شهدت الأيام الماضية صراعا داميا داخل جماعة الإخوان وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين ضد إبراهيم منير القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة .
وقد أظهر الصراع ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية حتى هاجم عصام تليمة القيادي بجماعة الإخوان جبهة التمرد التي يتزعمها محمود حسين القائم بأعمال المرشد العام للإخوان ، وكشف الصراع عن حقيقة سقوطهم أخلاقيا أمام الجميع في الأزمة الدائرة بينهم .
وقال تليمة أنه "لا وجود لأي خلفية أخلاقية في الصراع الدائر فالأخلاق أصبحت عبئا عليهم وتخلوا عنها بكل سهولة عندما تضاربت مع مصالحهم لدرجة أنهم أقنعوا الناس أن كل أزمة دخلوا فيها مع الدولة كانت السلطة والمناصب والمصالح هي الأساس وليس شيء آخر".
وأكد أن مثل هذه الخلافات لا يمكن أن تكون لله كما يروج القيادات العليا للتنظيم بل دليل سقوط أخلاقي وقيمي ، ولفت إلى أن الجبهة التي انشقت بعد أن كانت كيانا واحدا سقطت جميعها في اختبار الأخلاق وأثبتت أنها مريضة بالمناصب والقيادة والمغانم التي توفرها كعكة الإخوان .
الخلافات المتفاقمة بين أقطاب الجماعة الأساسيين خصوصا بعد القبض على محمود عزت أمين عام الجماعة أحدثت انقساما كبيرا داخل الجماعة بين تيارين أساسيين وهما تيار إبراهيم منير نائب المرشد العام والقائم بعملها وتيار محمود حسين أمين التنظيم والذى نصب نفسه أمينا عاما للجماعة وقد ظلت الأزمة بين التيارين تتفاقم بعيدا عن العلنية لفترة من الوقت .
هذا الصراع بين الجناحين الرئيسين فى الجماعة إستند إلى أسباب غير موضوعية حيث تبادل الطرفان الاتهامات الفضائحية المالية والتنظيمية والإدارية علاوة على الاتهام بالخيانة والعمالة لأجهزة استخبارات دولية وكل ذلك أدى إلى حالة من التمزق والارتباك فى صفوف أعضاء الجماعة وقيادتها الأمر الذى سينعكس على البنية التنظيمية المتهالكة للجماعة بما يؤدى إلى مزيد من الفرقة والانقسام .
0 Comments: