الأربعاء، 18 مايو 2022

أردوغان يروج لنظرية المؤامرة قبل الإنتخابات


أثار استهداف وزير الداخلية التركى للدبلوماسيين الأجانب الذي تتمثل مهمته في حماية وتأمين البعثات الدبلوماسية والدبلوماسيين الأجانب في تركيا الدهشة في العديد من العواصم الأجنبية التي تخشى على سلامة مواطنيها في تركيا .

وبالرغم من إنكار حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان الإخوانية المستمر باتهامات التنصت على الدول والسفارات الغربية إلا أن الحقائق تكشفت بعدما بدأت حكومة أردوغان في استخدام المحادثات التي تم اعتراضها والحصول عليها بالتجسس على السفارات الغربية في تركيا لتحقيق مصالح في السياسة الداخلية لتركيا .

وتؤكد تصريحات وزير الداخلية التركي أن مخابرات الشرطة التي تعد أكبر وكالة استخبارات في تركيا وتعمل تحت إشراف وزير الداخلية تمكنت من الاستماع إلى لقاء بين دبلوماسيين أجانب وسياسيين معارضين من حزب الشعب الجمهوري .

وعلى الرغم من أن صويلو اتهم حزب الشعب الجمهوري بالاجتماع مع دبلوماسيين غربيين لمناقشة السياسة الداخلية كانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها عن محتوى المحادثة .

وتقول "نورديك مونيتور" إنه من الواضح أن حكومة أردوغان تريد أن تلعب دورا قذرا وقررت على ما يبدو إدارة حملة سياسية محلية قبل انتخابات 2023 برواية مفادها أن المعارضة مدعومة من الغرب الذي يهدف في نظره إلى الإطاحة بحكومة أردوغان وغزو تركيا بتقطيع أوصالها وإقامة دول صغيرة مستقلة مثل دولة كردية على أراضي تركيا .

وبحسب الصحيفة سيستمر استخدام المعلومات الاستخباراتية التي تم الحصول عليها من مراقبة السفارات والدبلوماسيين الغربيين ومراقبتهم للاستهلاك السياسي المحلي وتعزيز الرواية السامة المعادية للغرب التي تنتهجها الحكومة .

وتؤكد الصحيفة السويدية الاستقصائية أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها حكومة أردوغان السفارات الغربية لأغراض السياسة الداخلية .

وذكرت الصحيفة أنه عندما أعلن المدعون العامون عن أكبر فضيحة فساد في البلاد على الإطلاق في ديسمبر 2013 والتي جرمت أردوغان وأفراد أسرته ادعى أردوغان على الفور أن هناك مؤامرة دولية ضد الحكومة .

وأشارت الصحيفة إلى أنه في حملة منسقة بأوامر من أردوغان نشرت جميع وسائل الإعلام الموالية للحكومة قصصا على الصفحة الأولى مع صور للسفير الأمريكى وادعت أنه كان على علم بتحقيقات الكسب غير المشروع .

واتضح أن فريق الدعاية الذي تم تشكيله في الغالب من منظمة المخابرات التركية كتب قصة تورط السفير الأمريكى في مخطط يحاول الإطاحة بالحكومة يزعم أنه تم الكشف عنها في اجتماع سري . 

وساعد استهداف السفير الأميركي أردوغان في تمهيد الطريق لإلقاء اللوم فى الفساد على مؤامرة غربية قادتها واشنطن في حين لم يكن هناك دليل يثبت ذلك ، كما أنه اختلق واحدة من أكبر الخدع في التاريخ الحديث  وهو أن فتح الله جولن الباحث الإسلامي التركي الذي ألهم شبكة عالمية من التعليم والعمل الخيري أنشأ ما أسماه أردوغان "الهيكل الموازي" لإزاحته من السلطة .

وفي أكتوبر 2021 استهدف أردوغان سفراء 10 دول غربية وهى الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا وكندا ونيوزيلندا والنرويج وفنلندا والدنمارك والسويد الذين دعوا بشكل مشترك إلى إطلاق سراح أحد رجال الأعمال الخيريين المسجونين امتثالاً لحكم صدر من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وأعلن أنه أصدر تعليمات لوزير خارجيته بإعلانهم أشخاصا غير مرغوب فيهم وطردهم من تركيا .

وتراجعت الحكومة التركية في وقت لاحق عن موقفها بعدما زعمت أن السفراء قد تراجعوا عن بيانهم الأصلي وهو تأكيد عارضته العديد من الدول الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة .

وعلى الرغم من أن الطرد لم يحدث إلا أن الضوضاء التي أحدثتها الحكومة ساعدت في تحويل النقاش بعيدًا عن القضايا السياسية المحلية وخلقت تشتتًا كبيرا عن التوقعات الاقتصادية المتدهورة في البلاد .

وعلى نفس الوتيرة فإن حكومة أردوغان تسعى لتقويض المعارضة من خلال تصويرهم على أنهم خونة يتعاونون مع أولئك الذين يريدون إيذاء تركيا .

0 Comments: