصيب في النهاية" ، ومع ذلك ادعى مسؤولو طالبان بعد أيام قليلة أنهم لم يكونوا على علم بأن الظواهري كان في كابول مما أثار تساؤلات حول مدى سلامة البلاد التي بقيت تحت سيطرة طالبان .

وتابعت الشبكة فإن سيطرة طالبان على أفغانستان أدت إلى تعقيدات كبيرة داخل البلاد ومع الدول الأخرى وعلى الأخص فيما يتعلق بمسألة الشرعية فلم تعترف أي دولة بطالبان كقادة لأفغانستان ويرجع ذلك جزئيا إلى التراجع في الحقوق الواضح تحت سيطرتها ، فقد اختفت حقوق المرأة تماما بما في ذلك حق الوصول إلى التعليم وزادت القضايا الحقوقية مثل عمليات القتل خارج نطاق القضاء المزعومة والتعذيب والاعتقالات التعسفية والاحتجاز وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر في يوليو .



الثلاثاء، 17 أغسطس 2021

السعودية تحث طالبان على إعلاء مصلحة أفغانستان

قالت وزارة الخارجية السعودية فى بيان لها أمس إن المملكة مهتمة بمتابعة الأحداث الجارية في أفغانستان وأنها تأمل فى أن تعمل حركة طالبان وكل الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات مؤكدة على وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد .

ويمثل بيان الخارجية السعودية أول رد فعل من الرياض تجاه الأحداث الجارية في أفغانستان بعد دخول حركة طالبان العاصمة الأفغانية كابل وفرار الرئيس أشرف غني خارج البلاد حيث أعربت المملكة عن أملها في استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت .

كما يعكس البيان يعكس حرص المملكة على الأمن والاستقرار وحقن الدماء في أفغانستان النابع من منطلق العلاقات التاريخية والروابط القوية التي تربط البلدين الشقيقين وامتدادا لما توليه المملكة من اهتمام كبير بأمن واستقرار جميع الدول الإسلامية بلا استثناء .

ويأتى البيان إنطلاقا من حرص بلاد الحرمين الشريفين على الاستقرار الإقليمي والدولي وهو الهدف الذي يجد أقصى الجهود والمبادرات كنهج تاريخي يلتقي مع المكانة القيادية الرائدة للمملكة في المجتمع الدولي إجمالا والعالم الإسلامي على وجه التحديد .

وكانت الخارجية السعودية قد أعلنت إجلاء أعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية في أفغانستان نظرا للأوضاع الراهنة وغير المستقرة التي تشهدها البلاد .

ويشار الى ان المملكة العربية السعودية قدمت على مدار عقود طويلة دعما لا محدود للشعب الأفغانى في الجانب التنموي والإغاثي والإنساني من منطلق دورها الإنساني تجاه البلدان العربية والإسلامية .

ويرى محللون ان التطورات المتسارعة في أفغانستان تثير قلقاً دولياً خصوصاً من الدول الغربية التي تهرع لإجلاء رعاياها من البلاد ، كما تثير تساؤلات حول تأثير انتصار طالبان التي يخشى الأفغان عودتها لممارساتها الوحشية السابقة على سياسات الدول العربية الحليفة للغرب وعلى التنظيمات الإرهابية المتطرفة في العالم بشكل عام والدول العربية بشكل خاص .

وكانت الحركة قد شنت هجوماً واسع النطاق في مايو مع بدء الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية وخصوصاً الأميركية من البلاد بعد عقدين على إزاحتها من الحكم بواسطة  ائتلاف بقيادة الولايات المتحدة إثر هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 .