الأربعاء، 24 أغسطس 2022

أفغانستان على شفا حرب أهلية
طالبان تسعى لإشعال حرب أهلية

بعد سيطرتها على الحكومة فى أفغانستان تتكدس قوات طالبان حول المنطقة التي يسيطر عليها القائد الشيعي مولوي مهدي مجاهد خوفا من نفوذه المتزايد بين بعض الشيعة الأفغان المتحمسين للتمرد على الحركة التي اضطهدتهم لعقود فى مؤشر على إستقرار هش تعيشه البلاد .

وتعد الاشتباكات التي وقعت في مقاطعة سار إي بول في شهر يونيو الماضي هي الأحدث في صراع يدور عبر شمال أفغانستان حيث تتحدى فيه فصائل مسلحة حكومة طالبان وهو تذكير قاس بأن أفغانستان لم تنجو بعد من الأزمات الأمنية والاضطرابات الأهلية ومن العنف وسفك الدماء التي ميزت البلاد على مدى السنوات الأربعين الماضية .

من جانبهم سعى مسؤولو طالبان إلى التقليل من شأن أي انتفاضة من أجل الحفاظ على صورة الدعم الشعبي وتوفير السلام والأمن للبلاد ومن غير المرجح أن تشكل أي من مجموعات المقاومة الثماني التي ظهرت حتى الآن تهديدا مشروعا لسيطرة طالبان على البلاد إلا أنها تهدد الاستقرار الظاهرى في أفغانستان .

وبحسب ما أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فأن قيادات الجماعات المسلحة على الرغم من محدوديتها وصغر حجمها نسبيا نجحت في تحدي حكم طالبان رسمت المقابلات التى أجرتها الصحيفة مع المهدي ومقاتليه والقرويين صورة للمقاومة مدفوعة بمظالم الأقليات التي تعيش في ظل حكومة استبدادية والعقلية المعذبة للرجال الأفغان الذين لم يعرفوا سوى الحرب ومصممون على القتال .

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه على الرغم من ضعف هذه الميليشيات فإن حركة طالبان عازمة على القضاء على أي بقايا معارضة بوحشية حيث قامت الحكومة الجديدة بإغراق معاقل المقاومة بآلاف الجنود الذين نفذوا عمليات إعدام بإجراءات موجزة للمقاتلين الأسرى وعذبوا السكان الذين يعتقدون أنهم يدعمون المعارضة المسلحة وفقًا لـ"هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية .

وتعد حملة القمع التى تشنها حركة طالبان هي أحدث علامة على أن الحكومة الجديدة مثل نظامهم الأول تعتمد على القوة والترهيب لسحق أي شكل من أشكال المعارضة لكن التكتيكات الوحشية تخاطر بعزل الأفغان الذين هم بالفعل على حافة الهاوية بسبب اقتصاد البلاد المنهار والعودة إلى حكم طالبان الإسلامي المتشدد .

في السياق ذاته يرى محللون أن اشتعال الأوضاع لن يطيح بطالبان ولكن هناك احتمال كبير جدا باندلاع حرب أهلية من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة أو تنامي تنظيم داعش أو مجموعات إرهابية أخرى وستدخل أفغانستان في موجات من الصراعات الداخلية التي تزيد من أزماته الاقتصادية والأمنية .