الأحد، 5 يونيو 2022

إخوان السودان يغرسون بذور الفتنة

إخوان السودان

تعيش السودان منذ أكتوبر العام الماضي أزمة سياسية بين المكون المدني والعسكري أدت إلى حل الحكومة وفرض حالة الطوارئ ، كما دفعت بعض الهيئات والتنسيقيات المدنية حينها إلى خروج في سلسلة من التظاهرات لا تزال تتكرر بين الفينة والأخرى .

وفي سبتمبر الماضي اتهمت فعاليات سياسية ولجان مقاومة رئيسية مجموعة من عناصر الإخوان بالوقوف وراء التوترات الأمنية شرقي السودان مستغلين الهشاشة الاجتماعية الناجمة عن خلافات عرقية قديمة .

ويرى مراقبون أن سياسات نظام الإخوان الذي أطاحت به ثورة شعبية في أبريل 2019 أسهمت في زرع بذور الفتنة بين مختلف المكونات السودانية .

وأشاروا إلى أسباب أخرى متعلقة بانهيار مؤسسات الدولة الخدمية للمواطنين مما خلق نوعا من الروح التنافسية في الحصول على الخدمات الاساسية مما أوجد أرضية خصبة لاستخدامه في إثارة التوترات ، إضافة إلى شعور عام بالإحباط وسط المواطنين في الولايات نتيجة لتوقعاتهم العالية من الثورة .

وكانت جماعات وأحزاب إسلامية سودانية قد وقعت فى ابريل الماضي على إعلان لتأسيس "التيار الإسلامي العريض" أبرزها الحركة الإسلامية السودانية وهى المرجعية التنظيمية لحزب المؤتمر الوطني المنحل الذي عزله الشعب السوداني من الحكم بثورة شعبية في أبريل 2019 .

ومن الموقعين على إعلان التأسيس الحركة الإسلامية السودانية وحركة الإصلاح الآن والإخوان المسلمون ومنبر السلام العادل وحزب دولة القانون والتنمية وحركة المستقبل للإصلاح والتنمية .

ويعتبر المحللون أن هذه المحاولة هي الرابعة التي يغير فيها إخوان السودان جلدهم على امتداد 7 عقود من تاريخ البلاد الحديث ، وضم التيار الجديد عناصر فاعلة في المؤتمر الوطني المحلول الذي يعد الجناح السياسي للإخوان وأسقطته الاحتجاجات في أبريل 2019 بعد أن وصل إلى السلطة في العام 1989 عبر انقلاب نفذته الجبهة الإسلامية القومية، التي تغير اسمها لاحقا إلى "المؤتمر الوطني".

ويضم التيار مجموعات متشددة مثل حزب دولة القانون والتنمية الذي يقوده محمد علي الجزولي المعروف بولائه لتنظيم داعش الإرهابي وأفرج عنه أخيرا .

وينظر العديد من السودانيين إلى الخطوة الأخيرة على أنها محاولة لتغيير "جلد" التنظيم من أجل الحصول على قبول في الشارع الذي طالب خلال العامين الماضيين بتصنيفه كتنظيم "إرهابي" ومحاولة لتسويق الخطاب الذي أسقطه الشعب السوداني في ثورة ديسمبر .

ومنذ ظهور تنظيم الإخوان في السودان في 1949 غير التنظيم مسمياته عدة مرات فمن حركة التحرير الإسلامي إلى تنظيم الإخوان ثم جبهة الميثاق ثم الجبهة الإسلامية وأخيرا المؤتمر الوطني الذي تفرع منه المؤتمر الشعبي في تسعينيات القرن الماضي .

وظهر التنظيم في البداية في شكل شبكات صغيرة ومحدودة لكن سرعان ما وسع قاعدته وتمكن من بناء شبكات له داخل الأجهزة الأمنية من أجل تحقيق طموحاته في الوصول إلى الحكم ، وبالفعل استخدم تلك الشبكات في تنفيذ أول محاولة انقلابية في العام 1959 أي بعد 3 سنوات من استقلال البلاد من الحكم الإنجليزي في 1956 .

واستمرت تلك المحاولات الفاشلة حتى العام 1989 عندما نفذ الإخوان بنجاح انقلاب بقيادة عمر البشير الذي حكم البلاد 30 عاما 




0 Comments: