الاثنين، 2 سبتمبر 2024

التوظيف الإخواني للدين في حكومة السودان
الإخوان يوظفون الدين في صراعهم بالسودان

يعتبر الدين من العناصر المركزية في الفكر السياسي لرئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي ينتمي إلى خلفية إسلامية ترتبط بالإخوان المسلمين ، ويُستخدم الدين ليس فقط أداة لتحفيز الدعم الشعبي، ولكن أيضاً وسيلة لتبرير السياسات والممارسات التي تصل إلى القتل والتحريض ضد المدنيين والتي قد تكون مثيرة للجدل.

قال المختص في علم الاجتماع، القياد بحزب المؤتمر السوداني مستور آدم: إنّ المجموعات والكتائب الإسلامية التابعة للإخوان المسلمين التي تحارب إلى جانب القوات المسلحة حاولت أن تستعيد إرثها السابق في حرب الجنوب، مع إصدار عدد من الفتاوى التي حاولوا من خلالها تحويل خطاب الحرب إلى خطاب ديني.

ومن جهتها أشارت صحيفة العرب اللندنية في مقالة نشرتها للكاتب السوداني الدكتور عبد المنعم همت، أنّ الدين يُستخدم أداة لتعزيز شرعية الحكومة التابعة للجيش السوداني ، ومن خلال الإشارة إلى المبادئ الإسلامية وتعزيز الالتزام بالدين، تسعى الحكومة إلى تأصيل سلطتها بشكل يتماشى مع القيم الدينية للشعب السوداني. وفي هذا الإطار يُعتبر تأييد رجال الدين والمشايخ جزءاً من الاستراتيجية السياسية للحكومة، حيث يُعزز هذا التأييد من الصورة العامة للحكومة كحامية للقيم الدينية، ممّا يساعد في تعزيز الاستقرار السياسي وتخفيف الضغوط الداخلية.

وأضاف همت أنّ التوظيف السياسي للدين في حكومة البرهان يُعدّ أداة فعالة ولكن معقدة، من خلال فهم كيفية استخدام الدين لتبرير السياسات وتعزيز السلطة في سياق الصراعات الداخلية، ويُستخدم الدين أيضاً لتوجيه الخطاب السياسي والحشد. وتُسهم الخطابات الدينية في تعبئة القواعد الشعبية ضد المعارضين، حيث يتمّ تصوير هؤلاء المعارضين كأعداء للدين والأمّة.

يُذكر أنّ جماعة الإخوان استخدمت الفتاوى لدغدغة مشاعر البسطاء من السودانيين، وإقناعهم بأنّ المعركة بين الجيش وقوات الدعم السريع هي معركة بين الحق والباطل، وبين الإسلام والكفر.

ووفق صحيفة اليوم السابع فإنّ هذا هو أسلوب جماعة الإخوان الذي تمارسه منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928، وللأسف في كل مرة ينخدع الكثيرون، ويسيرون خلفها ويرددون فتاواها وشعاراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنّ ما يفعلونه نصرة للدين، ولكنّه للأسف نصرة لجماعة تعادي الأوطان، وتتاجر باسم الأديان، وتحرّض ضد المدنيين.




الأحد، 25 أغسطس 2024

فشل جماعة الإخوان فى حكم السودان
جماعة الإخوان تحكم السودان خلال الحرب

على مدى الحروب الأهلية التى دارات رحاها فى السودان لم يثبت تورط أيّ حزب سياسي أو جماعة دينية أو فكرية فيها، مثلما تورط الإخوان المسلمون في الحرب الأخيرة .

ويتوفر الكثير من الشواهد والأدلة والوثائق التي تثبت أنّ جماعة الإخوان هي من خططت لتلك الحروب ونفذتها وما تزال تخوض غمارها عبر ميليشياتها المسلحة والجماعات الإرهابية (داعش) الموالية لها، بجانب قادة الجيش الذين يدينون لها بالولاء.

لا تكتفي جماعة الإخوان (السودانية) بإدارة العمليات العسكرية على الأرض، وإنّما هي من تضع الخطط السياسية وتدير العلاقات الخارجية والدبلوماسية في حكومة الأمر الواقع التي تتخذ من ميناء بورتسودان على البحر الأحمر (شرق) عاصمة بديلة.

ويرى مراقبون أنّ الحكومة التي تدير المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش السوداني، لا تقدّم خططاً ولا استراتيجيات جديدة، وإنّما تمضي على نهج النظام السابق وتطبق سياساته نفسها، فقد خسرت بسرعة علاقتها بدول الجوار أوّلاً، حين استعدت إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى، وحافظت على مستوى معقول من العلاقات مع مصر وإريتريا في بداية الحرب، كما أنّها فشلت في استقطاب أيّ دعم خارجي .

وتتجلى بصمة الإخوان في إدارة الدولة على حكومة الأمر الواقع الحالية في استخدامها وسائل الإعلام لتخريب العلاقات الخارجية، والترويج لما تسمّيه مؤامرة دولية لتخريب البلاد تستخدم فيها قوات الدعم السريع عسكرياً وتنسيقية القوى المدنية (تقدّم) سياسياً، لرميهما بالعمالة والارتزاق والخيانة الوطنية، وغيرها من المصطلحات التي ما عاد لها تأثير كبير في ظل الانفتاح وتوفر المعلومات.

ووفقاً لمحلّلين سياسيين وعسكريين، فإنّ عجز جماعة الإخوان، التي تدير مناطق سيطرة الجيش، عن ابتكار أساليب جديدة لإدارة ملفات الحرب والعلاقات الخارجية والسياسة الداخلية، والركون إلى الأساليب القديمة التي تعود إلى عام 1989، تسبب في خسائر عسكرية ودبلوماسية كبيرة للجيش السوداني، ولم يجد ما يكفي من المساندة الشعبية الداخلية التي تمكنه من تحقيق انتصارات ذات بال في حربه ضد قوات الدعم السريع .

وقد أثّر وجود الإخوان (فلول النظام السابق) الكبير في مفاصل الحكومة وفي ميادين القتال سلباً على حصول الجيش على إجماع وطني يؤهله أخلاقياً وسياسياً لوصف الحرب بأنّها معركة (كرامة وطنية)، كما لم يجد من المبررات ما يكفي لإقناع العالم الخارجي بأنّه يواجه تمرداً مسلحاً أو انقلاباً عسكرياً .

وقوات الدعم السريع لم تكن في أيّ وقت من الأوقات قوات متمردة على الدولة، بل ظلّ قادة الجيش وجماعة الإخوان يرددون حتى قبل الحرب بأيام أنّها جزء لا يتجزأ من الجيش، وأنّها حامية الوطن، وهي التي حققت انتصارات كاسحة على الحركات المتمردة في إقليم دارفور (غرب) وكسرت شوكتها إبّان حكم البشير الذي منح قائدها رتبة عميد دون مروره بالكليّة العسكرية، وتمّت ترقيته فيما بعد إلى لواء ثم إلى فريق، قبل أن يمنحه عبد الفتاح البرهان رتبة فريق أوّل، ويختاره نائباً له في المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى مقاليد الحكم بعد خلع الرئيس السابق عمر البشير.

السبت، 17 أغسطس 2024

محاولة إخوانية لعرقلة جهود حل الأزمة السودانية
محاولة اغتيال البرهان تعقد جهود التسوية فى السودان

تطور دراماتيكي للأزمة السودانية، حيث تعرض رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، من أيام لمحاولة اغتيال أثارت جدلًا واسعًا ، حيث زعمت بعض الحسابات الموالية للجيش السوداني أن دولًا خارجية وقوات الدعم السريع وراء المحاولة ولكن هناك آراء أخرى ترى أن الجيش والحركة الإسلامية هما من يقفان وراء هذه المحاولة لرفضهم مشاركة البرهان في مباحثات جنيف للسلام.

