الأحد، 25 أغسطس 2024

فشل جماعة الإخوان فى حكم السودان
جماعة الإخوان تحكم السودان خلال الحرب

على مدى الحروب الأهلية التى دارات رحاها فى السودان لم يثبت تورط أيّ حزب سياسي أو جماعة دينية أو فكرية فيها، مثلما تورط الإخوان المسلمون في الحرب الأخيرة .

ويتوفر الكثير من الشواهد والأدلة والوثائق التي تثبت أنّ جماعة الإخوان هي من خططت لتلك الحروب ونفذتها وما تزال تخوض غمارها عبر ميليشياتها المسلحة والجماعات الإرهابية (داعش) الموالية لها، بجانب قادة الجيش الذين يدينون لها بالولاء.

لا تكتفي جماعة الإخوان (السودانية) بإدارة العمليات العسكرية على الأرض، وإنّما هي من تضع الخطط السياسية وتدير العلاقات الخارجية والدبلوماسية في حكومة الأمر الواقع التي تتخذ من ميناء بورتسودان على البحر الأحمر (شرق) عاصمة بديلة.

ويرى مراقبون أنّ الحكومة التي تدير المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش السوداني، لا تقدّم خططاً ولا استراتيجيات جديدة، وإنّما تمضي على نهج النظام السابق وتطبق سياساته نفسها، فقد خسرت بسرعة علاقتها بدول الجوار أوّلاً، حين استعدت إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى، وحافظت على مستوى معقول من العلاقات مع مصر وإريتريا في بداية الحرب، كما أنّها فشلت في استقطاب أيّ دعم خارجي .

وتتجلى بصمة الإخوان في إدارة الدولة على حكومة الأمر الواقع الحالية في استخدامها وسائل الإعلام لتخريب العلاقات الخارجية، والترويج لما تسمّيه مؤامرة دولية لتخريب البلاد تستخدم فيها قوات الدعم السريع عسكرياً وتنسيقية القوى المدنية (تقدّم) سياسياً، لرميهما بالعمالة والارتزاق والخيانة الوطنية، وغيرها من المصطلحات التي ما عاد لها تأثير كبير في ظل الانفتاح وتوفر المعلومات.

ووفقاً لمحلّلين سياسيين وعسكريين، فإنّ عجز جماعة الإخوان، التي تدير مناطق سيطرة الجيش، عن ابتكار أساليب جديدة لإدارة ملفات الحرب والعلاقات الخارجية والسياسة الداخلية، والركون إلى الأساليب القديمة التي تعود إلى عام 1989، تسبب في خسائر عسكرية ودبلوماسية كبيرة للجيش السوداني، ولم يجد ما يكفي من المساندة الشعبية الداخلية التي تمكنه من تحقيق انتصارات ذات بال في حربه ضد قوات الدعم السريع .

وقد أثّر وجود الإخوان (فلول النظام السابق) الكبير في مفاصل الحكومة وفي ميادين القتال سلباً على حصول الجيش على إجماع وطني يؤهله أخلاقياً وسياسياً لوصف الحرب بأنّها معركة (كرامة وطنية)، كما لم يجد من المبررات ما يكفي لإقناع العالم الخارجي بأنّه يواجه تمرداً مسلحاً أو انقلاباً عسكرياً .

وقوات الدعم السريع لم تكن في أيّ وقت من الأوقات قوات متمردة على الدولة، بل ظلّ قادة الجيش وجماعة الإخوان يرددون حتى قبل الحرب بأيام أنّها جزء لا يتجزأ من الجيش، وأنّها حامية الوطن، وهي التي حققت انتصارات كاسحة على الحركات المتمردة في إقليم دارفور (غرب) وكسرت شوكتها إبّان حكم البشير الذي منح قائدها رتبة عميد دون مروره بالكليّة العسكرية، وتمّت ترقيته فيما بعد إلى لواء ثم إلى فريق، قبل أن يمنحه عبد الفتاح البرهان رتبة فريق أوّل، ويختاره نائباً له في المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى مقاليد الحكم بعد خلع الرئيس السابق عمر البشير.

الثلاثاء، 2 يناير 2024

محاولات الإخوان لا تتوقف لإشعال الصراع فى السودان
دور الإخوان في إشعال الفتنة في السودان

تلعب جماعة الإخوان المسلمين دوراً لم يعد خفيّاً في إشعال فتيل أزمة الصراع السوداني، الذي تجدد قبل أسابيع بصورة أكثر ضراوة، فيما فشلت كافة الجهود لإقرار هدنة جديدة، وقد بلغت الأزمة الإنسانية ذروتها في ظل ارتفاع أعداد القتلى ونقص الغذاء والدواء والمواد الأساسية فضلاً عن انتشار الأوبئة، فيما تتجه أصابع الاتهام لجماعة الإخوان باعتبارها المسؤول عن الأزمة وتغذيتها.

مع عودة الأزمة السودانية إلى المشهد، واتساع رقعة الحرب التي شملت مؤخراً ولايات (الجزيرة وسنار والنيل الأبيض)، إضافة إلى (9) ولايات سابقة، هي: "الخرطوم، و(5) ولايات في دارفور، و(3) في كردفان"، في غضون ذلك، تجددت الاتهامات حول دور الإخوان وأهدافهم من إشعال الحرب، خاصة مع انتشار تصريحات لأحد القادة العسكريين بالجيش السوداني تحدثت عن دور الإخوان في إشعال الأزمة لتحقيق أهدافهم الخاصة.

ومؤخراً، صدّرت جماعة الإخوان في السودان القيادي الإخواني علي كرتي لتحريض أبناء الشعب الواحد على بعضهم بعضاً، والدعوة إلى سفك الدماء باسم الدين ، ويقول محللون إنّ ما يشهده السودان حالياً "كارثة إنسانية" تتمثل في الدخول في شبه مجاعة، بعد أن استنفدت أصولها وجميع الخيارات المتاح .

وأضافت التحليلات أن الإخوان هم من يجرّون الأوضاع في السودان إلى حرب، لإجهاض الاتفاق الإطاري والعملية السياسية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى حكومة مدنية، وخروج العسكريين من السلطة وممارسة السياسة، لافتاً إلى أنّهم يسرقون المساعدات من أجل التابعين لهم، لكي تفاقم الأوضاع الداخلية في السودان، كل هذه الأمور تأتي في صالح الجماعة الإرهابية ومخططاتها."

ومع أنّ تجربة حُكم الإخوان بقيادة البشير استمرت مدة (30) عاماً، تضاف إليها (4) أعوام في الظل عبر اللجنة الأمنية التي عرقلت الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك وانتهت بسقوطها، إلا أنّ أياديهم ما تزال تتسلل من كل حدب لتشعل حرباً مفتوحة على جميع السيناريوهات.

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023

الصراع يحتدم في السودان وسط تجاهل دولي
جرائم حرب ونزوح جماعي فى السودان

قالت صحيفة "الغارديان": إن الصراع في السودان يحتدم منذ ثمانية أشهر دون أن تلوح له نهاية في الأفق؛ ما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص وخلق ما تقول الأمم المتحدة إنها أكبر أزمة نزوح بشرية في العالم، وسط تجاهل دولي.

وأضافت الصحيفة: أنه بعيداً عن محاصرة المدنيين وتدمير البنية التحتية في بلد يعاني بالفعل من ارتفاع معدلات الفقر، اتهم المراقبون الدوليون طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب، وتظهر الأدلة أيضًا أن أحد أطراف الصراع ارتكب مذبحة ضد أفراد من مجموعة عرقية إفريقية في غرب دارفور؛ ما قد يكرر الإبادة الجماعية التي وقعت هناك قبل عقدين من الزمن.

بالنسبة للسودانيين في الشتات، فإن الصراع بين الفصيلين العسكريين هو أحدث تحول محبط للأحداث في بلد كان يبدو قبل بضع سنوات فقط على الطريق للتخلص من عقود من الدكتاتورية، ففي عام 2019، أطاحت قوات الأمن بالرئيس المستبد عمر البشير بعد أشهر من الاحتجاجات في الشوارع، لكن تلك القوات نفسها قامت بانقلاب في عام 2021 أنهى الانتقال إلى حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية.

وفر سبعة ملايين شخص من منازلهم بسبب القتال الذي بدأ في أبريل، وفقًا للأمم المتحدة، ويقدر مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها، وهي مجموعة لرسم خرائط الأزمات مقرها ويسكونسن، أن 12190 شخصًا قتلوا، وحتى هذا من المحتمل أن يكون أقل من العدد نظرًا لأن العديد من المناطق التي يدور فيها القتال لا يمكن للمراقبين المستقلين الوصول إليها. وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن المناطق التي مزقتها الحرب قد تواجه "مجاعة كارثية" بحلول شهر مايو المقبل ما لم يتم وصول المزيد من المساعدات الغذائية.

ويواجه السودان حروباً أهلية عملياً منذ استقلاله عام 1956؛ ما أدى إلى انفصال النصف الجنوبي منه ليشكل جنوب السودان، لكن هذه الحرب فريدة من نوعها من حيث إن إحدى ساحات القتال الرئيسية فيها هي الخرطوم، عاصمة وقلب الولاية التي يقطنها ما يقدر بنحو 9.4 مليون شخص. وقد خلفت أشهر القتال جثثاً متناثرة في شوارعها، ودمرت أحياء مكتظة بالسكان، وألحقت أضراراً بجسر مهم فوق نهر النيل، ودمرت الأفق، بما في ذلك مقر شركة النفط البارزة ووزارة العدل.

وتوجه العديد من النازحين من الخرطوم إلى مدينة ود مدني، ثاني أكبر مدينة في السودان، ويفرون الآن مرة أخرى كما استؤنفت الاشتباكات في الفاشر، آخر مدينة كبرى في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش.

وقالت الأمم المتحدة: إنها تلقت من المانحين 39% فقط من 2.6 مليار دولار تحتاجها للاستجابة لأزمة السودان، وإن حوالي نصف هذه الأموال تأتي من الولايات المتحدة. ومن بين الدول الغربية، يُنظر إلى واشنطن على أنها تأخذ زمام المبادرة في محاولة التوسط بين الأطراف المتحاربة، على الرغم من أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.


الخميس، 23 نوفمبر 2023

خسائر الجيش السوداني سببها الإخوان
الإخوان السبب الرئيسي فى إشعال الحرب فى السودان

مُنذ وقت مُبكر بعد اندلاع الحرب السودانية لاحظ كثيرون وحذّر مثلهم من مغبة مشاركة الإخوان المسلمين فيها والانخراط بكتائبهم وميليشياتهم المسلحة في خضمها شديد التعقيد .

مشاركة جماعة الإخوان المسلمين بجانب الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع لم تعد محل شك ولا نقطة حوار فمنذ الشهر الثاني للحرب صدر تقرير عن رويترز وفقاً لتسريبات من (3) مصادر عسكرية ومصدر في المخابرات السودانية له صلة بالإسلاميين (الإخوان) أنّ الآلاف من كوادر الجماعة يشاركون في القتال الدائر .

ولم تمضِ بضعة أيام على تقرير رويترز وتقارير صحفية أخرى تناولت الموضوع نفسه حتى أعلن الإخوان بأنفسهم عن وجودهم في القيادة العامة للجيش وقيادة سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة (جنوب الخرطوم) وقيادة منطقة كرري العسكرية (أم درمان) وقيادة سلاح المهندسين (أم درمان)،

وطوال شهور الحرب قتل العديد من قادة الإخوان في معارك الخرطوم وما تزال الصفحة الرسمية لحزب المؤتمر الوطني المحلول (إخوان) من نعي لما يسمّونهم بشهداء الحركة الإسلامية وأبرزهم رئيس منظومة الفكر والتأصيل في الحركة الإسلامية محمد الفضل وقد نعاه قائد ميليشيات الإخوان علي كرتي .

الآن وبعد سقوط الفرق العسكرية التابعة للجيش واحدة تلو الأخرى في يد قوات الدعم السريع خصوصاً في ولايتي دارفور وكردفان بجانب العاصمة الخرطوم فإنّ الإخوان المسلمين يصبحون في خطر وجودي داهم .

ويرجح كثير من المراقبين ما رشح من تسريبات بهروب قائد ميليشيات الإخوان ورئيس الحركة الإسلامية علي كرتي الثلاثاء الماضي إلى خارج السودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة جبل أولياء الاستراتيجية، التي أعقبت سلسلة من الانتصارات التي حققتها في إقليم دارفور،

ويري محللون أن العودة الحقيقية للجماعة إلى الحكم كانت من خلال انقلاب البرهان على حكومة عبد الله حمدوك في 25 أكتوبر 2021 والذي شارك فيه نائبه حينها وخصمه حالياً قائد قوات الدعم السريع ، إلا أنّ الأخير عاد ليعتذر عن مشاركته في الانقلاب للسبب نفسه إذ تفاقمت خلافاته مع رئيسه (البرهان) بسبب استعانته بالإخوان وإعادتهم مجدداً إلى السلطة وكانت هذه هي نقطة الخلاف الجوهرية بين الرجلين وهو الخلاف نفسه الذي أدّى إلى الحرب وفقاً لمراقبين .



السبت، 21 أكتوبر 2023

مخطط الإخوان المسلمين فى السودان
جماعة الإخوان تستهدف إستمرار الحرب فى السودان

كشف موقع سودان تربيون أن قيادات في جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وعلى رأسها علي كرتي عقدت اجتماعاً مطولاً مع قائد الجيش السوداني، ناقش خيارات التعامل مع الحرب، وطلبت من البرهان تجنب أيّ مسار تفاوضي، متعهدة بإمداد الجيش بآلاف المقاتلين (المستنفرين) من أجل مواصلة القتال.

وذكرت "سودان تربيون" أن قيادات الإخوان طمأنت البرهان أنّ القيادي بحزب المؤتمر الوطني المحلول، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية أحمد هارون يعمل بجد في استنفار الشباب للالتحاق بالجيش في معاركه بالخرطوم مما يتطلب الصبر ومواصلة القتال .

في المقابل شرعت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام والمتحالفة مع البرهان منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 في التنصل من الحرب ووافقت على دعوة حكومة جنوب السودان ، إضافة إلى من سمّتهم بأطراف السلام للاجتماع في 21 أكتوبر الجاري بـ (جوبا) لتبادل الآراء من أجل إيقاف الحرب .

وشملت الدعوة بجانب رئيس حركة تحرير السودان (المجلس الانتقالي) الهادي إدريس كلّاً من رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، ورئيس الحركة الشعبية ـ الجبهة الثورية مالك عقار، ورئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية جبريل إبراهيم.

تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تواصلت فيه الحرب بين الطرفين المتقاتلين، وتمكنت قوات الدعم السريع منذ بداية الشهر الجاري من مواصلة حصارها لسلاح المهندسين ومنطقة كرري العسكرية والقيادة العامة للجيش السوداني، فيما تروج أخبار عن سيطرتها على سلاح المدرعات بالكامل بعد مقتل أحد أبرز قادة الجيش المتحصنين هناك، وهو اللواء أيوب عبد القادر، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، كما أحكمت سيطرتها على (العيلفون وأم ضوا بان) كبرى بلدات (شرق النيل)، شرقي العاصمة الخرطوم، بجانب بلدة (ود عشانا) شمال ولاية كردفان وبلدات ومدن أخرى.

وفي السياق، شهدت الساحتان العسكرية والسياسية في السودان، بعد مرور (6) أشهر على الحرب، تطورات لافتة، وقال بيان صادر في 18 تشرين الأول (أكتوبر)، عن ضباط سمّوا أنفسهم (شرفاء الجيش)، تم تداوله على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، أنّ الجيش لم يبدأ الحرب، وإنّما فلول النظام البائد (في إشارة إلى الإخوان المسلمين) هم من أطلقوا الرصاصة الأولى، وأمهلوا قيادته (72) ساعة لإيقاف الحرب، وإلّا فإنّهم مضطرون لاتخاذها بأنفسهم.

ويعتقد مراقبون أنّ الجيش نفسه أصبح في خطر شديد، ربما يؤدي إلى قتال داخلي بين تياراته المختلفة، وأنّ الخلافات بين الضباط (الأخونجية) الذين يقودون الحرب، وضباط موالين لقائد الجيش، بلغ ذروته، وربما ينفجر في أيّ لحظة، فيما ينتظر تيار آخر مكوّن من الضباط المهنيين غير المؤدلجين ولا المنتمين سياسياً لحظة الاصطدام هذه، لينقض على الفريقين، ويستعيد زمام المبادرة، ولربما ـ وفقاً للمراقبين ـ هذا ما دفع التيار المتنامي إلى نشر بيانه الأوّل تحت اسم (شرفاء الجيش).

الثلاثاء، 30 مايو 2023

حاكم دارفور يدعو المدنيين لحمل السلاح
اندلاع الحرب الأهلية في السودان الآن أقرب من أي وقت مضى

فيما عجزت الهدنات المتعاقبة عن وضع حد للمعارك المتواصلة في السودان منذ 15 أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع ، جاءت الدعوات لتسليح المدنيين لتفاقم المخاوف من تحول هذا التناحر على السلطة إلى حرب أهلية شاملة تنذر بكارثة أكبر قد تعمق معاناة الشعب السوداني .

وفي ظل هذا التناحر الدموي على السلطة والذي حطم أحلام السودانيين دعا حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الأحد مواطني الإقليم إلى حمل السلاح على أن تساندهم الحركات المسلحة في الدفاع عن ممتلكاتهم ليزيد بذلك مخاوف إضافية من تحول هذا الاقتتال بين العسكريين إلى حرب أهلية .

والجمعة استنفر وزير الدفاع متقاعدي الجيش والقادرين على حمل السلاح والذهاب إلى المناطق العسكرية بغرض تسليحهم لحماية أنفسهم وجيرانهم والعمل وفق خطط هذه المناطق وهو ذات الأمر الذي فعلته الشرطة في اليوم التالي.

وفسر مراقبون حديث وزارة الدفاع وقوات الشرطة إنه استعداد لتسليح المدنيين في أعقاب دعوات صادرة من قوى سياسية مناصرة للجيش وأنصار النظام السابق بتسليح المواطنين للقتال ضد الدعم السريع التي تسيطر على معظم أحياء العاصمة الخرطوم .

وقال مناوي في تغريدة علي حاسبه لموقع تويتر : "أدعو أهل دارفور شيبًا وشبابًا لحمل السلاح لحماية ممتلكاتهم ونحن حركات الكفاح سنسندهم في جميع حالات الدفاع" ، وبرر دعوته بتضاعف الاعتداءات على المواطنين في ظل عدم رغبة الكثير في سلامتهم وحقوقهم، وتعمد تخريب المؤسسات القومية .

وذكرت تقارير أن القوات التابعة لمني مناوي حاكم ولاية دارفور تقوم حالياً بتقديم إغراءات مادية ووعود لتجنيد مراهقين سودانيين في دارفور لينخرطوا ضد المناطق الشعبية والنشطاء الذين يؤيدون الانتقال السلمي للسلطة الى المدنيين .

كما يقوم مناوي وقواته بتوزيع أسلحة وذخائر على عناصر تم تجنيدهم حالياً لدعم الاعمال العسكرية التي تستهدف الفئات الرافضة للتجنيد الاجباري الذي يفرضه مناوي لصالح الجيش ، وفي 8 مايو الجاري غادر مناوي العاصمة الخرطوم على رأس رتل عسكري ضم أكثر من 300 سيارة مدججة بالسلاح والمقاتلين .

وكانت الهيئة العيا للحكم الذاتي لجنوب دارفور قد أعلنت رفع دعاوي قضائية بحق حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي لإرتكابه جرائم حرب ضد المدنيين فى جنوب الإقليم ، مؤكدة أنها لا تعترف بمناوي وستتعامل معه كمجرم حرب مطلوب للعدالة .

ولاحقًا قررت الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام والتي يشغل قادتها مناصب عليا في الدولة نشر مقاتليها لحفظ الأمن في ولاية شمال دارفور على أن نتفتح تدريجيًا لتشمل كل الإقليم ، وتعيش مدن الفاشر بشمال دارفور والجنينة بغرب دارفور وزالنجي بوسط دارفور في حالة اقتتال دامٍ وسط مخاوف من تحوله إلى نزاع أهلي .

وكان عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني السابق في الحكومة الانتقالية حذر في كلمة نشرها على المنصات مطلع مايو من أن بلاده تواجه اليوم "خطر التفكك" ، وقال إن "هذه الحرب التي اندلعت في السودان قد مزقت العاصمة القومية وشتّتت أهلها وامتدت إلى جميع مناطق البلاد تقريبا مسببة كارثة إنسانية يمكن أن تؤدي هذه الحرب إلى كارثة إنسانية ما لم يتم وقفها على الفور".

ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" تشمل العاصمة الخرطوم ومدنًا أخرى شمالي وغربي البلاد إثر خلافات بينهما وهو ما أسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة .