الثلاثاء، 6 سبتمبر 2022

داعش يتبنى المسؤولية عن هجوم على السفارة الروسية في أفغانستان
أول هجوم على بعثة دبلوماسية منذ عودة طالبان إلى الحكم

أزمة جديدة تعيشها حركة طالبان المتطرفة بعد مقتل موظفان في السفارة الروسية في كابول وأربعة أفغان أمس الاثنين في عملية انتحارية تظهر ضعف الحكومة في ما يخص جمع المعلومات الاستخباراتية وضمان سلامة البعثات الأجنبية فى البلاد .

وقد أعلن تنظيم داعش الارهابي مسؤوليته عن الهجوم الذى يعد الأول على بعثة دبلوماسية في أفغانستان منذ عودة الجماعة الإرهابية إلى السلطة ، فيما قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن شخصا لم يتم التعرف إليه قام بتفجير عبوة ناسفة في الجوار المباشر للسفارة الروسية في كابول وقتل موظّفان في البعثة الدبلوماسية في الهجوم بينما قتل المهاجم برصاص حراس أثناء اقترابه من البوابة .

وكان الخلاف بين طالبان وتنظيم داعش قد بدأ فى التصاعد إثر تفجيرين في مسجد أسفرا عن مقتل رجل دين بارز مقرب من طالبان في أفغانستان فى تصاعد لحرب الظل بين طالبان وتنظيم داعش خرسان التي كانت تحمي طالبان في إحدى الفترات قبل أن تعتبرها حركة مارقة بعد توليها السلطة .

وأكدت وكالة "إنسا" الإيطالية أن التفجيرين المزدوجين اللذين أسفرا عن مقتل مولوي مجيب رحمن أنصاري هو ثالث هجوم كبير يستهدف رجال دين مقربين من طالبان ، مشيرة إلى أن الانفجار الأخير سبقه انفجار هائل الشهر الماضي في مسجد الصديقية في العاصمة كابول الذي أسفر عن مقتل رجل الدين البارز الموالي لطالبان الملا أمير محمد كابولي .

وبحسب تقرير لصحيفة "لونج ور جورنال" فأن الخلاف المستمر بين طالبان وداعش أدى إلى مقتل العديد من مقاتلي داعش في اشتباك وقع في منطقة سبين أداي في هرات قتل فيه ما لا يقل عن 4 أشخاص تم التعرف عليهم على أنهم من مقاتلي داعش .

ويشار إلى أن سلسلة تفجيرات ضربت أفغانستان نهاية إبريل خلال شهر رمضان ونهاية مايو قتل فيها عشرات الأشخاص وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن أغلبية هذه الهجمات التي استهدفت خصوصاً أقليات دينية من الشيعة والصوفيين والسيخ فضلاً عن مؤيدين لحركة طالبان ويؤكد مسؤولو الحركة بانتظام أنهم يمسكون بالوضع الأمني في البلاد غير أن الخبراء يرون أن التنظيم الإرهابي يشكل التهديد الرئيسي لنظامهم .

الاثنين، 29 أغسطس 2022

العالم أقل أمانا بعد سيطرة طالبان على أفغانستان
ساهمت طالبان في جعل العالم أقل أمانا

بعد مرور أكثر من عام على استيلاء حركة طالبان على السلطة في أفغانستان يرى خبراء في الأمن القومي أن المشهد الأمني في البلد الذي أنهكته الحروب بات أكثر هشاشة بعد سحب الولايات المتحدة لآخر قواتها العسكرية والقلق الرئيسي بشأن أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة هو أن طالبان نظام معادٍ يطارد الحلفاء الأميركيين ، وفي الوقت نفسه الحركة المتطرفة حليف قوي مع تنظيم القاعدة والذي ينتهك بشكل متسلسل كل وعد قطعوه على الإطلاق .

ويقول ناثان سيلز المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية وعضو المجلس الاستشاري الحالي لتحالف فاندنبرغ أن "طالبان اعتادت على انتهاك حقوق وحقوق الفتيات والنساء على وجه الخصوص" ، مضيفًا أن "الدول الأخرى التي تمارس نشاطا تجاريا في أفغانستان قد تحرك الإبرة قليلاً في اتجاه أو آخر لكن الديناميكية الأساسية لطالبان هي عبادة الموت كما لو أنها عادت للعصور الوسطى وهي مسؤولة عن الدولة التي تتعارض علناً مع القيم الأميركية والمصالح الأميركية" وفقًا لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية .

وأكدت الشبكة الأميركية أن طالبان سيطرت على العاصمة كابول بعد أن أمر الرئيس بايدن بانسحاب متسرع للقوات العسكرية الأميركية من أفغانستان انتهى في أغسطس 2021 ، وفي ذلك الوقت ألغت حركة طالبان عددا من الإجراءات التقدمية التي ساعدتها الولايات المتحدة لتثبيتها في البلاد وتعقيد العلاقة المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وباكستان أحد الحلفاء الرئيسيين لأميركا في المنطقة .

من جانبه يقول بيل روجيو جندي سابق في الخدمة العسكرية إن أفغانستان تسببت في مشهد أمني دولي أكثر خطورة وتابع أن "العالم مكان أقل أمانًا مع سيطرة طالبان على أفغانستان، كما شهدنا بوجود أيمن الظواهري في قلب العاصمة كابول لم يكن يختبئ في الجبال في الشمال الشرقي أو الشرق أو في الصحاري في الجنوب بل كان في أرقى مناطق العاصمة كما أنه ليس القيادي الوحيد في تنظيم القاعدة الموجود في أفغانستان .

وبحسب الشبكة فقد أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في 1 أغسطس أن الولايات المتحدة قتلت الظواهري زعيم تنظيم القاعدة في عملية "ناجحة" لمكافحة الإرهاب في أفغانستان ، وقال مسؤول كبير في الإدارة : إن الحكومة تعرفت على الظواهري "لوقوفه في شرفة منزله لفترات طويلة حيث أصيب في النهاية" ، ومع ذلك ادعى مسؤولو طالبان بعد أيام قليلة أنهم لم يكونوا على علم بأن الظواهري كان في كابول مما أثار تساؤلات حول مدى سلامة البلاد التي بقيت تحت سيطرة طالبان .

وتابعت الشبكة فإن سيطرة طالبان على أفغانستان أدت إلى تعقيدات كبيرة داخل البلاد ومع الدول الأخرى وعلى الأخص فيما يتعلق بمسألة الشرعية فلم تعترف أي دولة بطالبان كقادة لأفغانستان ويرجع ذلك جزئيا إلى التراجع في الحقوق الواضح تحت سيطرتها ، فقد اختفت حقوق المرأة تماما بما في ذلك حق الوصول إلى التعليم وزادت القضايا الحقوقية مثل عمليات القتل خارج نطاق القضاء المزعومة والتعذيب والاعتقالات التعسفية والاحتجاز وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر في يوليو .



الأربعاء، 24 أغسطس 2022

أفغانستان على شفا حرب أهلية
طالبان تسعى لإشعال حرب أهلية

بعد سيطرتها على الحكومة فى أفغانستان تتكدس قوات طالبان حول المنطقة التي يسيطر عليها القائد الشيعي مولوي مهدي مجاهد خوفا من نفوذه المتزايد بين بعض الشيعة الأفغان المتحمسين للتمرد على الحركة التي اضطهدتهم لعقود فى مؤشر على إستقرار هش تعيشه البلاد .

وتعد الاشتباكات التي وقعت في مقاطعة سار إي بول في شهر يونيو الماضي هي الأحدث في صراع يدور عبر شمال أفغانستان حيث تتحدى فيه فصائل مسلحة حكومة طالبان وهو تذكير قاس بأن أفغانستان لم تنجو بعد من الأزمات الأمنية والاضطرابات الأهلية ومن العنف وسفك الدماء التي ميزت البلاد على مدى السنوات الأربعين الماضية .

من جانبهم سعى مسؤولو طالبان إلى التقليل من شأن أي انتفاضة من أجل الحفاظ على صورة الدعم الشعبي وتوفير السلام والأمن للبلاد ومن غير المرجح أن تشكل أي من مجموعات المقاومة الثماني التي ظهرت حتى الآن تهديدا مشروعا لسيطرة طالبان على البلاد إلا أنها تهدد الاستقرار الظاهرى في أفغانستان .

وبحسب ما أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فأن قيادات الجماعات المسلحة على الرغم من محدوديتها وصغر حجمها نسبيا نجحت في تحدي حكم طالبان رسمت المقابلات التى أجرتها الصحيفة مع المهدي ومقاتليه والقرويين صورة للمقاومة مدفوعة بمظالم الأقليات التي تعيش في ظل حكومة استبدادية والعقلية المعذبة للرجال الأفغان الذين لم يعرفوا سوى الحرب ومصممون على القتال .