تشير بعض التحليلات إلى أن محاولة اغتيال البرهان قد تمت من قبل عناصر داخل الجيش والحركة الإسلامية، اللذين يعارضان مشاركة البرهان في مباحثات السلام المرتقبة في جنيف. هذه المباحثات تمثل جهودًا دولية كبيرة لمعالجة الأزمة السودانية، والتي تتطلب مشاركة الأطراف السودانية كافة من أجل الوصول إلى حل سياسي دائم. يعتقد أن تلك العناصر ترى في هذه المباحثات تهديدًا لمصالحهم ونفوذهم داخل السودان، ولذلك سعت إلى عرقلة هذه الجهود عبر محاولة اغتيال البرهان.

في هذا الصدد قال محللون سودانيون إن محاولة اغتيال البرهان قد تكون حدثًا مفتعلًا من قبل الحركة الإسلامية بهدف عرقلة الجهود الدولية لحل الأزمة السودانية. الحركة الإسلامية، التي تواجه ضغوطًا كبيرة بسبب الأوضاع الداخلية والدولية، قد ترى في مباحثات جنيف تهديدًا لوجودها ونفوذها. من خلال افتعال هذا الحادث، تهدف الحركة إلى زعزعة الاستقرار وزرع الشكوك حول جدوى هذه المباحثات، وبالتالي محاولة إفشالها قبل أن تبدأ.

واضافت التحليلات أن الإخوان يرون أي جهود للتهدئة وإنهاء الصراع القائم في السودان لن يكون في صالحهم فهم يسعون إلى إفشاله بشكل أو آخر وذلك من أجل البقاء في المشهد والعمل على ترويج الأكاذيب واستهداف الدولة من خلال بث الفتنة والأكاذيب التي تستهدف استمرار الحرب في السودان.

وأوضحت أن دلالات محاولة اغتيال عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، والتي تم تنفيذها بطائرتين بدون طيار، استهدفت البرهان خلال حضوره حفل تخرج الدفعة 68 من الكلية البحرية، والدفعتين 20 و23 من الكلية الجوية والأكاديمية البحرية.

وأكدت أن هناك مجموعة من الدلالات على هذه المحاولة أبرزها، أنها تأتي في وقت حساس تسعي فيه القوي الدولية والإقليمية إلي بدء جولة جديدة من المفاوضات في سويسرا لمحاولة تسوية الصراع في السودان ووقف إطلاق النار، وهو ما سيؤثر علي مستقبل تلك المفاوضات. 

ويرى المحللون أن محاولة اغتيال البرهان تعبر عن عدم مصداقية وعدم جدية ميليشيات الدعم السريع في تسوية الصراع من خلال المفاوضات السلمية، وأنها تسعى من خلال ادعائها الانخراط في المفاوضات إلى المماطلة وكسب مزيد من الوقت لتحقيق مزيد من الانتصارات العسكرية علي أرض الواقع خاصة بعدما سيطرت على 8 عواصم من أصل 18 عاصمة ولاية سودانية بما فيها الخرطوم .

وأضافوا انها تكشف المحاولة عن مدى القدرة التسليحية التي تمتلكها ميليشيات الدعم السريع بعد استهدافها للبرهان بطائرات بدون طيار في خطوة لم تقم بها القوات المسلحة السودانية حتى الآن، فلم يتم استهداف قيادات ميليشيات الدعم السريع من خلال الطائرات بدون طيار، كما تكشف أيضًا عن الدعم العسكري والمخابراتي واللوجستي الذي تقدمه القوي الإقليمية والدولية الداعمة لميلشيات الدعم السريع.

