الثلاثاء، 30 مايو 2023

حاكم دارفور يدعو المدنيين لحمل السلاح
اندلاع الحرب الأهلية في السودان الآن أقرب من أي وقت مضى

فيما عجزت الهدنات المتعاقبة عن وضع حد للمعارك المتواصلة في السودان منذ 15 أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع ، جاءت الدعوات لتسليح المدنيين لتفاقم المخاوف من تحول هذا التناحر على السلطة إلى حرب أهلية شاملة تنذر بكارثة أكبر قد تعمق معاناة الشعب السوداني .

وفي ظل هذا التناحر الدموي على السلطة والذي حطم أحلام السودانيين دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الأحد مواطني الإقليم إلى حمل السلاح على أن تساندهم الحركات المسلحة في الدفاع عن ممتلكاتهم ليزيد بذلك مخاوف إضافية من تحول هذا الاقتتال بين العسكريين إلى حرب أهلية .

والجمعة استنفر وزير الدفاع متقاعدي الجيش والقادرين على حمل السلاح والذهاب إلى المناطق العسكرية بغرض تسليحهم لحماية أنفسهم وجيرانهم والعمل وفق خطط هذه المناطق وهو ذات الأمر الذي فعلته الشرطة في اليوم التالي.

وفسر مراقبون حديث وزارة الدفاع وقوات الشرطة إنه استعداد لتسليح المدنيين في أعقاب دعوات صادرة من قوى سياسية مناصرة للجيش وأنصار النظام السابق بتسليح المواطنين للقتال ضد الدعم السريع التي تسيطر على معظم أحياء العاصمة الخرطوم .

وقال مناوي في تغريدة علي حاسبه لموقع تويتر : "أدعو أهل دارفور شيبًا وشبابًا لحمل السلاح لحماية ممتلكاتهم ونحن حركات الكفاح سنسندهم في جميع حالات الدفاع" ، وبرر دعوته بتضاعف الاعتداءات على المواطنين في ظل عدم رغبة الكثير في سلامتهم وحقوقهم، وتعمد تخريب المؤسسات القومية .

وذكرت تقارير أن القوات التابعة لمني مناوي حاكم ولاية دارفور تقوم حالياً بتقديم إغراءات مادية ووعود لتجنيد مراهقين سودانيين في دارفور لينخرطوا ضد المناطق الشعبية والنشطاء الذين يؤيدون الانتقال السلمي للسلطة الى المدنيين .

كما يقوم مناوي وقواته بتوزيع أسلحة وذخائر على عناصر تم تجنيدهم حالياً لدعم الاعمال العسكرية التي تستهدف الفئات الرافضة للتجنيد الاجباري الذي يفرضه مناوي لصالح الجيش ، وفي 8 مايو الجاري غادر مناوي العاصمة الخرطوم على رأس رتل عسكري ضم أكثر من 300 سيارة مدججة بالسلاح والمقاتلين .

وكانت الهيئة العيا للحكم الذاتي لجنوب دارفور قد أعلنت رفع دعاوي قضائية بحق حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي لإرتكابه جرائم حرب ضد المدنيين فى جنوب الإقليم ، مؤكدة أنها لا تعترف بمناوي وستتعامل معه كمجرم حرب مطلوب للعدالة .

ولاحقًا قررت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام والتي يشغل قادتها مناصب عليا في الدولة نشر مقاتليها لحفظ الأمن في ولاية شمال دارفور على أن نتفتح تدريجيًا لتشمل كل الإقليم ، وتعيش مدن الفاشر بشمال دارفور والجنينة بغرب دارفور وزالنجي بوسط دارفور في حالة اقتتال دامٍ وسط مخاوف من تحوله إلى نزاع أهلي .

وكان عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني السابق في الحكومة الانتقالية حذر في كلمة نشرها على المنصات مطلع مايو من أن بلاده تواجه اليوم "خطر التفكك" ، وقال إن "هذه الحرب التي اندلعت في السودان قد مزقت العاصمة القومية وشتّتت أهلها وامتدت إلى جميع مناطق البلاد تقريبا مسببة كارثة إنسانية يمكن أن تؤدي هذه الحرب إلى كارثة إنسانية ما لم يتم وقفها على الفور".

ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" تشمل العاصمة الخرطوم ومدنًا أخرى شمالي وغربي البلاد إثر خلافات بينهما وهو ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة .



الأربعاء، 24 أغسطس 2022

أفغانستان على شفا حرب أهلية
طالبان تسعى لإشعال حرب أهلية

بعد سيطرتها على الحكومة فى أفغانستان تتكدس قوات طالبان حول المنطقة التي يسيطر عليها القائد الشيعي مولوي مهدي مجاهد خوفا من نفوذه المتزايد بين بعض الشيعة الأفغان المتحمسين للتمرد على الحركة التي اضطهدتهم لعقود فى مؤشر على إستقرار هش تعيشه البلاد .

وتعد الاشتباكات التي وقعت في مقاطعة سار إي بول في شهر يونيو الماضي هي الأحدث في صراع يدور عبر شمال أفغانستان حيث تتحدى فيه فصائل مسلحة حكومة طالبان وهو تذكير قاس بأن أفغانستان لم تنجو بعد من الأزمات الأمنية والاضطرابات الأهلية ومن العنف وسفك الدماء التي ميزت البلاد على مدى السنوات الأربعين الماضية .

من جانبهم سعى مسؤولو طالبان إلى التقليل من شأن أي انتفاضة من أجل الحفاظ على صورة الدعم الشعبي وتوفير السلام والأمن للبلاد ومن غير المرجح أن تشكل أي من مجموعات المقاومة الثماني التي ظهرت حتى الآن تهديدا مشروعا لسيطرة طالبان على البلاد إلا أنها تهدد الاستقرار الظاهرى في أفغانستان .

وبحسب ما أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فأن قيادات الجماعات المسلحة على الرغم من محدوديتها وصغر حجمها نسبيا نجحت في تحدي حكم طالبان رسمت المقابلات التى أجرتها الصحيفة مع المهدي ومقاتليه والقرويين صورة للمقاومة مدفوعة بمظالم الأقليات التي تعيش في ظل حكومة استبدادية والعقلية المعذبة للرجال الأفغان الذين لم يعرفوا سوى الحرب ومصممون على القتال .

وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه على الرغم من ضعف هذه الميليشيات فإن حركة طالبان عازمة على القضاء على أي بقايا معارضة بوحشية حيث قامت الحكومة الجديدة بإغراق معاقل المقاومة بآلاف الجنود الذين نفذوا عمليات إعدام بإجراءات موجزة للمقاتلين الأسرى وعذبوا السكان الذين يعتقدون أنهم يدعمون المعارضة المسلحة وفقًا لـ"هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية .

وتعد حملة القمع التى تشنها حركة طالبان هي أحدث علامة على أن الحكومة الجديدة مثل نظامهم الأول تعتمد على القوة والترهيب لسحق أي شكل من أشكال المعارضة لكن التكتيكات الوحشية تخاطر بعزل الأفغان الذين هم بالفعل على حافة الهاوية بسبب اقتصاد البلاد المنهار والعودة إلى حكم طالبان الإسلامي المتشدد .

في السياق ذاته يرى محللون أن اشتعال الأوضاع لن يطيح بطالبان ولكن هناك احتمال كبير جدا باندلاع حرب أهلية من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة أو تنامي تنظيم داعش أو مجموعات إرهابية أخرى وستدخل أفغانستان في موجات من الصراعات الداخلية التي تزيد من أزماته الاقتصادية والأمنية .