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه على الرغم من ضعف هذه الميليشيات فإن حركة طالبان عازمة على القضاء على أي بقايا معارضة بوحشية حيث قامت الحكومة الجديدة بإغراق معاقل المقاومة بآلاف الجنود الذين نفذوا عمليات إعدام بإجراءات موجزة للمقاتلين الأسرى وعذبوا السكان الذين يعتقدون أنهم يدعمون المعارضة المسلحة وفقًا لـ"هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية .

وتعد حملة القمع التى تشنها حركة طالبان هي أحدث علامة على أن الحكومة الجديدة مثل نظامهم الأول تعتمد على القوة والترهيب لسحق أي شكل من أشكال المعارضة لكن التكتيكات الوحشية تخاطر بعزل الأفغان الذين هم بالفعل على حافة الهاوية بسبب اقتصاد البلاد المنهار والعودة إلى حكم طالبان الإسلامي المتشدد .

في السياق ذاته يرى محللون أن اشتعال الأوضاع لن يطيح بطالبان ولكن هناك احتمال كبير جدا باندلاع حرب أهلية من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة أو تنامي تنظيم داعش أو مجموعات إرهابية أخرى وستدخل أفغانستان في موجات من الصراعات الداخلية التي تزيد من أزماته الاقتصادية والأمنية .

الأحد، 21 أغسطس 2022

تنظيم داعش الإرهابي يتمدد في أفغانستان
تتصاعد قوة تنظيم داعش في أفغانستان

أدى انفجار قنبلة فى العاصمة الأفغانية كابول مساء الأربعاء إلى مقتل ما لا يقل عن 21 من المصلين من بينهم رجل دين بارز وإصابة أكثر من 30 آخرين خلال صلاة العشاء وذلك وفقًا لمسؤولي طالبان والسكان مما دعا إلى تجديد التركيز على التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على الشعب الأفغاني وحركة طالبان ذاتها .

وأعلن متحدث باسم شرطة العاصمة الأفغانية كابول الخميس ارتفاع عدد ضحايا الانفجار الذى وقع فى أحد مساجد العاصمة إلى 21 قتيلا، بالإضافة إلى 33 مصابا ، وفى وقت سابق أفادت مصادر طبية وأمنية بأفغانستان بمقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 20 شخصاً آخرين بجروح فى تفجير استهدف مسجدا مكتظاً بالمصلين فى كابول .

ولدى حركة طالبان تاريخا من العلاقات الوثيقة مع تنظيم تنظيم داعش فى أفغانستان ولايزال يهدد الحياة في أفغانستان حيث يسيطر على عدد من القرى في ظل فشل حركة طالبان الحاكمة في مواجهته ، وعلى الرغم من تعهد قادة طالبان في اتفاق عام 2020 مع الولايات المتحدة بمنع أفغانستان من أن تصبح ملاذا للجماعات الإرهابية لكن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في كابول الشهر الماضي يوضح أن العلاقات ما زالت مستمرة بين التنظيم والحركة .

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية فإن الانفجار الذي وقع يوم الأربعاء جاء بعد أسبوع من إعلان تنظيم داعش في خراسان المنافس لطالبان مسؤوليته عن تفجير قتل رحيم الله حقاني رجل الدين البارز المرتبط بطالبان وأشارت إلى أن العمل الإرهابي يعد الأحدث في سلسلة من الهجمات نسب الكثير منها إلى تنظيم داعش في خراسان منذ أن سيطرت طالبان على السلطة في أفغانستان قبل عام .

ووفقا للصحيفة الأميركية فإن تنظيم داعش في أفغانستان مرتبط بالتنظيم في العراق وسوريا حيث سيطرت الجماعة المتطرفة الوحشية على مساحات شاسعة من الأراضي الواقعة تحت "الخلافة" المعلنة ذاتيا في ذروة التنظيم أواخر عام 2014 ، مشيرة إلى أن داعش عرف بتجنيده العابر للحدود ودعمه للعنف لكن تراجعت قوته بشكل حاد بعد أن طرده تحالف أميركي من آخر أراضيها في عام 2019، لكن التنظيم المتشدد وفروعه يواصلون شن هجمات وإذكاء العنف وعدم الاستقرار في الشرق وجنوب آسيا وإفريقيا .

وأكدت الصحيفة تراجع هجمات التنظيم بعد عمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة في معقل التنظيم في شرق أفغانستان بين عامي 2018 و2020 ومع ذلك استمر تنظيم داعش في خراسان في شن هجمات على أهداف مدنية مثل المدارس وحفلات الزفاف، كما أسفر هجوم تبناه على مطار كابول الدولي أثناء الانسحاب الأميركي العام الماضي عن مقتل 13 جنديا أميركيا وحوالي 170 أفغانيا .

‏وقالت الصحيفة الأميركية إن زعماء داعش الذين يعتقدون أن طالبان ليست متطرفة بما فيه الكفاية استنكروا انتصارها العام الماضي بعد الانسحاب الأميركي ، وكان الخبراء ومسؤولو المخابرات حذروا الصيف الماضي من أن انتصار طالبان على الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة قد يدفع المسلحين المتطرفين من جميع أنحاء العالم إلى أفغانستان .

من جهته يرى مرصد الأزهر أن الضربات المتلاحقة ضد قادة داعش الإرهابي في سوريا والعراق كان لها تأثيرها الإيجابي في تحجيم نشاط التنظيم وانحساره بشكل ملحوظ وإبقائه في حالة من السبات لكن هناك مخاوف أخرى حيث تثير الأزمات الإقليمية والسياسية في سوريا والعراق وأفغانستان قلقا من استمرار حصول التنظيمات الإرهابية على فرص للعودة إلى الظهور .

الخميس، 16 سبتمبر 2021

التحالف التركى القطرى يهدد أفغانستان

بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان عملت تركيا على أن تصبح أحد أبرز اللاعبين في البلاد ، لاسيما بعد ظهور الملحق العسكري التركي في أفغانستان وهو يرتدي الزي المحلي وبجانبه مصحف وصورة لمؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك .

وأكد موقع "نورديك مونيتور" السويدى أن الصورة التي نشرها الكولونيل السابق والملحق العسكري هاليس تونش عبر "تويتر" التقطت بعد سيطرة طالبان على البلاد في أغسطس الماضى .

وفى الماضى كان الضباط الأتراك يرون فى التقاط صورهم ومعهم أغراض دينية نهاية مسيرتهم المهنية بالجيش ، لكن بعد سيطرة أردوغان على الجيش بسبب حملة التطهير التي تم شنها بعد محاولة الانقلاب عام 2016 بدأ عدد كبير من صغار وكبار الضباط استخدام رموز دينية وسياسية بشكل متكرر .

وطبقًا لـ"نورديك مونيتور" تم تسريب معلومات تفيد بأن تركيا وقطر تتفاوضان مع طالبان على إعادة فتح مطار كابول وأنه يمكنه لتركيا أن تكون الطرف الذي يضمن الأمان حال الاتفاق ليس من خلال الجيش التركي ولكن من خلال شركة "صادت" الموالية لأردوغان .

وكانت الشركة قد شاركت سابقا بالعمليات العسكرية في ليبيا وسوريا بما في ذلك نقل مرتزقة أجانب إلى البلدين .

ويرى محللون ان دخول طالبان المبكر والمفاجئ العاصمة كابول في 14 أغسطس وإصرارها على خروج جميع القوات الأجنبية بحلول نهاية شهر أغسطس جعل أنقرة تلجأ للتفاوض مع حركة طالبان عبر الوسيط القطري من أجل الإبقاء على قواتها في المطار بحجة حمايته وإدارته ، لكن طالبان رفضت هذا الطلب التركي واشترطت لبدء أي تعاون مع أنقرة خروج قواتها بالكامل من أفغانستان ومطاره .

ويبدو واضحاً ان الاهتمام التركي بالبقاء في أفغانستان سواء من خلال وجود عسكري أو من خلال الوجود لتقديم الدعم الفني والاقتصادي يمثل بوابة لنسج علاقات قوية مع حركة طالبان والسيطرة على مقدرات أفغانستان .

كما يبدو أن الرئيس أردوغان مقتنعاً بإمكانية إقامة علاقات جيدة مع حركة طالبان مستفيداً من سياساته الإسلاموية وعلاقات الحركة مع دولة قطر الحليفة لتركيا .

وقد امتد التعاون التركي القطرى في الآونة الأخيرة إلى إنشاء علاقات قوية مع حركة طالبان بهدف تحقيق أنقرة لأهدافها الخبيثة فى أفغانستان من خلال المفاوضات الحالية مع طالبان والتى تقودها الدوحة بالإنابة .

وتراهن أنقرة فى الوقت الحالى على حاجة طالبان إلى بقاء مطار كابول مفتوحاً من أجل تواصل أفغانستان مع العالم وعدم تعرضها لحصار دولي بعد سيطرتها على الحكم ، وأن وجود قوات تركية أو فنيين ومهندسين أتراك سيبقي خط تواصل طالبان مع الغرب مفتوحاً وسيساعد طالبان على استمرار تدفق المساعدات الدولية عبر المطار .

ويشير الخبراء الى ان أنقرة تحاول طمأنة المنافسين الإقليمين فى أفغانستان من خلال تقديم نفسها كداعم للاستقرار في أفغانستان وليس وصياً أو بديلاً من الولايات المتحدة أو الناتو هناك لكن تجارب تركيا السابقة في السعي لمساعدة الحركات الإسلامية على تولي الحكم فى عدد من دول المنطقة أثار الشكوك حول نوايا التحالف التركى القطرى فى أفغانستان .

مشروع الإسلام المعتدل الذي تقدمه تركيا وقطر والذى يجمع بين الإسلام السياسي والديمقراطية فشل في تحقيق أهدافه وتحول الى مشاريع هيمنة وسيطرة تركية قطرية بحتة على مناطق جغرافية في المنطقة .









الخميس، 9 سبتمبر 2021

المؤامرة التركية القطرية للسيطرة على أفغانستان

في خضم الأزمة الأفغانية تبرز دولتان من العالمين العربي والإسلامي باعتبارهما وسيطتين تعملان على تسهيل الأمور وهما قطر وتركيا وسط أنباء عن إنعقاد إجتماع سرى مع حركة طالبان استمراراً لتحركات الدولتين في تدمير العالم من خلال التنظيمات الارهابيه .

وانخراط قطر في المشهد السياسي الأفغاني ليس جديداً حيث سبق أن فتحت قنوات تواصل مع حركة طالبان التي أسست مكتب تمثيل لها في الدوحة عام 2013 واستضافت المباحثات التي أجريت بين الولايات المتحدة الأمريكية والحركة والتي انتهت بالوصول إلى اتفاق السلام في 29 فبراير 2020 .

ويبدو ان اهتمام الدوحة الخاص بإعادة تشغيل مطار كابول بعد الفوضى التي أعقبت سيطرة طالبان على العاصمة ثم تعرض المطار لعملية إرهابية في 26 أغسطس الماضي لافتاً للنظر ومثيراً لتساؤلات عديدة حول أهداف ذلك وتأثيره على موقع الدوحة من الترتيبات السياسية والأمنية التي يجري العمل على إعادة صياغتها في أفغانستان خلال المرحلة الحالية .

وتتشابه المصالح الاقتصادية لأنقرة والدوحة في أفغانستان مع حساباتهما الاستراتيجية ، تماما كما تتطابق أهدافهما وأيضا أساليبهما المعتمدة على سياسة الاختراق سواء كان ذلك بشكل ناعم عبر المساعدات واتفاقات وبروتوكولات التعاون أو عبر الدعم العسكرى .

وتشير تقارير إعلامية وأمنية غربية إلى أن التورط القطري في دعم وتمويل الإرهاب في أفغانستان يعتمد على وسطاء غير رسميين وشخصيات أخرى نافذة وعمليات تجسس سرية بالتعاون مع المخابرات التركية التي تضمن لقطر تغطية استخباراتية دقيقة .

كما عملت الدوحة خلال الأعوام الماضية على تثبيت عدم الاستقرار في أفغانستان من خلال نسج علاقات مع حركة طالبان وتمويلها تحت غطاء المساعدات الإنسانية والحملات الإغاثية .

وتكشف التطورات والأحداث المتلاحقة فى أفغانستان وقوع الشعب الأفغانى ضحية مؤامرة محكمة جديدة من النظامين التركي والقطري بعد أن سعت الدوحة في السنوات الأخيرة إلى زيادة حجم تنسيقها وتواصلها مع حركة طالبان لخدمة المخطط التركي .

وتسعى الدوحة إلى ترسيخ وجودها كفاعل مهم في الملف الأفغاني عبر تدعيم علاقاتها بحركة طالبان التي باتت في مواقع السلطة وتقديم الدعم والمساندة المالية والتقنية واللوجيستية للحركة في محاولاتها لإعادة السيطرة على البلاد وتشغيل أجهزتها ومؤسساتها ومرافقها العامة .

وبالتالي فإن قطر تحاول طرح نفسها كشريك في عملية إدارة أفغانستان عبر الدعم التقني والفني وعقد اتفاقات شراكة وتعاون بين الجانبين ، بالإضافة إلى ما يمكن أن يثمر عنه هذا الدعم بشكل خاص واستمرار ونجاح حكم طالبان بشكل عام من فرص سياسية واقتصادية للدوحة .

ويرى محللون ان تمسك حركة طالبان بخياراتها الجهادية التى وصلت بها إلى مستوى فرض انسحاب القوات الأجنبية واستيلائها على مقاليد الأمور في أفغانستان بمساعدة الدوحة يكشف علاقة قطر المشبوهه مع الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية حول العالم.