الأحد، 4 أغسطس 2024

الإخوان تسكب البنزين على النيران المشتعلة فى السودان
مناورة إخوانية جديدة في السودان

أثارت انشقاقات كبيرة جدًا حدثت داخل الحركة الإسلامية في السودان، وحزب المؤتمر الوطني، الكثير من التساؤلات حول حقيقتها، أم أنها مناورة إخوانية وتضاربت الآراء والتحليلات حول التعديلات التي أجراها قيادي أطلق على نفسه صفة "رئيس حزب المؤتمر الوطني"، بين كونها انقسامًا وصراعًا داخليًا، أم محاولة لتغيير "جلد" الحزب الذي حكم البلاد أكثر من (30) عامًا، وتمّ إسقاطه بثورة شعبية أطاحت بحكمه.

ويتكون الحزب حاليًا من (3) مجموعات رئيسية متنافسة: وهي "مجموعة المعتقلين" الذين كانوا يخضعون للمحاكمة، وفرّوا من السجن بعد اندلاع الحرب، ومنهم أحمد هارون، ومجموعة "المختفين" التي تعمل في السر وتدير الحزب وتسيطر عليه، وعلى رأسها علي أحمد كرتي وأسامة عبد الله وآخرون، و"مجموعة اللاجئين" الذين فرّوا من البلاد عقب سقوط حكمهم، وعلى رأسهم مدير جهاز الأمن السابق محمد عطا المولى، وزوجته مها الشيخ، وآخر رئيس وزراء في عهد البشير معتز موسى، إلى جانب إبراهيم غندور الذي لجأ إلى إثيوبيا.

وذهبت تحليلات تناولتها وسائط التواصل الاجتماعي إلى أنّ ما حدث "انشقاق" جديد في الحزب، يقوده مساعد البشير السابق، نائب رئيس الحزب، إبراهيم محمود، بينما ذهبت تحليلات أخرى إلى أنّ الأمر ربما يكون "حيلة" من حيل الإخوان السودانيين للعودة إلى الواجهة بأسماء جديدة، واستعداداً لمرحلة ما بعد الحرب.

ويُتهم حزب المؤتمر الوطني بأنّه كان يقف خلف انقلاب الجيش ضد حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، كما يُتهم الحزب بـ "إشعال شرارة" الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، من خلال سيطرة ضباط من الحركة الإسلامية على زمام الأمور داخل الجيش.

في هذا الصدد يرى عثمان الميرغني الكاتب والمحلل السياسي السوداني، أن قوى الإسلام السياسي الممثلة في جماعة الإخوان بالسودان تحاول في الوقت الراهن سكب المزيد من البنزين على النيران المشتعلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، لتمديد عمر الصراع إلى أقصى درجة، ونسف أي سبل للتفاهمات السياسية من شأنها أن تعيق مخططات التنظيم.

وأضاف أن تيارات الإسلام السياسي تحاول في الوقت الراهن تحويل الصراع بين قوتين، إلى صراع أيديولوجي عميق، وهو ما يعقد أزمة السودان، وأن ما يردد عن الانشقاقات في المؤتمر الوطني الإخواني ما هي مناورات كاذبة وتابع أن تحركات القوى الإسلامية داخل السودان تمثل خطرًا كبيرًا على دول الجوار الإفريقي، خاصة أن أجندة الجماعة عابرة للحدود وتستهدف صناعة الفوضى والعنف بعدة دول.

الخميس، 23 نوفمبر 2023

خسائر الجيش السوداني سببها الإخوان
الإخوان السبب الرئيسي فى إشعال الحرب فى السودان

مُنذ وقت مُبكر بعد اندلاع الحرب السودانية لاحظ كثيرون وحذّر مثلهم من مغبة مشاركة الإخوان المسلمين فيها والانخراط بكتائبهم وميليشياتهم المسلحة في خضمها شديد التعقيد .

مشاركة جماعة الإخوان المسلمين بجانب الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع لم تعد محل شك ولا نقطة حوار فمنذ الشهر الثاني للحرب صدر تقرير عن رويترز وفقاً لتسريبات من (3) مصادر عسكرية ومصدر في المخابرات السودانية له صلة بالإسلاميين (الإخوان) أنّ الآلاف من كوادر الجماعة يشاركون في القتال الدائر .

ولم تمضِ بضعة أيام على تقرير رويترز وتقارير صحفية أخرى تناولت الموضوع نفسه حتى أعلن الإخوان بأنفسهم عن وجودهم في القيادة العامة للجيش وقيادة سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة (جنوب الخرطوم) وقيادة منطقة كرري العسكرية (أم درمان) وقيادة سلاح المهندسين (أم درمان)،

وطوال شهور الحرب قتل العديد من قادة الإخوان في معارك الخرطوم وما تزال الصفحة الرسمية لحزب المؤتمر الوطني المحلول (إخوان) من نعي لما يسمّونهم بشهداء الحركة الإسلامية وأبرزهم رئيس منظومة الفكر والتأصيل في الحركة الإسلامية محمد الفضل وقد نعاه قائد ميليشيات الإخوان علي كرتي .

الآن وبعد سقوط الفرق العسكرية التابعة للجيش واحدة تلو الأخرى في يد قوات الدعم السريع خصوصاً في ولايتي دارفور وكردفان بجانب العاصمة الخرطوم فإنّ الإخوان المسلمين يصبحون في خطر وجودي داهم .

ويرجح كثير من المراقبين ما رشح من تسريبات بهروب قائد ميليشيات الإخوان ورئيس الحركة الإسلامية علي كرتي الثلاثاء الماضي إلى خارج السودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة جبل أولياء الاستراتيجية، التي أعقبت سلسلة من الانتصارات التي حققتها في إقليم دارفور،

ويري محللون أن العودة الحقيقية للجماعة إلى الحكم كانت من خلال انقلاب البرهان على حكومة عبد الله حمدوك في 25 أكتوبر 2021 والذي شارك فيه نائبه حينها وخصمه حالياً قائد قوات الدعم السريع ، إلا أنّ الأخير عاد ليعتذر عن مشاركته في الانقلاب للسبب نفسه إذ تفاقمت خلافاته مع رئيسه (البرهان) بسبب استعانته بالإخوان وإعادتهم مجدداً إلى السلطة وكانت هذه هي نقطة الخلاف الجوهرية بين الرجلين وهو الخلاف نفسه الذي أدّى إلى الحرب وفقاً لمراقبين .