ذكرت صحيفة "بلومبرج" أن الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي يواجه انتقادات جديدة بشأن أزمة غاز في إيران مما يزيد من التوتر المتصاعد بشأن حملته القمعية المستمرة ضد الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولين إيرانيين حذروا خلال الأسبوع الماضي من نقص وانقطاع الغاز في الشمال وأجزاء أخرى من البلاد حيث بلغ الطلب على الطاقة مستويات قياسية بسبب درجات الحرارة المنخفضة بشكل غير معتاد حيث تُرك عشرات الآلاف من الإيرانيين في محافظة رضوي خراسان الشمالية الشرقية - مسقط رأس رئيسي وحيث يتمتع بنفوذ سياسي كبير - بدون غاز لتدفئة منازلهم بعد انقطاع الإمدادات .
كما تضررت أربع مقاطعات أخرى في الشمال وأغلقت المدارس والمكاتب التي تديرها الدولة وحتى الشركات المملوكة للقطاع الخاص في جميع أنحاء محافظة طهران يوم الأحد ، وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة تأتي في الوقت الذي تكافح فيه إيران لقمع الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في سبتمبر والتي كانت قد احتُجزت بزعم انتهاك قواعد اللباس الإيرانية الصارمة .
وأوضحت الصحيفة أن هناك مقاطع فيديو لم يتم التحقق منها على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت أشخاصًا في مدينة توربات جام يحتجون على قطع الغاز في إشارة إلى تزايد عدم شعبية نظام رجال الدين الحاكم في الوقت الذي يكافح فيه لقمع أوسع تحد شعبي لسلطته منذ ثورة 1979 .
يذكر أن إيران تسيطر على ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم وتدعم السلعة بشكل كبير وتسببت مشاكل الوقود في أزمات كبيرة في الماضي كان آخرها في نوفمبر 2019 عندما اندلعت الاحتجاجات بعد أن خفضت الحكومة التخفيضات ورفعت أسعار البنزين وردت القوات الأمنية وقتها بقتل مئات المتظاهرين، بحسب جماعات حقوقية .
أكدت الصحيفة أن الدافع وراء ارتفاع مستويات الغضب العام هو تدهور حالة الاقتصاد الإيراني على الرغم من تعهدات رئيسي المتكررة بتحسينه دون رفع العقوبات، وتساءل المسؤولون عما إذا كانت الخطة الاقتصادية المؤلفة من 7000 صفحة والتي روج لها خلال حملته الانتخابية لعام 2021 موجودة بالفعل .
وقلل الرئيس الإيراني في كثير من الأحيان من تأثير العزلة العالمية على الاقتصاد بينما كان يشرف على محاولة فاشلة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية التي كانت سترفع العقوبات، وفقد الريال الإيراني 30٪ من قيمته منذ وفاة أميني في سبتمبر ، مسجلاً أدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار الشهر الماضي.
ونقلت "بلومبرج" عن تقرير صادر عن وزارة العمل الإيرانية في 3 يناير إن الحد التقديري لفقر الدخل سيرتفع بنسبة 70٪ إلى متوسط 28.5 مليون ريال (حوالي 67 دولارًا) للفرد شهريًا في إيران الحالية ، وارتفعت وتيرة التضخم إلى ما يقرب من مستويات قياسية في يونيو وارتفعت أسعار المواد الغذائية بعد أن توقفت الحكومة عن تزويد المستوردين بالعملات الأجنبية المدعومة بشدة .
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا تستطيع إيران تلبية طلبها على الغاز لأن السعة الجديدة تتخلف عن الاستهلاك مما أدت إلى اضطرابات في صادرات الطاقة إلى تركيا والعراق ، وتمتلك إيران ثاني أكبر احتياطيات غاز في العالم لكن صادراتها تتضاءل مقارنة بنظيراتها ، كما تتخلف إيران الغنية بالنفط عن نظيراتها في تنمية صادرات الغاز ويرجع ذلك في الغالب إلى العقوبات ونقص الاستثمار في هذا القطاع .