نشر موقع ستراتفور تقريرا حول لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي جو بايدن على هامش قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة ، لافتا الى العلاقات الثنائية ستظل متوترة حتى وان بدت مستقرة في ظاهرها حيث انتهى اللقاء دون حل القضايا الخلافية بين البلدين .
وأوضح التقرير انه باستثناء تعهد تركيا بتأمين مطار كابول الدولي بعد الانسحاب الأميركي والدولي من أفغانستان فقد انتهى اللقاء بين بايدن وأردوغان بلا نتائج تذكر وعاد الرئيس التركي بخفى حنين من لقاء كان يراهن عليه لاحتواء الغضب الأميركي من صفقة الصواريخ الدفاعية الروسية اس 400 .
ويرى محللون ان طرح الرئيس التركي فى أفغانستان جاء تقربا للإدارة الأمريكية وللفتور الذي يشوب العلاقات التركية بحلف الناتو .
وأضاف ان أردوغان يكافح وحزبه العدالة والتنمية لتلميع صورة تلطخت بالقمع وانتهاك حقوق الإنسان ومصادرة الحريات على المستوى الداخلي وأزمات متفجرة على المستوى الخارجي وذلك قبل الإنتخابات العامة المقرر لها في 2023 ويخوضها الحزب الحاكم في تركيا برصيد من النكسات السياسية والاقتصادية .
وأشار التقرير الى سجل تركيا في حقوق الإنسان حيث تقف أنقرة وواشنطن على طرف نقيض في هذا الملف ، فبينما تجدد إدارة بايدن التزام الولايات المتحدة بحماية حقوق الإنسان والحريات عالميا تنظر تركيا التي يحكمها حزب إسلامي محافظ بطريقة أخرى لهذه المسألة حيث ينظر الحزب الديني القومي غالبا إلى القضايا الاجتماعية بشكل مختلف عن الولايات المتحدة ويشعر بالقلق من انتقادات القوى الغربية .
ويرى التقرير انه من المرجح أن يواصل الحزب الحاكم محاولة قمع أحزاب المعارضة مثل حزب الشعوب الديمقراطي الذي يهيمن عليه الأكراد وتندد الولايات المتحدة بمثل هذه السياسات وربما تحاول الضغط على تركيا لوقفها إما بفرض عقوبات أو التهديد بها مما يؤجج التوتر بين أنقرة في واشنطن .
وتسعى تركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشل في صيف العام 2016 لإقناع واشنطن بتسليمها الداعية فتح الله جولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية بينما امتنعت السلطات الأميركية عن تسليمه لأن الجانب التركي لم يقدم أي أدلة قاطعة على أن جولن وشبكته دبروا محاولة قلب نظام حكم أردوغان فيما تبقى هذه واحدة من القضايا التي ترخي بظلال ثقيلة على العلاقات بين البلدين .
ويبقي الرئيس التركي سيف الملاحقات مسلطا على رقاب من يعتقد أنهم من أنصار جولن بعد أن زج بالآلاف في السجون وعزل آلاف من وظائفهم في مؤسسات الدولة وذلك للحفاظ على الولاء السياسي للأتراك الرافضين لمحاولة الانقلاب العسكري .
0 Comments: