الأحد، 26 ديسمبر 2021

الإطماع التركية فى أفغانستان تتجاوز تشغيل مطار كابول


ينتشر الجيش التركي على رقعة جغرافية واسعة خارج بلاده تصل إلى نحو 3 آلاف كيلومتر ومؤخرا قررت الحكومة التركية بالتنسيق مع قطر نقل المقاتلين السوريين في أذربيجان وليبيا الى أفغانستان .

تركيا كانت قد بدأت تتراجع عن الأدوار الخشنة التي كانت تلعبها حيث وضعت الضغوطات الدولية حول اخراج المقاتلين الأجانب تركيا بمأزق لاخراج المقاتلين السوريين من ليبيا الامر الذي جعل من تركيا وحليفتها قطر يعملان على إدارة و تشغيل مطار كابول لنقل السوريين لأفغانستان .

ويشار الى ان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قد صرح في وقت سابق بأن بلاده من المحتمل أن تدير بطريقة مشتركة مع قطر خمسة مطارات في أفغانستان بعد محادثات بين الأطراف جرت في الدوحة وكابل .

ويرى محللون ان تركيا وقطر بحاجة إلى ذلك من أجل الثقل السياسي لإظهار أنهم يقدمون الدعم وفي حين تخلى الأمريكيون عن كل شيء وغادروا فها هي تركيا بقيت بل وتقدم المساعدة فكلا الدولتين في حاجة إلى اقتناص الفرصة لاستمرار التأثير في أفغانستان ولكي يستعرضوا للعالم كله حسن نواياهم .

ومن جهة أخرى تسعى تركيا بعد أن حشدت دعم حليفتها قطر الى توسيع نفوذها فى أفغانستان لتصبح الدولة الإسلامية الرئيسية هناك مما يمهد لها الطريق لنهب ثروات البلاد والسيطرة على مقدرات الشعب الأفغانى .

وأضافت التحليلات أن الأنباء الأخيرة حول نية تركيا الزج بالمقاتلين السوريين تعكس سياستها في استخدامهم وقوداً لمعاركها دون توريط جنودها بشكل مباشر ، وقالت مصادر حقوقية إن هناك توافقاً بين الجيش التركي وقادة فصائل سورية حليفة لأنقرة على إرسال عناصر من الفصائل إلى أفغانستان وتحديداً إلى كابول .

وأوضحت أن تركيا تطمع في السيطرة على مطارات أفغانستان وقواعدها العسكرية لنقل العناصر المرتزقة إلى أفغانستان كقاعدة جديدة حيث أن أهداف تركيا في أفغانستان تتجاوز بكثير مسألة تشغيل مطار كابول المدني فأنقرة تخطط للسيطرة الكاملة على كافة المطارات الأفغانية والقواعد العسكرية الجوية التي تركتها القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو .

وفي حال مضت تركيا قدماً في إرسال المرتزقة إلى أفغانستان تكون هذه المرة الثالثة خلال أقل من عامين التي تقوم فيها أنقرة بإرسال مسلحين خاصة من مجندي الفصائل الموالية لها المنتشرة شمال سوريا للمشاركة في معارك خارج حدودها ، فقد سبق وأن أرسلت مسلحين مدعومين من قِبَلها إلى أذربيجان للقتال إلى جانب هذا البلد في وجه أرمينيا خلال المعارك في ناجورونو كاراباخ العام الماضي .

وكشفت تقارير حينها أن تعداد المقاتلين السوريين الذين جرى نقلهم إلى أذربيجان للمشاركة في معارك إقليم ناجورنو كاراباخ "بلغ ما لا يقل عن 2350 شخص عاد منهم 320 مقاتل بعد أن تنازلوا عن كل شيء بما في ذلك مستحقاتهم المادية" بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان .

وفي تدخلها في سوريا أو ليبيا أو أذربيجان كانت أنقرة تبرر هذا التدخل أمام شعبها والمعارضة الداخلية بأنه "حرصاً على الأمن القومي" وهذا ما لا ينطبق على النموذج في أفغانستان خاصة في حال كان هذا التدخل مكلفاً عسكرياً أو بشرياً مع تأكيد "طالبان" أنها ستتعامل مع التواجد التركي كـ"احتلال أجنبي" .

وتشترك قطر وتركيا في دعم التنظيمات المتطرفة مثل الإخوان وكان جنود أتراك قد بدأوا في الانتشار في الدولة الخليجية منذ عام 2015 وتحديدا في قاعدة "طارق بن زياد" جنوبي العاصمة الدوحة حيث رفع العلم التركي في هذه القاعدة الأمر الذي فهم على أنها أصبحت ملكا لأنقرة .








0 Comments: