تتجذر الروابط الفكرية بين جماعة الإخوان المسلمين، وكافة تنظيمات العنف والتطرف في العالم، وفي مقدمتها تنظيما داعش والقاعدة اللذان استمدا منهجهما الفكري من مرجعيات إخوانية قطبية خالصة، وفي أحيان كثيرة يكونان بمثابة ذراع مسلحة لتنفيذ أهداف الجماعة، لا سيّما وقائع استهداف المؤسسات المصرية، ودول عربية أخرى، في أعقاب سقوط التنظيم عن الحكم في العام 2013.
ورغم زعم الإخوان اعتماد نهج ديني وسطي، والترويج له على نطاق واسع، خاصّة لدى المجتمعات الغربية، إلّا أنّ العديد من الشواهد أثبتت الارتباط الوثيق بين الجماعة وكافة تنظيمات العنف في العالم، لعل أبرزها انتماء (أبو بكر البغدادي وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم من قيادات داعش والقاعدة) إلى الجماعة، قبل الانطلاق نحو تأسيس أذرع إرهابية جديدة.
كما كانت جماعة الإخوان بمثابة جسر يربط بين الإسلاميين الشباب بمن فيهم أسامة بن لادن والبغدادي والظواهري، وبين الجماعات الجهادية الأكثر عنفاً، وعلى الرغم من أنّ استراتيجيات التنفيذ الخاصة بها قد تختلف، إلا أنّ المجموعات الـ (3)، في جوهرها، تحافظ على رؤية إسلامية مشتركة لإقامة خلافة عالمية، سنّية بطبيعتها، وهي لعنة بالنسبة إلى جمهورية إيران الإسلامية الشيعية، ومع ذلك، كان لجماعة الإخوان المسلمين، وخاصة قطب، تأثير عميق على إيران.
وفي حين تختلف هذه المجموعات في كثير من الأحيان في استراتيجيات المواجهة العامة، إلّا أنّها في نهاية المطاف مرتبطة ببعضها بعضاً من خلال إيديولوجيتها المشتركة ورؤيتها لدولة إسلامية عالمية تحكمها الشريعة الإسلامية.
غير أنّ ارتباط الحركات الجهادية العنيفة، وعلى وجه الخصوص بفكر الإخوان المسلمين، لا يقتصر فقط على الدعوة إلى إقامة الخلافة، بل يمتد ليشمل المنطلقات الفكرية الأخرى ووسائل العمل ومناهج التغيير.