أدى انفجار قنبلة فى العاصمة الأفغانية كابول مساء الأربعاء إلى مقتل ما لا يقل عن 21 من المصلين من بينهم رجل دين بارز وإصابة أكثر من 30 آخرين خلال صلاة العشاء وذلك وفقًا لمسؤولي طالبان والسكان مما دعا إلى تجديد التركيز على التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على الشعب الأفغاني وحركة طالبان ذاتها .
وأعلن متحدث باسم شرطة العاصمة الأفغانية كابول الخميس ارتفاع عدد ضحايا الانفجار الذى وقع فى أحد مساجد العاصمة إلى 21 قتيلا، بالإضافة إلى 33 مصابا ، وفى وقت سابق أفادت مصادر طبية وأمنية بأفغانستان بمقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 20 شخصاً آخرين بجروح فى تفجير استهدف مسجدا مكتظاً بالمصلين فى كابول .
ولدى حركة طالبان تاريخا من العلاقات الوثيقة مع تنظيم تنظيم داعش فى أفغانستان ولايزال يهدد الحياة في أفغانستان حيث يسيطر على عدد من القرى في ظل فشل حركة طالبان الحاكمة في مواجهته ، وعلى الرغم من تعهد قادة طالبان في اتفاق عام 2020 مع الولايات المتحدة بمنع أفغانستان من أن تصبح ملاذا للجماعات الإرهابية لكن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أميركية بطائرة بدون طيار في كابول الشهر الماضي يوضح أن العلاقات ما زالت مستمرة بين التنظيم والحركة .
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية فإن الانفجار الذي وقع يوم الأربعاء جاء بعد أسبوع من إعلان تنظيم داعش في خراسان المنافس لطالبان مسؤوليته عن تفجير قتل رحيم الله حقاني رجل الدين البارز المرتبط بطالبان وأشارت إلى أن العمل الإرهابي يعد الأحدث في سلسلة من الهجمات نسب الكثير منها إلى تنظيم داعش في خراسان منذ أن سيطرت طالبان على السلطة في أفغانستان قبل عام .
ووفقا للصحيفة الأميركية فإن تنظيم داعش في أفغانستان مرتبط بالتنظيم في العراق وسوريا حيث سيطرت الجماعة المتطرفة الوحشية على مساحات شاسعة من الأراضي الواقعة تحت "الخلافة" المعلنة ذاتيا في ذروة التنظيم أواخر عام 2014 ، مشيرة إلى أن داعش عرف بتجنيده العابر للحدود ودعمه للعنف لكن تراجعت قوته بشكل حاد بعد أن طرده تحالف أميركي من آخر أراضيها في عام 2019، لكن التنظيم المتشدد وفروعه يواصلون شن هجمات وإذكاء العنف وعدم الاستقرار في الشرق وجنوب آسيا وإفريقيا .
وأكدت الصحيفة تراجع هجمات التنظيم بعد عمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة في معقل التنظيم في شرق أفغانستان بين عامي 2018 و2020 ومع ذلك استمر تنظيم داعش في خراسان في شن هجمات على أهداف مدنية مثل المدارس وحفلات الزفاف، كما أسفر هجوم تبناه على مطار كابول الدولي أثناء الانسحاب الأميركي العام الماضي عن مقتل 13 جنديا أميركيا وحوالي 170 أفغانيا .
وقالت الصحيفة الأميركية إن زعماء داعش الذين يعتقدون أن طالبان ليست متطرفة بما فيه الكفاية استنكروا انتصارها العام الماضي بعد الانسحاب الأميركي ، وكان الخبراء ومسؤولو المخابرات حذروا الصيف الماضي من أن انتصار طالبان على الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة قد يدفع المسلحين المتطرفين من جميع أنحاء العالم إلى أفغانستان .
من جهته يرى مرصد الأزهر أن الضربات المتلاحقة ضد قادة داعش الإرهابي في سوريا والعراق كان لها تأثيرها الإيجابي في تحجيم نشاط التنظيم وانحساره بشكل ملحوظ وإبقائه في حالة من السبات لكن هناك مخاوف أخرى حيث تثير الأزمات الإقليمية والسياسية في سوريا والعراق وأفغانستان قلقا من استمرار حصول التنظيمات الإرهابية على فرص للعودة إلى الظهور .