وقالوا أن تلك المحاولة تكشف عن مصداقية حالة انعدام ثقة قيادات الجيش في ميلشيات الدعم السريع، وأنهم مجرد مرتزقة يعملون لنهب وتدمير السودان لتحقيق مصالحهم الضيقة، وتحقيق مخططات خارجية تسعي لتدمير السودان بالإضافة إلى أنها تعبر محاولة الاغتيال كذلك عن أن القوي الدولية والإقليمية الداعمة لميليشيات الدعم السريع ترفض تسوية الصراع المشتعل في السودان في الوقت القريب، وذلك لأن محاولة اغتيال البرهان من قبل ميليشيات الدعم السريع لا بد من أن تكون حظيت بدعم حلفاء زعيم المرتزقة حميدتي، وأعطوه الضوء الأخضر لتنفيذها، وهو ما سوف يؤجج نيران الحرب، وخاصة بعد فشل محاولة الاغتيال.





السبت، 20 أبريل 2024

 السودان يشهد تغييرات دبلوماسية ملفتة
وجه جديد في دبلوماسية السودان

في خضم التحولات السياسية الراهنة، يشهد السودان تغييرات دبلوماسية ملفتة تعكس توجهات جديدة في السياسة الخارجية حيث أقدم عبدالفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، على خطوة جريئة بإقالة وزير الخارجية علي الصادق، المعروف بمواقفه الجدلية، وتعيين حسين عوض علي، الدبلوماسي السابق في كمبالا، ليخلفه في منصبه، تأتي هذه الإقالة لتلقي الضوء على الديناميكيات الداخلية والضغوط الخارجية التي تشكل مسار السياسة السودانية.

أعلن البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، عن إعفاء الوزير الصادق من منصبه، وهو الشخصية التي أثارت الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة.

وقد جاءت الإقالة على خلفية تعيين السفير السابق للسودان في أوغندا، حسين عوض، الذي يواجه تحديات قانونية بعد أن اتهمه سائقه الأوغندي سيسباق جلال ماند إسماعيل، بصفعه على وجهه مما أثر على عينه الشمال، بحسب الصحف الأوغندية.

تأتي هذه الخطوة في ظل النقاشات الحادة حول دور الصادق في إعاقة مبادرات السلام التي تقودها "إيغاد" لمعالجة الأزمة السودانية المتفاقمة ، وقد أثارت قدرات الوزير الجديد، عوض، على المناورة الدبلوماسية تساؤلات بين الدبلوماسيين والمراقبين، خاصةً في ظل الاتهامات الموجهة إليه في أوغندا.

تولى حسين عوض، الذي تولى حقيبة وزارة الخارجية حديثاً، مسؤولية أداء واجبات وكيل الوزارة بدءًا من نهاية العام الماضي، بعد إعفاء السفير دفع الله الحاج من منصبه ، وقبل توليه هذا المنصب، شغل عوض مناصب دبلوماسية متنوعة، حيث كان سفيرًا لبلاده في كمبالا ولوساكا، كما شغل منصب مندوب للسودان لدى منظمة الكوميسا، وقام بتمثيل السودان في عدة دول أخرى في إطار العمل الدبلوماسي.

وقد عمل أيضاً في السفارات السودانية في الرياض والكويت ولندن ومقديشو، إلى جانب مشاركته في العديد من المؤتمرات واللجان والمنابر الدولية والإقليمية والثنائية ، بالإضافة إلى خبرته الدبلوماسية، عمل عوض كمدير عام للعلاقات والقضايا الدولية، وشغل عدة مناصب في الإدارات المتخصصة والبحوث.

يتمتع الوزير الجديد بخبرة واسعة في مجال الدبلوماسية، حيث تخرج من جامعة الخرطوم في قسم العلوم السياسية والجغرافيا عام 1982، وحاز على الماجستير والدبلوم العالي، بالإضافة إلى دراساته في جامعات ومعاهد عالمية، وانضم إلى وزارة الخارجية في عام 1984.

كان الصادق، الوزير المُقال، من الشخصيات البارزة في النظام السابق ومن المقربين للأمين العام للحركة الإسلامية، علي كرتي، المطلوب لدى الولايات المتحدة، وقد أثار بيانه الرافض لقرارات قمة "إيغاد" جدلاً واسعاً، مما وضع البرهان في موقف محرج دولياً ودفعه لتغيير موقفه المعلن.

وفقاً لمصادر مطلعة، هناك أربعة أسباب رئيسية وراء إقالة الصادق، تتراوح بين تورطه الواضح مع خلايا الإخوان السياسية، والشائعات حول علاقة ابنته بتنظيم داعش، والضغوط العسكرية والدولية المتزايدة، ورغبة في تنفيذ استراتيجية جديدة تتطلب وجهاً جديداً يسهل من خلاله مراوغة المجتمع الدولي.

تأتي إقالة الصادق كرسالة واضحة من البرهان للمجتمع الدولي، معلناً عن بدء تحرره من تأثير الإخوان وكتائب البراء، وتأكيده على أن القرار يقع في يد المؤسسة العسكرية، مما يشير إلى توجهات جديدة قد تلوح في الأفق مع اقتراب موعد استئناف المفاوضات في جدة.

من جانبه، يقول المحلل السياسي السوداني عثمان مرغني: الإقالة المفاجئة لوزير الخارجية علي الصادق تشكل تحولًا ملفتًا في السياسة الخارجية للسودان، مضيفًا أن هذه الخطوة تعكس توجهات جديدة قد تلوح في الأفق، وأن المرحلة المقبلة ستختلف جذريًا عن السابقة ، وأشار إلى أن الضغوط العسكرية والدولية المتزايدة قد تكون وراء هذا القرار، وأن السودان يحتاج إلى وجه جديد يمكنه مراوغة المجتمع الدولي والتعامل مع التحديات الراهنة.


الثلاثاء، 2 يناير 2024

محاولات الإخوان لا تتوقف لإشعال الصراع فى السودان
دور الإخوان في إشعال الفتنة في السودان

تلعب جماعة الإخوان المسلمين دوراً لم يعد خفيّاً في إشعال فتيل أزمة الصراع السوداني، الذي تجدد قبل أسابيع بصورة أكثر ضراوة، فيما فشلت كافة الجهود لإقرار هدنة جديدة، وقد بلغت الأزمة الإنسانية ذروتها في ظل ارتفاع أعداد القتلى ونقص الغذاء والدواء والمواد الأساسية فضلاً عن انتشار الأوبئة، فيما تتجه أصابع الاتهام لجماعة الإخوان باعتبارها المسؤول عن الأزمة وتغذيتها.

مع عودة الأزمة السودانية إلى المشهد، واتساع رقعة الحرب التي شملت مؤخراً ولايات (الجزيرة وسنار والنيل الأبيض)، إضافة إلى (9) ولايات سابقة، هي: "الخرطوم، و(5) ولايات في دارفور، و(3) في كردفان"، في غضون ذلك، تجددت الاتهامات حول دور الإخوان وأهدافهم من إشعال الحرب، خاصة مع انتشار تصريحات لأحد القادة العسكريين بالجيش السوداني تحدثت عن دور الإخوان في إشعال الأزمة لتحقيق أهدافهم الخاصة.

ومؤخراً، صدّرت جماعة الإخوان في السودان القيادي الإخواني علي كرتي لتحريض أبناء الشعب الواحد على بعضهم بعضاً، والدعوة إلى سفك الدماء باسم الدين ، ويقول محللون إنّ ما يشهده السودان حالياً "كارثة إنسانية" تتمثل في الدخول في شبه مجاعة، بعد أن استنفدت أصولها وجميع الخيارات المتاح .

وأضافت التحليلات أن الإخوان هم من يجرّون الأوضاع في السودان إلى حرب، لإجهاض الاتفاق الإطاري والعملية السياسية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى حكومة مدنية، وخروج العسكريين من السلطة وممارسة السياسة، لافتاً إلى أنّهم يسرقون المساعدات من أجل التابعين لهم، لكي تفاقم الأوضاع الداخلية في السودان، كل هذه الأمور تأتي في صالح الجماعة الإرهابية ومخططاتها."

ومع أنّ تجربة حُكم الإخوان بقيادة البشير استمرت مدة (30) عاماً، تضاف إليها (4) أعوام في الظل عبر اللجنة الأمنية التي عرقلت الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك وانتهت بسقوطها، إلا أنّ أياديهم ما تزال تتسلل من كل حدب لتشعل حرباً مفتوحة على جميع السيناريوهات.

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023

الصراع يحتدم في السودان وسط تجاهل دولي
جرائم حرب ونزوح جماعي فى السودان

قالت صحيفة "الغارديان": إن الصراع في السودان يحتدم منذ ثمانية أشهر دون أن تلوح له نهاية في الأفق؛ ما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص وخلق ما تقول الأمم المتحدة إنها أكبر أزمة نزوح بشرية في العالم، وسط تجاهل دولي.

وأضافت الصحيفة: أنه بعيداً عن محاصرة المدنيين وتدمير البنية التحتية في بلد يعاني بالفعل من ارتفاع معدلات الفقر، اتهم المراقبون الدوليون طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب، وتظهر الأدلة أيضًا أن أحد أطراف الصراع ارتكب مذبحة ضد أفراد من مجموعة عرقية إفريقية في غرب دارفور؛ ما قد يكرر الإبادة الجماعية التي وقعت هناك قبل عقدين من الزمن.

بالنسبة للسودانيين في الشتات، فإن الصراع بين الفصيلين العسكريين هو أحدث تحول محبط للأحداث في بلد كان يبدو قبل بضع سنوات فقط على الطريق للتخلص من عقود من الدكتاتورية، ففي عام 2019، أطاحت قوات الأمن بالرئيس المستبد عمر البشير بعد أشهر من الاحتجاجات في الشوارع، لكن تلك القوات نفسها قامت بانقلاب في عام 2021 أنهى الانتقال إلى حكومة ديمقراطية بقيادة مدنية.

وفر سبعة ملايين شخص من منازلهم بسبب القتال الذي بدأ في أبريل، وفقًا للأمم المتحدة، ويقدر مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها، وهي مجموعة لرسم خرائط الأزمات مقرها ويسكونسن، أن 12190 شخصًا قتلوا، وحتى هذا من المحتمل أن يكون أقل من العدد نظرًا لأن العديد من المناطق التي يدور فيها القتال لا يمكن للمراقبين المستقلين الوصول إليها. وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن المناطق التي مزقتها الحرب قد تواجه "مجاعة كارثية" بحلول شهر مايو المقبل ما لم يتم وصول المزيد من المساعدات الغذائية.

ويواجه السودان حروباً أهلية عملياً منذ استقلاله عام 1956؛ ما أدى إلى انفصال النصف الجنوبي منه ليشكل جنوب السودان، لكن هذه الحرب فريدة من نوعها من حيث إن إحدى ساحات القتال الرئيسية فيها هي الخرطوم، عاصمة وقلب الولاية التي يقطنها ما يقدر بنحو 9.4 مليون شخص. وقد خلفت أشهر القتال جثثاً متناثرة في شوارعها، ودمرت أحياء مكتظة بالسكان، وألحقت أضراراً بجسر مهم فوق نهر النيل، ودمرت الأفق، بما في ذلك مقر شركة النفط البارزة ووزارة العدل.

وتوجه العديد من النازحين من الخرطوم إلى مدينة ود مدني، ثاني أكبر مدينة في السودان، ويفرون الآن مرة أخرى كما استؤنفت الاشتباكات في الفاشر، آخر مدينة كبرى في دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش.

وقالت الأمم المتحدة: إنها تلقت من المانحين 39% فقط من 2.6 مليار دولار تحتاجها للاستجابة لأزمة السودان، وإن حوالي نصف هذه الأموال تأتي من الولايات المتحدة. ومن بين الدول الغربية، يُنظر إلى واشنطن على أنها تأخذ زمام المبادرة في محاولة التوسط بين الأطراف المتحاربة، على الرغم من أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود.